تم نسخ النصتم نسخ العنوان
ما رأيكم في التصوف والصوفية ، وهل كل الصوفية... - ابن عثيمينالسائل : يقول من خلال متابعتي الدائمة لبرنامجكم الكريم وخلال إجابة الأسئلة الخاصة بالتصوف سمعت إجابات مختلفة من أساتذة أفاضل وقد أجمعوا تقريباً على ذم ه...
العالم
طريقة البحث
ما رأيكم في التصوف والصوفية ، وهل كل الصوفية يذمون كالغزالي وغيره ؟
الشيخ محمد بن صالح العثيمين
السائل : يقول من خلال متابعتي الدائمة لبرنامجكم الكريم وخلال إجابة الأسئلة الخاصة بالتصوف سمعت إجابات مختلفة من أساتذة أفاضل وقد أجمعوا تقريباً على ذم هذا الأمر بدون استثناء وإني لأعجب أشد العجب من ذلك لأن في اعتقادي والله أعلم أن الأحكام في ديننا العظيم لا تأتي على التعميم في أمور الدين فمثلاً إذا كان هناك شخص سوء في مكان ما لا يمكن أن أحكم علي جميع من فيه بأنهم أشرار فعندما نحكم على التصوف بأنه سيء هل معنى ذلك أن التصوف كمبدأ سيء أم هناك من يدعي الصوفية وهو ليس من أهلها؟ وإذا كان التصوف كذلك فماذا نقول عن أئمة التصوف والذين أفادونا في الدين أعظم إفادة من خلال علمهم وعملهم أمثال الإمام الغزالي، وكذلك ابن عطاء الله، وعبد القادر الجيلاني، والشيخ السنوسي، وزواياهم معروفة، وفي العصر الحديث الدكتور عبد الحليم محمود رحمه الله؟ وماذا يقول الدين عن التصوف في أبسط معانيه والتي نفهمها، وهو يتمثل في الزهد في الدنيا مع عدم ترك ما أحل الله لعباده، وإخلاص العمل والنية لله تعالى وذكره كثيراً واستغفاره وحمده مع نبذ كل ما يلتصق بالدين والتصوف من خرافات وبدع وأشياء تؤدي إلى الكفر أعوذ بالله من ذلك؟

الشيخ : هذا السؤال مطوّل ومتداخل وفيه شيء يحتاج إلى تفصيل.

السائل : نعم.

الشيخ : فالذين سمعهم يذمون التصوّف ويُطلقون إنما يريدون أن إثبات طريقة على نحو معيّن تنفرد عن طريقة أهل السنّة والجماعة هذا من حيث هو مذموم بلا شك، فالذي ينبغي لجميع المسلمين أن يكونوا طائفة واحدة ألا وهي طائفة السلف الصالح أهل السنّة والجماعة، سواء كان ذلك في العقيدة أو كان ذلك في الأعمال الظاهرة أعمال الجوارح، فالذي يُذم مطلقاً أن تحدث طريقة معيّنة يقال لها هذه طريقة القوم إذ أن كل طريق أو كل طريقة تخالف ما كان عليه النبي صلى الله عليه وسلم فإنها مذمومة مهما كانت أما بالنسبة للأعمال التي تُحدثها هذه الطائفة فإنه يُنظر إن وافقت ما جاء به النبي عليه الصلاة والسلام فهي حق لكن لا ينبغي أن يُقال إنها من طريق الصوفية أو من صنيع الصوفية أو من تنظيم الصوفية أو ما أشبه ذلك، بل يُقال هذه هي سنّة الرسول صلى الله عليه وسلم ولا تنسب إلى هذه الطائفة بعينها، وحينئذ نخرج من اللقب الذي قد يوجب الذم.
وأما ما يتعلق بالزهد في الدنيا فلا ريب أن الزهد في الدنيا الذي لا يتضمن ترك ما أحل الله عز وجل أو لا يتضمن ترك ما ينفع في الأخرة لا ريب أنه محمود، وأن الإنسان ينبغي له أن تكون الدنيا وسيلة إلى الأخرة لا أن يكون كل همه وقصده للدنيا فقط والإنسان إذا أراد الدنيا فقط فإنه قد يضيع الدنيا والأخرة لقوله تعالى من كان يريد العاجلة عجّلنا له فيها ما نشاء لمن نريد ثم جعلنا له جهنم يصلاها مذموما مدحورا * ومن أراد الأخرة وسعى لها سعيها وهو مؤمن فأولئك كان سعيهم مشكوراً .

السائل : نعم.

الشيخ : وأما الأذكار والأوراد التي أحدثها من أحدثها من أهل التصوف فإنه لاشك أن ما خالف الشرع منها بكيفيته أو وقته أو عدده أو سببه فإنه بدعة يُنكر على صاحبه، لأنه لا تكون العبادة عبادة متبعاً فيها الرسول عليه الصلاة والسلام حتى يقوم دليل شرعي على الأمور التالية : " على سببها، وجنسها، ونوعها، وهيئتها، وزمانها، ومكانها، وقدرها " فإذا لم يكن دليل على هذه الأمور فإنها تكون بدعة ويكون فيها من البدع أو من البدعية بحسب ما فارقت السنّة فيه.

Webiste