أستاذ يدرِّس التربية الإسلامية ، وقد يمرُّ عليه في الكتاب حديث ضعيف أو حكم يخالف السنة ، وهو ملزم بتدريس ما جاء في المنهج ؛ فهل يقول للطلاب : هذا حديث ضعيف ، وهذا حكم مخالف للسنة أم لا يقول ؟
الشيخ محمد ناصر الالباني
السائل : الأستاذ وهو يدرِّس التربية الإسلامية قد يمرُّ عليه في الكتاب حديث ضعيف ، أو حكم يخالف السنة ، وهو ملزمٌ بتدريس ما جاء في المنهج ؛ فهل يقول للطلاب : هذا حديث ضعيف ، وهذا حكم مخالف للسنة أو لا يقول ؟
الشيخ : لا بد من البيان ؛ ذلك لأن كتمان العلم لا يبرِّره شيء ، فإذا كان المنهج يُفرض على الأستاذ أن يدرِّس ما لا يصح من الحديث ، أو ما لا يثبت من الحكم الشرعي ؛ فحسبُنا تساهلًا معه أن نقول : يا أخي ، ناقل الكفر ليس بكافر ، فهو يذكر الحديث كما جاء في الكتاب المقرَّر تدريسه ، ويذكر - أيضًا - المسألة الفقهية كما جاءت في الكتاب ، لكن لا بد من النصيحة ؛ بعد أن يقرِّر ما جاء في الكتاب المقرَّر لا بد من أن يستأنف الكلام فيقول للطلاب أنُّو هذا الحديث لا يصح ولا يثبت عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ، وينصحهم هم بدورهم أنَّهم إذا سُئِلُوا عن هذا البحث واضطرُّوا في الاختبار والامتحان أن يذكروا الحديث يذكرونه كما قرؤوه وبين هلالين جملة معترضة ، وإن كنا نعلم من بعض أهل العلم أنُّو هذا الحديث ضعيف ، ذلك لا يسقطهم في الامتحان ، الأستاذ الممتَحِن فهو يهمُّه أن يعلم أن هذا الطَّالب قد حفظ الدرس الذي لُقِّنَه ، وقد فعل وسجَّل الدرس بتمامه ، ثم زاد على ذلك علمًا ربما لا يكون الأستاذ الممتحن نفسه عنده هذا العلم ، فإذًا ينبغي الجمع بين ما دُرِّس على الطَّالب ، وبين ما دُرِّس نظاميًّا ، وبين ما ذكره الأستاذ له إضافة على المقرَّر من بيان أنُّو ذاك الحديث - مثلًا - حديث ضعيف ، أو أنُّو هذه المسألة الفقهية جوابها كما جاء في الكتاب كذا ، لكن هناك رأي آخر وهو رأي إسلامي وهو أصحُّ بدليل كذا ، لا بد للأستاذ من أن ينصح الطلاب في دينهم ؛ لأنه إن كَتَمَ العلم ولقَّنَ الناس ما هو ضد العلم لا شك أنه ينطبق عليه قوله - عليه الصلاة والسلام - : مَن كَتَمَ علمًا أُلجِمَ يوم القيامة بلجامٍ من نار .
السائل : بالنسبة للسؤال يحتج البعض بأن التلاميذ ... صغار لا يفهمون الحديث الضعيف ... الحكم الشرعي مخالف للسنة .
الشيخ : صغار يعني كم عمرهم ؟
السائل : يعني دون التسع ... العاشرة .
