باب : " باب تسويد الأكابر " .
أثر حكيم بن قيس بن عاصم ( أن أباه أوصى عند موته بنيه فقال : اتقوا الله وسودوا أكبركم ... ) .
الشيخ محمد ناصر الالباني
الشيخ : الباب الذي يليه :
" باب تسويد الأكابر " .
يروي تحته بإسناده الحسن :
عن حكيم بن قيس بن عاصم : أن أباه أوصى عند موته بنيه فقال : اتقوا الله وسودوا أكبركم ، فإن القوم إذا سوَّدوا أكبرهم خلفوا أباهم ، وإذا سودوا أصغرهم أزرى بهم ذلك في أكفائهم ، وعليكم بالمال واصطناعه ، فإنه منبهة للكريم ، ويُستغنى به عن اللئيم ، وإياكم ومسألة الناس فإنها من آخر كسب الرجل ، وإذا متُّ فلا تنوحوا فإنه لم ينح على رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ، وإذا ما متُّ فادفوني بأرض لا تشعر بدفني بكر بن وائل فإني كنت أُغافلهم في الجاهلية .
هذه وصية من أحد الصحابة لأولاده فيها عديد من الوصايا التي يحتاج بها الأولاد عادة أن يتشبثوا بها وأن يظلوا ذاكرين لها وعاملين بها .
أول ذلك أن قال لهم : " اتقوا الله " :
وهذه وصية جامعة مانعة ، لأن تقوى الله عز وجل معناها : " أن يخشى العبد ربه فيطيعه في كل ما أمره به وينتهي عن كل ما نهاه عنه " ، هذه تقوى الله ، وهذه وصية من وصايا الرسول عليه السلام لأصحابه بمناسبات كثيرة منها أنه أوصى معاذًا فقال له : اتق الله حيث ما كنت هذه وصية مشهورة من وصايا الرسول صلى الله عليه وآله وسلم .
جرى على هدي الرسول عليه السلام وعلى سَننه من بعده الصحابة الكرام ومنهم قيس هذا ابن عاصم حيث أوصى بنيه بقوله : " اتقوا الله " .
وأتبع هذه الوصية بقوله : " وسودوا أكبركم " :
شو معنى سودوا أكبركم ؟!
يمكن لبعدنا عن اللغة العربية وآدابها نفهم سودوا يعني شحروا تشحير، أي : تسويد يعني ، لكن التسويد هنا من السيادة مِن السؤدد " سودوا أكبركم " يعني : اجعلوه رئيساً عليكم ، لا تجعلوا الصغير الحقير المنبوذ لأنه مثلًا في عنده صرافة لسان أو في عنده شوية شجاعة يضعها في غير محلها فأنتوا بترهبوا جانبه وبتريسوه عليكم ، لا ، سودوا أكبركم سناً وحِلماً وعِلماً وأدباً ، " وسودوا أكبركم " : لماذا ؟
" فإن القوم إذا سودوا أكبرهم خلفوا أباهم " : فإن الأولاد إذا تأدبوا بهذا الأدب وأمروا وسيدوا وريسوا عليهم أكبرهم خلفوا أباهم بمعنى : أنهم عاشوا كما لو كان أبوهم بينهم ، لأنهم ريَّسوا عليهم أكبرهم ، فهذا الأكبر المفروض فيه أن يكون أكبر علماً وأكبر عقلاً وأكبر تجربةً فهو سيسير بإخوته مسيرة أبيهم من قبل هذا الأخ الذي سُوّد عليهم ، أي : كأنهم سوف لا يشعرون بفقد أبيهم ما دام أنه حلّ محله أخوهم الأكبر مِن بعده ، ولذلك شاع بين الناس أن الأخ الأكبر بمنزلة الأب ، فهذا فيه حكمة بلا شك ، ولكن لا يخفى أن هذا ليس على الإطلاق ، فكم من كبير سن هو صغير في المنزلة وفي العلم والعكس بالعكس ، ولكن ينبغي مراعاة هذا الأدب وهو تسويد الأكبر ما وُجِد إلى ذلك سبيلاً للمحافظة على نظام الأسرة ووحدتها وحياتها من بعد وفاة رئيسها وألا وهو والدها.
" فإنَّ القوم إذا سودوا أكبرهم خلفوا أباهم وإذا سوَّدوا أصغرهم أزرى بهم ذلك في أكفائهم " :
وإذا عكسوا هذه الوصية وريسوا عليهم أصغرهم أزرى بهم ذلك في أكفائهم أي : كان ذلك سبباً في أن تصيب الزراية والحقارة من هو كفء من بينهم أن يكون هو الرئيس عليهم.
" باب تسويد الأكابر " .
