الشيخ : أما القصة الأخرى فهي كأختها الأولى في أنها تتعلق بالآية السابقة: ومن يتق الله يحعل له مخرجًا * ويرزقه مِن حيث لا يحتسب وأقدِّم سلفًا أنها في *صحيح الإمام مسلم* ومن حديث أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: بينما رجل ممن قبلكم يمشي في فلاة من الأرض إذ سمع صوتًا من السحاب يقول -أي: للسحاب-: اسق أرض فلان -صوت غير طبيعي لا يسمع أصوات من السماء كصوت البشر، نسع الرعد الرعد، لكن نسمع صوت كصوت البشر يفهمه مَن على الأرض- يا سحاب انطلق واسق أرض فلان، فسار هذا الرجل مَعَ السحاب حتى رآه يَصُب مشحونه من الماء في حديقة أطلَّ عليها فرأى رجلًا يعمل فيها، فدنا منه وسلَّم عليه فنظر إليه قال: كأنك رجل غريب، قال: نعم، لكن أنا سمعت كذا وكذا، وسِرت والسحاب حتى وصلتُ إليك فعلمتُ أنك أنت المقصود بقول من قال للسحاب: اسق أرض فلان، فأنت فلان، بم نلت هذا؟! قال: -شأن العباد الصالحين غير المغرورين غير المعجبين بنفوسهم- قال: والله لا أعلم، لكن أنا عندي هذه الأض أزرعها وأحصدها وأجعل حصيدها ثلاثة أثلاث: ثلث أعيده إلى أرضي، وثلث أنفقه على نفسي وعيالي، وثلث أتصدق على الفقراء والمساكين الذين حولي، قال: فهو هذا ، فإذن هذا الإنسان الصالح الذي يقوم بحق الله عز وجل يعمل عملًا صالحًا وهو الزرع، ثم لا ينسى لا حق أرضه ولا حق نفسه وعياله ولا حق الفقراء والمساكين الذين يعيشون مِن حوله فسخر الله له السماء السحاب، هذا مِن معاني قوله تعالى: ومن يتق الله الآية.