تم نسخ النصتم نسخ العنوان
تفسير قوله تعالى: (وأنه أهلك عادا الأولى) - ابن عثيمينتفسير قوله تعالى: (وأنه أهلك عاداً الأولى)قال الله عز وجل: وَأَنَّهُ أَهْلَكَ عَاداً الْأُولَى [النجم:٥٠] وهم قوم هود.و (الأولى) : وصف كاشف وليس وصفاً م...
العالم
طريقة البحث
تفسير قوله تعالى: (وأنه أهلك عادا الأولى)
الشيخ محمد بن صالح العثيمين
تفسير قوله تعالى: (وأنه أهلك عاداً الأولى)

قال الله عز وجل: وَأَنَّهُ أَهْلَكَ عَاداً الْأُولَى [النجم:٥٠] وهم قوم هود.
و (الأولى) : وصف كاشف وليس وصفاً مقيداً، أي: ليس هناك عاد أولى وعاد ثانية بل هي واحدة، لكنها عاد قديمة سابقة، ولهذا وصفها بأنها الأولى يعني: القديمة السابقة وليس ثمة عادٌ أخرى.

عاد: هم قوم هود، وكان الله تعالى قد أعطاهم من القوة والنشاط وشدة البطش ما ليس لغيرهم، حتى إنهم قالوا: مَنْ أَشَدُّ مِنَّا قُوَّةً [فصلت:١٥] فقال الله تعالى: أَوَلَمْ يَرَوْا أَنَّ اللَّهَ الَّذِي خَلَقَهُمْ هُوَ أَشَدُّ مِنْهُمْ قُوَّةً وَكَانُوا بِآياتِنَا يَجْحَدُونَ [فصلت:١٥] ، هؤلاء القوم يفتخرون بشدتهم وقوتهم فأهلكهم الله تعالى بألطف الأشياء، حيث أهلكهم بريح صرصر عاتية، سَخَّرَهَا عَلَيْهِمْ سَبْعَ لَيَالٍ وَثَمَانِيَةَ أَيَّامٍ حُسُوماً [الحاقة:٧] ابتدأت من بعد الفجر وانتهت عند الغروب، فصارت الأيام ثمانية والليالي سبعاً، سَبْعَ لَيَالٍ وَثَمَانِيَةَ أَيَّامٍ حُسُوماً فَتَرَى الْقَوْمَ فِيهَا صَرْعَى كَأَنَّهُمْ أَعْجَازُ نَخْلٍ خَاوِيَةٍ [الحاقة:٧] تحمل الإنسان إلى القمة ثم تقذف به على الأرض، فصاروا كأنهم أعجاز نخلٍ خاوية والعياذ بالله، أو أَعْجَازُ نَخْلٍ مُنْقَعِرٍ [القمر:٢٠] .
فهؤلاء القوم مع شدة بطشهم وشدة بأسهم لم يمنعهم ذلك من عذاب الله عز وجل.

Webiste