أقسام المرجئة ومذاهبهم ، ونقل كلام أهل العلم حول ذلك ، مع اتِّهام بعض الفرق الضالة القديمة لأهل السنة بالإرجاء .
الشيخ محمد ناصر الالباني
خالد العنبري : ثم إن شيخ الإسلام ابن تيمية قسَّم فرقَ المرجئة إلى ثلاثة أقسام ؛ فمنهم مَن يقول : " إن الإيمان مجرَّد ما في القلب " ، ومنهم مَن يقول : " إنه مجرَّد قول اللسان " ، وهذا لا يُعرف لأحد قبل " الكَرَّامية " الفرقة المعروفة .
الشيخ : نعم .
خالد العنبري : وهناك قول ثالث للمرجئة وهم مرجئة الفقهاء ؛ إذ يقولون : " هو تصديق القول ، وقول اللسان " ، وعامة المرجئة - كما تعلَّمنا من فضيلتكم - يذهبون إلى أنه : " لا يزيد ولا ينقص ، ولا يتبعَّض ، ولا يتفاضل أهله فيه ، بل إيمان الجميع سواء " ، أما السلفيون أهل الحديث والسنة ؛ فإنهم يقولون : إنه اعتقاد وقول وعمل ، يزيد وينقص ، ويتبعَّض ، ويتفاضل أهله فيه ، ويستثنون في الإيمان ، ويرون أنه أصل وفرع " ، كما أننا كما أني أضيف إلى كلمتكم الطَّيِّبة قولة طيِّبة لـ " ابن أبي العز " في " شرحه للعقيدة الطحاوية " يقول فيما يقول : " إن الإرجاء المذموم الذي ذَمَّه " .
الشيخ : عفوًا ، كيف يقول ؟
خالد العنبري : يقول " إن الإرجاء المذموم يؤدِّي إلى ظهور الفسق والمعاصي ؛ بأن يقول العبد : أنا مؤمن مسلم حقًّا كامل الإيمان والإسلام ، وليٌّ من أولياء الله ، فلا يبالي بما يكون منه من المعاصي ، وبهذا المعنى قالت المرجئة : لا يضرُّ مع الإيمان ذنبٌ لِمَن عمله " ، وهذا باطل قطعًا كما يقول " ابن أبي العز " . كما أن هناك قولًا آخر لحافظ أهل المغرب " أبي عمر بن عبد البر " يؤيد ما قاله فضيلتكم يقول : " هذا قولي " ؛ يعني القول بعدم كفر تارك الصلاة ، يقول : " هذا قول قد قال به جماعةٌ من الأئمة ممَّن يقول : الإيمان قول وعمل ، وقالت به المرجئة - أيضًا - ، إلا أن المرجئة تقول : المؤمن المقرُّ مستكمل الإيمان ، وقد ذكرنا اختلاف أئمة أهل السنة والجماعة في تارك الصلاة ، فأما أهل البدع فإن المرجئة قالت : تارك الصلاة مؤمن مستكمل الإيمان إذا كان مقرًّا غير جاحد ولا مستكبر " انتهى كلام الحافظ - رحمه الله - .
على أن - فضيلة الشَّيخ - هذه الفرية ليست بالحديثة ، وإنما هي فرية قديمة ؛ إذ ذكر القاضي الشَّيخ العلامة " أبو الفضل السَّكْسَكِي " في كتابه " البرهان في عقائد أهل الأديان " : " أن طائفةً من أهل البدع تسمَّى بـ " المنصورية " يتَّهمون أهل السنة بأنهم مرجئة ؛ لقولها - أي : لقول أهل السنة - : إن تارك الصلاة إذا لم يكن جاحدًا لوجوبها مسلم على الصحيح من المذهب - أي : من مذهب الإمام أحمد - ، ويقولون : هذا يؤدي إلى أن الإيمان عندهم قول بلا عمل " ، ودافع الشَّيخ السَّكْسَكِي عن أهل السنة ، وردَّ هذا الاتهام في كتابه المذكور آنفًا .
فضيلة الشَّيخ .
الشيخ : نعم .