الشيخ : أنا ما أظن هذا الكلام صحيحًا ؛ لأننا سنقول إذا قيل للطلاب بمناسبة أو مناسبات أنُّو الأخبار بصورة عامة تنقسم إلى قسمين ؛ أخبار ثابتة وصحيحة ، وأخبار غير ثابتة وصحيحة ؛ بمعنى أنُّو سمعنا خبرًا خبر - مثلًا - سياسي ، خبر اجتماعي ، خبر يعني خسوف كسوف أي شيء من الأخبار ؛ فممكن هذا الخبر يكون صحيح ويمكن يكون ضعيف ؛ ما يفهم الطَّالب هذا ؟ يفهمه ، لكن إذا قلت له : هذا الحديث وعلته هذا حديث ضعيف وعلته كذا ، فيه " عبد الله بن لهيعة " وهو سيِّئ الحفظ ، هذا ما يفهمه صح ، ولا يتحمَّله عقله ، لكن نحن حينما نقول : لا بد من البيان ؛ لا ننسى على الأقل في أنفسنا وإن قد ننسى أن نبيِّن ذلك بألسنتنا ، وها نحن الآن قد تذكَّرنا فنقول : مِن تعاليم السلف لنا كما جاء في " صحيح البخاري " عن عليٍّ - رضي الله عنه - أنه قال : " كلِّموا الناس على قدر عقولهم ؛ أَتُريدون أن يُكذَّبَ الله ورسوله ؟! " ، فنحن لما نقول : لا بد من نصح الطلاب ، ومن بيان أنُّو هذا الحديث ضعيف ، وهذا الحكم الشرعي غير صحيح ؛ نعود فنقول : هذا ضعيف بقدر ما يفهمونه ، أما لا نتدخَّل في تفصيل بيان الضعف ؛ هل هو - مثلًا - ضعف الراوي ، أو في السند إرسال أو انقطاع أو عنعنة أو تدليس ما لنا بهذه التفاصيل .
إذًا هذا الإيجاز يمكن أن يفهَمَه الطَّالب في السِّنِّ الثامنة فضلًا عن العاشرة ، كذلك إذا قيل - مثلًا - خُذْ مسألة أنُّو خروج الدم جاء في الكتاب أنُّو خروج الدم ينقض الوضوء ، أو جاء فيه إنه ينقض الوضوء إذا كان كثيرًا ؛ ممكن أن يقول بقى المدرِّس الأستاذ هذا مذهب من المذاهب ، لكن المذهب الأصح أن هو لا ينقض سواء كان قليلًا أو كان كثيرًا ، ما يفهم هذا الكلام الطَّالب ؟ يفهمه ، لكن إذا أردت أن تدخل بعد ذلك في عرض أدلة المذاهبة المختلفة ، ثم مقابلة الراجح من المرجوح منها ؛ هذا بالطبع يحتاج إلى سوية معيَّنة من الطلاب إن لم نقل - ولا مؤاخذة - من الأساتذة .
السائل : جزاك الله خير .
الشيخ : لا بد من البيان ؛ ذلك لأن كتمان العلم لا يبرِّره شيء ، فإذا كان المنهج يُفرض على الأستاذ أن يدرِّس ما لا يصح من الحديث ، أو ما لا يثبت من الحكم الشرعي ؛ فحسبُنا تساهلًا معه أن نقول : يا أخي ، ناقل الكفر ليس بكافر ، فهو يذكر الحديث كما جاء في الكتاب المقرَّر تدريسه ، ويذكر - أيضًا - المسألة الفقهية كما جاءت في الكتاب ، لكن لا بد من النصيحة ؛ بعد أن يقرِّر ما جاء في الكتاب المقرَّر لا بد من أن يستأنف الكلام فيقول للطلاب أنُّو هذا الحديث لا يصح ولا يثبت عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ، وينصحهم هم بدورهم أنَّهم إذا سُئِلُوا عن هذا البحث واضطرُّوا في الاختبار والامتحان أن يذكروا الحديث يذكرونه كما قرؤوه وبين هلالين جملة معترضة ، وإن كنا نعلم من بعض أهل العلم أنُّو هذا الحديث ضعيف ، ذلك لا يسقطهم في الامتحان ، الأستاذ الممتَحِن فهو يهمُّه أن يعلم أن هذا الطَّالب قد حفظ الدرس الذي لُقِّنَه ، وقد فعل وسجَّل الدرس بتمامه ، ثم زاد على ذلك علمًا ربما لا يكون الأستاذ الممتحن نفسه عنده هذا العلم ، فإذًا ينبغي الجمع بين ما دُرِّس على الطَّالب ، وبين ما دُرِّس نظاميًّا ، وبين ما ذكره الأستاذ له إضافة على المقرَّر من بيان أنُّو ذاك الحديث - مثلًا - حديث ضعيف ، أو أنُّو هذه المسألة الفقهية جوابها كما جاء في الكتاب كذا ، لكن هناك رأي آخر وهو رأي إسلامي وهو أصحُّ بدليل كذا ، لا بد للأستاذ من أن ينصح الطلاب في دينهم ؛ لأنه إن كَتَمَ العلم ولقَّنَ الناس ما هو ضد العلم لا شك أنه ينطبق عليه قوله - عليه الصلاة والسلام - : مَن كَتَمَ علمًا أُلجِمَ يوم القيامة بلجامٍ من نار .
