تم نسخ النصتم نسخ العنوان
ترك العمل بالخارج برا بالوالدة المريضة - اللجنة الدائمة الفتوى رقم (  5393  )    س: لي والدة على قيد الحياة ولله الحمد، وهي معتلة الصحة قليلاً، وكثيرًا تفاجئها نوبات الضغط والسكر أجاركم الله، مع العلم أنها م...
العالم
طريقة البحث
ترك العمل بالخارج برا بالوالدة المريضة
اللجنة الدائمة
الفتوى رقم ( 5393 )
س: لي والدة على قيد الحياة ولله الحمد، وهي معتلة الصحة قليلاً، وكثيرًا تفاجئها نوبات الضغط والسكر أجاركم الله، مع العلم أنها متزوجة من عم لي ولديها أبناء، هم إخواني وأخواتي، ويقيمون معها في نفس المنزل، وعددهم أربعة، وأخي الذي هو أصغر مني مباشرة يصغرني فقط بسنة، وأنا الآن في التاسعة والعشرين من عمري. ووالدتي هذه لم أقطع الصلة بها إطلاقًا ولله الحمد، فأنا أتصل بها هاتفيًّا يوميًّا تقريبًا لأطمئن على حالها وإخواني، وأطمئنها على حالي وأهلي، وأصلها بكل ما تريد ماديًّا، وهذه واجبات أعتبرها وأقوم بها ولله الحمد، وهي راضية عني كل الرضا لولا أنها وفي كل مكالمة هاتفية أو إذا حضرت إلى المملكة - وأنا أحضر إليها كثيرًا - تطلب مني أن أرجع إلى الرياض وأترك العمل في الخارج؛ لأكون بجانبها دائمًا ولا أفارقها؛ لأنها كثيرًا ما تردد أنها مريضة وتخشى أن تموت (والموت حق في رقاب العباد) ولا أكون موجودًا لديها فيغضب الله علي،
وهي تبكي دائما وتؤرقني ببكائها وإلحاحها بأن أعود إلى الرياض وأكون بجانبها، رغم أنني طلبت منها أن تقيم معي في الخارج فرفضت، أفتوني أثابكم الله وجزاكم عني خير الجزاء. هل أترك عملي وأطلب العودة وأضحي بمستقبلي ورزقي وأكون بجانبها لا أغادر الرياض ، أو أستمر في أداء واجبي الوطني المطلوب مني وهو العمل في الخارج حتى انتهاء فترة عملي وعودتي؟ وقد أكون معرضًا كذلك للنقل إلى دولة أخرى، فهذه طبيعة عملي؟

ج: بر الوالدين واجب على الولد ، وهو طاعتهما في المعروف ومد يد العون بالعطاء، والإحسان إليهما مهما أمكن وتليين الكلام لهما وتطييبه، قال تعالى: وَقَضَى رَبُّكَ أَلا تَعْبُدُوا إِلا إِيَّاهُ وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا إِمَّا يَبْلُغَنَّ عِنْدَكَ الْكِبَرَ أَحَدُهُمَا أَوْ كِلاهُمَا فَلا تَقُلْ لَهُمَا أُفٍّ وَلاَ تَنْهَرْهُمَا وَقُلْ لَهُمَا قَوْلا كَرِيمًا (23) وَاخْفِضْ لَهُمَا جَنَاحَ الذُّلِّ مِنَ الرَّحْمَةِ وَقُلْ رَبِّي ارْحَمْهُمَا كَمَا رَبَّيَانِي صَغِيرًا كما أن طلب الرزق والسعي فيه وكسب القوت واجب أيضًا، فعلى هذا إن تيسر نقل عملك مؤقتًا إلى الرياض لتكون بجانب والدتك، فهذا أحسن، وإن لم يتيسر نقلك فاستمر في أداء عملك،
وألن الكلام لوالدتك عندما تطلب بقاءك عندها. وبالله التوفيق، وصلى الله على نبينا محمد وآله وصحبه وسلم.

Webiste