خالد العنبري : وهناك قول ثالث للمرجئة وهم مرجئة الفقهاء ؛ إذ يقولون : " هو تصديق القول ، وقول اللسان " ، وعامة المرجئة - كما تعلَّمنا من فضيلتكم - يذهبون إلى أنه : " لا يزيد ولا ينقص ، ولا يتبعَّض ، ولا يتفاضل أهله فيه ، بل إيمان الجميع سواء " ، أما السلفيون أهل الحديث والسنة ؛ فإنهم يقولون : إنه اعتقاد وقول وعمل ، يزيد وينقص ، ويتبعَّض ، ويتفاضل أهله فيه ، ويستثنون في الإيمان ، ويرون أنه أصل وفرع " ، كما أننا كما أني أضيف إلى كلمتكم الطَّيِّبة قولة طيِّبة لـ " ابن أبي العز " في " شرحه للعقيدة الطحاوية " يقول فيما يقول : " إن الإرجاء المذموم الذي ذَمَّه " .
الشيخ : عفوًا ، كيف يقول ؟
خالد العنبري : يقول " إن الإرجاء المذموم يؤدِّي إلى ظهور الفسق والمعاصي ؛ بأن يقول العبد : أنا مؤمن مسلم حقًّا كامل الإيمان والإسلام ، وليٌّ من أولياء الله ، فلا يبالي بما يكون منه من المعاصي ، وبهذا المعنى قالت المرجئة : لا يضرُّ مع الإيمان ذنبٌ لِمَن عمله " ، وهذا باطل قطعًا كما يقول " ابن أبي العز " . كما أن هناك قولًا آخر لحافظ أهل المغرب " أبي عمر بن عبد البر " يؤيد ما قاله فضيلتكم يقول : " هذا قولي " ؛ يعني القول بعدم كفر تارك الصلاة ، يقول : " هذا قول قد قال به جماعةٌ من الأئمة ممَّن يقول : الإيمان قول وعمل ، وقالت به المرجئة - أيضًا - ، إلا أن المرجئة تقول : المؤمن المقرُّ مستكمل الإيمان ، وقد ذكرنا اختلاف أئمة أهل السنة والجماعة في تارك الصلاة ، فأما أهل البدع فإن المرجئة قالت : تارك الصلاة مؤمن مستكمل الإيمان إذا كان مقرًّا غير جاحد ولا مستكبر " انتهى كلام الحافظ - رحمه الله - .
على أن - فضيلة الشَّيخ - هذه الفرية ليست بالحديثة ، وإنما هي فرية قديمة ؛ إذ ذكر القاضي الشَّيخ العلامة " أبو الفضل السَّكْسَكِي " في كتابه " البرهان في عقائد أهل الأديان " : " أن طائفةً من أهل البدع تسمَّى بـ " المنصورية " يتَّهمون أهل السنة بأنهم مرجئة ؛ لقولها - أي : لقول أهل السنة - : إن تارك الصلاة إذا لم يكن جاحدًا لوجوبها مسلم على الصحيح من المذهب - أي : من مذهب الإمام أحمد - ، ويقولون : هذا يؤدي إلى أن الإيمان عندهم قول بلا عمل " ، ودافع الشَّيخ السَّكْسَكِي عن أهل السنة ، وردَّ هذا الاتهام في كتابه المذكور آنفًا .
فضيلة الشَّيخ .
الفتاوى المشابهة
- كيف يكون الرد على المرجئة في الإيمان؟ - ابن باز
- ظهرت في مصر بعض الكتب تتكلم عن مسائل التكفير و... - الالباني
- ما حقيقة الإرجاء في الإيمان؟ - ابن باز
- ما حكم المرجئة وما حكم من يصف الذين يعذرون ب... - ابن عثيمين
- ما المقصود بمُرجئة الفقهاء؟ - ابن باز
- ما عقيدة المُرجئة؟ وما حكمها؟ - ابن باز
- معنى الإيمان عند المرجئة - ابن باز
- ما رأيكم فيمن يرمي أهل السنة بأنهم مرجئة لأنهم... - الالباني
- قراءة ما نقل عن ابن أبي العز وابن عبد البر في... - الالباني
- زيادة التوضيح من الأخ خالد العنبري حول المرجئة... - الالباني
- أقسام المرجئة ومذاهبهم ، ونقل كلام أهل العلم ح... - الالباني