تم نسخ النصتم نسخ العنوان
التَّعليق على كلام صاحب المقال بأنه لا بد قبل... - الالبانيالشيخ : الشيخ : ألخِّص لكم الآن كلمات من المقال لأن المقال طويل في صفحتين ؛ لتأخذوا الفكرة الصحيحة من نفس الكلام ، بعد أن ذكر ما لخَّصته آنفًا من ضرورة ...
العالم
طريقة البحث
التَّعليق على كلام صاحب المقال بأنه لا بد قبل تعديل القوانين إلى أحكام الشرعية بأن تُعدَّل الأوضاع الأسرية والاجتماعية المخالفة لتعاليم الإسلام .
الشيخ محمد ناصر الالباني
الشيخ : الشيخ : ألخِّص لكم الآن كلمات من المقال لأن المقال طويل في صفحتين ؛ لتأخذوا الفكرة الصحيحة من نفس الكلام ، بعد أن ذكر ما لخَّصته آنفًا من ضرورة أن يكون المجتمع مجتمع إسلاميًّا قال : " فلا بد من إزالة هذا الكَدَر وتقريب هذا البعد حتى يزاول قانون الأحوال الشخصية مهمَّته بمعالجة أوضاع في مناخ إسلامي ، وإذًا فلا بدَّ أن يسبق تطبيق هذا القانون تعديل الأوضاع الأسرية والاجتماعية المخالفة لتعاليم الإسلام ، ولا بد من نظرة تصحيح شمولية تهيِّئ المناخ لهذا القانون ، وهذا شأن بقية القوانين الإسلامية كالقانون الجنائي ؛ فلا يمكن أن نُقيمَ الحدود الإسلامية ما لم يتهيَّأ الجوُّ الإسلامي الذي يتنفَّس فيه أفراد المجتمع عبير الإسلام وهديه " ، ثم يقول : " وحدُّ السرقة - أيضًا - لا يمكن تطبيقه ما لم نحقِّق للفرد عملًا مناسبًا ، ونقيم التكافل بين أفراد المجتمع بأخذ الزكاة من الأغنياء وإعطائها للفقراء ، ويُقضى على البطالة المكشوفة والمقنَّعة ، فتمهيد المناخ شرط لتطبيق الأحكام " . هذا فذلكة الموضوع في السطر الأخير " فتمهيد المناخ شرط لتطبيق أحكام الإسلام " ، وذكر كمثال أنُّو لا يجوز تنفيذ حدِّ السرقة حتى نهيِّئ للناس الشيء الضروري من الحياة .
الآن لِنَعُدْ إلى منهجنا " فهم الكتاب والسنة وعلى منهج السلف الصالح " ، بدأنا نذكِّر أنُّو على رأس هذا المنهج هو رسول الله - صلى الله عليه وآله وسلم - ؛ تُرى هل الرسول - صلى الله عليه وآله وسلم - فَعَلَ ما يقول هذا الكاتب مهَّد المناخ لِتُطبَّق الأحكام الإسلامية ؛ فلم يكن هناك فقراء مثلًا ؟ وإلا معروف هناك جماعة اسمهم أهل الصُّفَّة ، وهم كانوا من فقراء الصحابة الذين لا أهل لهم ولا مال ، ليس لهم مسكن يأوون إليه ، فكانوا يأوون إلى مكان في خارج المسجد اسمه " الصُّفَّة " ، والفقر الذي نعرفه في عهد الرسول - عليه السلام - لا يشكُّ فيه أيُّ مسلم مهما كانت سويته العلمية أو الثقافية ضحلة ، فنحن نعلم - مثلًا - أن المستوى المعيشي في عهد عمر بن الخطاب كانت خير بكثير بكثير ممَّا كان في عهد الرسول - عليه الصلاة والسلام - ؛ فهل اختلف تطبيق الحكم في عهده - عليه السلام - ، أُجِّل شيء من الأحكام لأن هذا المناخ لم يهيَّأ ؟!
مثلًا أنتم تعرفون قصة ذلك الرجل الذي حضر مجلسًا ، جاءت إليه امرأة فعرَضَتْ نفسها على النبي - صلى الله عليه وآله وسلم - تريد أن تهَبَ نفسها له - صلى الله عليه وسلم - ، فلم يرغب فيها ، فطلب الرجل منه - عليه السلام - أن يزوِّجَها ولو بخاتم من حديد ، قال : لا أجد يا رسول الله ! قال : فقد زوَّجتُكَها بما معك من القرآن . هذا رجل فقير موجود في عهد الرسول - عليه السلام - ، العهد المدني الذي طُبِّقت فيه الأحكام الشرعية ، لماذا لم يتباطأ الرسول - عليه السلام - حتَّى تتكاثر عليه الأموال كما وقع ذلك في عهد عمر ، ويؤجِّل تطبيق هذه الحدود إلى أن يتمكَّن من تهيئة المناخ المزعوم ؟ هذا يُقال من حيث مبدؤنا ومشربنا ؛ وهو أن نفهم الإسلام على منهج السلف الصالح السلف الصالح ، السلف الصالح ما تلكَّؤوا أبدًا في تطبيق الأحكام الشرعية والحدود السماوية بسبب اختلاف ما سمَّاه بالمناخ .
ثم من ناحية نظرية هو يطلب - مثلًا - جمع الزكاة ؛ هل هذا الجمع من وظيفة الدولة أم من وظيفة الأفراد ؟ الآن نعكس نحن القضايا تمامًا ، في الإسلام الأول كان جمع الزكاة من وظيفة الدولة ، الآن تُؤلَّف الجمعيات لجمع أموال الزكاة ، فالآن هو يريد في جملة ما يريد لتهيئة المناخ المزعوم جمع الزكاة ؛ إذًا نحن نطالب الدولة بأن تجمع الزكاة ، وهذا طلب صحيح ، وهذا الطلب قد يُغنيها ويُريحها كما يريح الشعب من كثير من الأثقال المفروضة على الشعوب الإسلامية ممَّا يسمُّونه بالضَّرائب ، ونحن لا نشك أن كثيرًا من هذه الضرائب تقتضيها المصلحة ، ولكن أية مصلحة يُراد تحقيقها بسبيل مُحدَث وهناك سُبُل مشروعة في الكتاب والسنة ؛ فلا يجوز حينَ ذاك الأخذ بهذا السبيل المُحدَث بحجة أنه من المصالح المرسلة .

Webiste