يروي تحته بإسناده الحسن :
عن حكيم بن قيس بن عاصم : أن أباه أوصى عند موته بنيه فقال : اتقوا الله وسودوا أكبركم ، فإن القوم إذا سوَّدوا أكبرهم خلفوا أباهم ، وإذا سودوا أصغرهم أزرى بهم ذلك في أكفائهم ، وعليكم بالمال واصطناعه ، فإنه منبهة للكريم ، ويُستغنى به عن اللئيم ، وإياكم ومسألة الناس فإنها من آخر كسب الرجل ، وإذا متُّ فلا تنوحوا فإنه لم ينح على رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ، وإذا ما متُّ فادفوني بأرض لا تشعر بدفني بكر بن وائل فإني كنت أُغافلهم في الجاهلية .
هذه وصية من أحد الصحابة لأولاده فيها عديد من الوصايا التي يحتاج بها الأولاد عادة أن يتشبثوا بها وأن يظلوا ذاكرين لها وعاملين بها .
أول ذلك أن قال لهم : " اتقوا الله " :
وهذه وصية جامعة مانعة ، لأن تقوى الله عز وجل معناها : " أن يخشى العبد ربه فيطيعه في كل ما أمره به وينتهي عن كل ما نهاه عنه " ، هذه تقوى الله ، وهذه وصية من وصايا الرسول عليه السلام لأصحابه بمناسبات كثيرة منها أنه أوصى معاذًا فقال له : اتق الله حيث ما كنت هذه وصية مشهورة من وصايا الرسول صلى الله عليه وآله وسلم .
جرى على هدي الرسول عليه السلام وعلى سَننه من بعده الصحابة الكرام ومنهم قيس هذا ابن عاصم حيث أوصى بنيه بقوله : " اتقوا الله " .
وأتبع هذه الوصية بقوله : " وسودوا أكبركم " :
شو معنى سودوا أكبركم ؟!
يمكن لبعدنا عن اللغة العربية وآدابها نفهم سودوا يعني شحروا تشحير، أي : تسويد يعني ، لكن التسويد هنا من السيادة مِن السؤدد " سودوا أكبركم " يعني : اجعلوه رئيساً عليكم ، لا تجعلوا الصغير الحقير المنبوذ لأنه مثلًا في عنده صرافة لسان أو في عنده شوية شجاعة يضعها في غير محلها فأنتوا بترهبوا جانبه وبتريسوه عليكم ، لا ، سودوا أكبركم سناً وحِلماً وعِلماً وأدباً ، " وسودوا أكبركم " : لماذا ؟
" فإن القوم إذا سودوا أكبرهم خلفوا أباهم " : فإن الأولاد إذا تأدبوا بهذا الأدب وأمروا وسيدوا وريسوا عليهم أكبرهم خلفوا أباهم بمعنى : أنهم عاشوا كما لو كان أبوهم بينهم ، لأنهم ريَّسوا عليهم أكبرهم ، فهذا الأكبر المفروض فيه أن يكون أكبر علماً وأكبر عقلاً وأكبر تجربةً فهو سيسير بإخوته مسيرة أبيهم من قبل هذا الأخ الذي سُوّد عليهم ، أي : كأنهم سوف لا يشعرون بفقد أبيهم ما دام أنه حلّ محله أخوهم الأكبر مِن بعده ، ولذلك شاع بين الناس أن الأخ الأكبر بمنزلة الأب ، فهذا فيه حكمة بلا شك ، ولكن لا يخفى أن هذا ليس على الإطلاق ، فكم من كبير سن هو صغير في المنزلة وفي العلم والعكس بالعكس ، ولكن ينبغي مراعاة هذا الأدب وهو تسويد الأكبر ما وُجِد إلى ذلك سبيلاً للمحافظة على نظام الأسرة ووحدتها وحياتها من بعد وفاة رئيسها وألا وهو والدها.
" فإنَّ القوم إذا سودوا أكبرهم خلفوا أباهم وإذا سوَّدوا أصغرهم أزرى بهم ذلك في أكفائهم " :
وإذا عكسوا هذه الوصية وريسوا عليهم أصغرهم أزرى بهم ذلك في أكفائهم أي : كان ذلك سبباً في أن تصيب الزراية والحقارة من هو كفء من بينهم أن يكون هو الرئيس عليهم.
الفتاوى المشابهة
- شرح قوله : " وإذا سوَّدوا أصغرهم أزرى بهم ذلك... - الالباني
- شرح وصية الصحابي وأول ذلك شرح قوله ( اتقوا الل... - الالباني
- شرح وصية الصحابي حكيم بن قيس بن عاصم ، شرح قول... - الالباني
- بيان الشيخ لوجه مطابقة الحديث للترجمة . - الالباني
- شرح قوله : " فإنَّ القوم إذا سوَّدوا أكبَرَهم... - الالباني
- شرح قوله : ( فإن القوم إذا سودوا أكبرهم خلفوا... - الالباني
- شرح قوله : ( وسوِّدوا أكبَرَكم ) . - الالباني
- باب : - الالباني
- باب تسويد الأكابر ، وتحته وصية حكيم بن قيس بن... - الالباني
- شرح باب تسويد الأكابر وتحته حديث حكيم بن قيس ب... - الالباني
- باب : " باب تسويد الأكابر " . أثر حكيم بن قيس... - الالباني