السائل : بالنسبة للسؤال يحتج البعض بأن التلاميذ ... صغار لا يفهمون الحديث الضعيف ... الحكم الشرعي مخالف للسنة .
الشيخ : صغار يعني كم عمرهم ؟
السائل : يعني دون التسع ... العاشرة .
الشيخ : أنا ما أظن هذا الكلام صحيحًا ؛ لأننا سنقول إذا قيل للطلاب بمناسبة أو مناسبات أنُّو الأخبار بصورة عامة تنقسم إلى قسمين ؛ أخبار ثابتة وصحيحة ، وأخبار غير ثابتة وصحيحة ؛ بمعنى أنُّو سمعنا خبرًا خبر - مثلًا - سياسي ، خبر اجتماعي ، خبر يعني خسوف كسوف أي شيء من الأخبار ؛ فممكن هذا الخبر يكون صحيح ويمكن يكون ضعيف ؛ ما يفهم الطَّالب هذا ؟ يفهمه ، لكن إذا قلت له : هذا الحديث وعلته هذا حديث ضعيف وعلته كذا ، فيه " عبد الله بن لهيعة " وهو سيِّئ الحفظ ، هذا ما يفهمه صح ، ولا يتحمَّله عقله ، لكن نحن حينما نقول : لا بد من البيان ؛ لا ننسى على الأقل في أنفسنا وإن قد ننسى أن نبيِّن ذلك بألسنتنا ، وها نحن الآن قد تذكَّرنا فنقول : مِن تعاليم السلف لنا كما جاء في " صحيح البخاري " عن عليٍّ - رضي الله عنه - أنه قال : " كلِّموا الناس على قدر عقولهم ؛ أَتُريدون أن يُكذَّبَ الله ورسوله ؟! " ، فنحن لما نقول : لا بد من نصح الطلاب ، ومن بيان أنُّو هذا الحديث ضعيف ، وهذا الحكم الشرعي غير صحيح ؛ نعود فنقول : هذا ضعيف بقدر ما يفهمونه ، أما لا نتدخَّل في تفصيل بيان الضعف ؛ هل هو - مثلًا - ضعف الراوي ، أو في السند إرسال أو انقطاع أو عنعنة أو تدليس ما لنا بهذه التفاصيل .
إذًا هذا الإيجاز يمكن أن يفهَمَه الطَّالب في السِّنِّ الثامنة فضلًا عن العاشرة ، كذلك إذا قيل - مثلًا - خُذْ مسألة أنُّو خروج الدم جاء في الكتاب أنُّو خروج الدم ينقض الوضوء ، أو جاء فيه إنه ينقض الوضوء إذا كان كثيرًا ؛ ممكن أن يقول بقى المدرِّس الأستاذ هذا مذهب من المذاهب ، لكن المذهب الأصح أن هو لا ينقض سواء كان قليلًا أو كان كثيرًا ، ما يفهم هذا الكلام الطَّالب ؟ يفهمه ، لكن إذا أردت أن تدخل بعد ذلك في عرض أدلة المذاهبة المختلفة ، ثم مقابلة الراجح من المرجوح منها ؛ هذا بالطبع يحتاج إلى سوية معيَّنة من الطلاب إن لم نقل - ولا مؤاخذة - من الأساتذة .
السائل : جزاك الله خير .
الفتاوى المشابهة
- حكم العمل بالحديث الضعيف - ابن باز
- سياق الحديث بصيغة التمريض بين عوامِّ الناس تُو... - الالباني
- متى يجوز للمجتهد أن يطلق الحكم على حديث ما بأن... - الالباني
- حديث الشيخ مع الطلاب حول قول - الالباني
- الرأي فيمن أنكر على من وجَّه قول الإمام أحمد :... - الالباني
- حديث الشيخ عن حياته وتدريسه في الجامعة الإسلام... - الالباني
- الحكم على آخر الحديث في هذا الباب وأنه ضعيف - الالباني
- هل يتقوَّى الحديث الضعيف إذا جاءت التجارب العل... - الالباني
- كيف الجمع بين ما جاء في السلسلة الضعيفة وبما ج... - الالباني
- أستاذ يدرس التربية الإسلامية وقد يمر عليه في ا... - الالباني
- أستاذ يدرِّس التربية الإسلامية ، وقد يمرُّ علي... - الالباني