تم نسخ النصتم نسخ العنوان
حكم طلب المدد من الأولياء والصالحين - الفوزان س291: يقول السائل: هناك من يقع في التوسل بغير الله، ويطلب المدد من الأولياء والصالحين، في حين أنه يعبد الله بالقول ويصلي ويصوم، وإذا نهيناه عن ذلك، كاب...
العالم
طريقة البحث
حكم طلب المدد من الأولياء والصالحين
الشيخ صالح بن فوزان الفوزان
س291: يقول السائل: هناك من يقع في التوسل بغير الله، ويطلب المدد من الأولياء والصالحين، في حين أنه يعبد الله بالقول ويصلي ويصوم، وإذا نهيناه عن ذلك، كابر وجادل وحاول أن يحرف معاني القرآن، ويقول: أنا لا أطلب من هؤلاء الرزق مباشرة أو النفع أو دفع الضر، ولكني أطلب من الله ببركتهم وصلاحهم وتقواهم، هل في هذا فرق بين من يطلب مباشرة وبين من يطلب من الله بواسطتهم؟ وهل هذا القائل على حق أم لا؟
ج291: التوسل بالأموات والغائبين؛ أمر محرم لا يجوز؛
لأن الميت والغائب لا يقدر أن يفعل شيئاً مما طُلب منه؛ ثم هذا يختلف حكمه باختلاف نوع التوسل، فإن كان المتوسل بالميت يتقرب إليه بشيء من العبادة: كالذبح، والنذر له، ودعائه، أو طلب المدد والحوائج منه؛ فهذا شرك أكبر، يُخرج من الملة- والعياذ بالله-؛ لأنه صرف نوعاً من أنواع العبادة لغير الله، ومن عبد غير الله بأي نوع من أنواع العبادات؛ فقد أشرك بالله، وارتد عن دين الإسلام، وإن كان يصلي، ويصوم، ويحج، ويعمل ما يعمل، لأنه أبطل إسلامه بالنواقض التي ارتكبها، والعياذ بالله؛ فهو كالذي يتوضأ وَيُحْدِثُ، فإن الشرك ينقض الإسلام، ولو كان يصلي، ويصوم، ويحج؛ مادام أنه يتقرب إلى الأموات، والغائبين، والجن، والملائكة، بشيء من أنو أع العبادة، ويذبح لهم، أو ينذر لهم، أو يهتف بأسمائهم؛ فهذا شرك أكبر؛ أما إذا كان التوسل بالميت أو بالغائب، بمعنى أنه يدعو الله ويقول مثلا: أسألك بحق فلان، أو بجاه فلان، فهذا بدعة لا تصل إلى حد الشرك الأكبر، لكنها بدعة محرمة،
وهي وسيلة إلى الشرك، وباب يوصل إلى الشرك، فالحاصل: أنه لا يجوز التوسل بالأموات، ولا بالغائبين، بأي نوع من أنواع التوسل، فإن كان يطلب منهم الحاجة، فهذا شرك أكبر، وإن كان يسأل الله بجاههم وبحقهم، فهذا بدعة محرمة، ووسيلة إلى الشرك. أما قول السائل: أنه يكابر ويقول: أنا لا أدعوهم بل أدعو الله سبحانه وتعالى؛ بصلاحهم، وتقواهم، فهذا عين قول المشركين الأولين، كما قال الله تعالى عنهم: وَيَعْبُدُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ مَا لاَ يَضُرُّهُمْ وَلاَ يَنْفَعُهُمْ وَيَقُولُونَ هَؤُلاَءِ شُفَعَاؤُنَا عِنْدَ اللَّهِ ، وكما قال الله عنهم، وَالَّذِينَ اتَّخَذُوا مِنْ دُونِهِ أَوْلِيَاءَ مَا نَعْبُدُهُمْ إِلاَّ لِيُقَرِّبُونَا إِلَى اللَّهِ . والمشركون الأولون يعرفون أن هؤلاء الأموات لا يقدرون على الخَلق، والرزق، وا لإحياء، والإماتة، ويعترفون
أن هذا لله سبحانه وتعالى، وإنما يريدون من هؤلاء مجرد الشفاعة، ومجرد الوساطة، مثلما يتعلل به إخوانهم من المشركين اليوم.

Webiste