الشيخ : مثلاً حديث : مَن وسَّع على عِياله يوم عاشوراء وسع الله عليه سائر سنته : هذا الحديث في الحقيقة لا يمكن الحكم عليه بالوضع من حيث إسناده ، لأنه ما في بإسناده كذاب أو وضاع ، لكن ابن تيمية وغيره حكموا عليه بأنه موضوع لأنهم نظروا في الأحاديث التي جاءت عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم في فضل هذا اليوم بخاصة وهي صحيحة ، لم يجد في تلك الأحاديث الصحيحة ذكراً لفضيلة التوسعة على العِيال يوم عاشوراء ، ثم هو يُلاحظ أنه قد وقع في التاريخ السابق أنَّ الحسين -رضي الله عنه- قُتل يوم عاشوراء ولم يكن معروفاً قبل ذلك أنه من السنة المستحبة على الأقل أن يوسع الرجل على عياله يوم عاشوراء ، ومعروف في تاريخ بعض ولاة بني أمية أنهم كانوا يتظاهَرون بالعِداء الشديد لأهل البيت وعلى رأسهم عليُّ بن أبي طالب ، فيذهب ابن تيمية -رحمه الله- إلى إنه هذا الحديث مِن وضع الناصبة أي : الذين كانوا يبغضون علياً ، فيقول هذا الحديث باطل أو يقول هذا حديث موضوع ، فيُشكل على بعض القاصرين في نظرهم ، ينظر في السند فلا يجد فيه ما يقتضي الحكم على الحديث بالوضع وهو صادق ، لكنه لم ينظر إلى وجهة نظر ابن تيمية في حكمه على هذا الحديث بالوضع ، وهو أنه نظر إلى معنى الحديث ولم يقف فقط عند إسناده الضعيف .