تم نسخ النصتم نسخ العنوان
سائل يقول : أرجو توضيح معنى البراء والولاء ف... - ابن عثيمينالسائل : فضيلة الشيخ البراء والولاء في الله، أرجو توضيح ذلك للإفادة وفقكم الله لما يحبه ويرضى؟الشيخ : البراء والولاء لله عز وجل : أن يتبرأ الإنسان من كل...
العالم
طريقة البحث
سائل يقول : أرجو توضيح معنى البراء والولاء في الله .؟
الشيخ محمد بن صالح العثيمين
السائل : فضيلة الشيخ البراء والولاء في الله، أرجو توضيح ذلك للإفادة وفقكم الله لما يحبه ويرضى؟

الشيخ : البراء والولاء لله عز وجل : أن يتبرأ الإنسان من كل من تبرأ الله منه، كما قال الله تعالى : قد كانت لكم أسوة حسنة في إبراهيم والذين معه إذ قالوا لقومهم إنا برءاء منكم ومما تعبدون من دون الله كفرنا بكم وبدا بيننا وبينكم العداوة والبغضاء أبداً ، من هؤلاء القوم؟ هم المشركون، قال الله تعالى : وأذان من الله ورسوله إلى الناس يوم الحج الأكبر أن الله بريء من المشركين ورسوله أي: رسوله بريء من المشركين.
فيجب على كل مؤمن أن يتبرأ من كل مشرك وكافر، هذا بالنسبة للتبرؤ من الأشخاص.
أما بالنسبة للتبرؤ من الأعمال فيجب على المسلم أن يتبرأ من كل عملٍ لا يرضي الله ورسوله أي: من كل عمل محرم حتى وإن لم يكن كفراً. يجب أن ينزه نفسه من الفسوق والعصيان والكفر ،كما قال الله تعالى في وصف المؤمنين : ولكن الله حبب إليكم الإيمان وزينه في قلوبكم وكره إليكم الكفر والفسوق والعصيان أولئك هم الراشدون .
فعندنا عمل، وعندنا عامل.
العمل مما يتبرأ ؟ مما نتبرأ من العمل؟ من كل عمل لا يرضي الله ورسوله، أي: من كل عمل محرم.
العامل ممن نتبرأ؟ من كل كافر مشرك، أو ملحد، أو وثني، يجب أن نتبرأ منه.
طيب، إذا كان هناك مؤمن عنده معاصي وعنده إيمان، ما موقفنا منه؟ نواليه على إيمانه، ونكرهه على معاصيه.
كيف هذا؟ يمكن أن تحب شخصا وتبغضه؟ ممكن؟ تحب شخص وتبغضه في آن واحد؟ يمكن تحبه من وجه، وتكرهه من وجه آخر.
هذا الرجل يعطى الدواء المر أنت فيك الآن سخونة، خذ هذه الحبوب، حبوب مرة كريهة الرائحة، وربما كريهة المنظر، تأكلها أو لا؟ أجيبوا بارك الله فيكم؟ هذا إنسان مريض بالحمى، جاءه الطبيب قال: هذه الحبوب تصلح لك، رآها كرهها تقززت منها نفسه، مرة، رائحتها ما هي طيبة، يأكلها أو لا؟
الطالب : نعم.

الشيخ : إذن هو يكرهها من وجه، ويحبها من وجه آخر، قد تكون الكراهة من وجه والمحبة من وجه آخر.
هذا المؤمن الفاسق نحبه على إيمانه، ونكرهه على ما فيه من معصية.
والعجب أن بعض الناس يكره المؤمن العاصي أكثر مما يكره الكافر، وهذه مشكلة، المؤمن العاصي يكرهه أكثر مما يكره الكافر؟! هذا قلب للحقائق، يجب أن نبغض الكافر بكل قلوبنا لأنه عدو لله ولرسوله وعدو لنا يا أيها الذين آمنوا لا تتخذوا عدوي وعدوكم أولياء تلقون إليهم بالمودة ، يا أيها الذين آمنوا لا تتخذوا اليهود والنصارى أولياء بعضهم أولياء بعض ومن يتولهم منكم فإنه منهم إن الله لا يهدي القوم الظالمين .
لكن ضعاف الإيمان والنفوس فترى الذين في قلوبهم مرض يسارعون فيهم أي: في موالاتهم ومحبتهم ليش؟ يقولون نخشى أن تصيبنا دائرة يا أخي لا تصبك دائرة والله معك، لن تصيبك دائرة إذا كان الله معك أبدا، تبرأ من الكفار واعتمد على ربك عز وجل تجد النصر. هؤلاء الكفار لن يرضوا منك حتى تتبع ملتهم، حتى تبيع دينك ولن ترضى عنك اليهود ولا النصارى حتى تتبع ملتهم ، ود كثير من أهل الكتاب لو يردونكم من بعد إيمانكم كفارا .
إذن يجب أن نتبرأ من كل كافر سواء كان كفره شركا أو إلحادا أو تكذيبا أو جحودا أو غير ذلك.
أما بالنسبة للأعمال فيجب أن نتبرأ من كل عمل محرم، ولا يجوز لنا أن نألف الأعمال المحرمة ولا أن نأخذ بها.
بالنسبة للمؤمن العاصي نبرأ من عمله عمل معصية، ولكننا نواليه ونحبه على ما معه من الإيمان.

Webiste