تفسير آيات من سورة الواقعة
الشيخ محمد بن صالح العثيمين
ثم قال تعالى: (بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ) اقْتَرَبَتِ السَّاعَةُ وَانْشَقَّ الْقَمَرُ [القمر:١] البسملة آية مستقلة تفتتح بها كل سورة ما عدا سورة براءة، والبسملة متعلقة بمحذوف يقدر فعلاً مناسباً لما ابتدئ به، فإذا قلنا: باسم الله على القراءة.
كان تقدير الكلام: باسم الله أقرأ.
وإذا كنا نريد أن نأكل وقلنا: باسم الله.
كان التقدير: باسم الله آكل.
وإذا كنا نريد أن نذبح شاة أو نحوها قلنا: باسم الله أذبح.
ولذلك قال النبي صلى الله عليه وسلم: (ومن لم يذبح فليذبح على اسم الله، أو قال: باسم الله) .
إذاً: الجار والمجرور في البسملة متعلق بمحذوف يقدر فعلاً لا اسماً، متأخراً لا متقدماً، مناسباً لما ابتدئ به.
قلنا: إنه مقدر فعلاً لا اسماً؛ لأن الأصل في العامل أن يكون فعلاً، ولذلك يعمل الفعل عمله بدون أي شرط، وأما الأسماء فلا تعمل أعمالها إلا بشروط، المصدر له شروط، حتى يعمل عمل الفعل، اسم الفاعل يعمل بشروط، اسم المفعول كذلك يعمل بشروط، الصفة المشبهة، جميع العوامل غير الفعل لا تعمل إلا بشروط، أما الفعل فإنه يعمل بدون شرط، وقدرناه متأخراً تبركاً بالبداءة بباسم الله، وثانياً: ليفيد الحصر، أي: إني أقرأ باسم الله لا باسم غيره، فنقدم الآن المؤخر تبركاً بالبداءة بباسم الله.
ثانياً: لإفادة الحصر، نقدره مناسباً لما ابتدئ به لأنه أدل على المقصود، فمثلاً: لو أردنا أن نقرأ وقلنا: (بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ) التقدير: باسم الله ابتدئ.
هل يفهم السامع أنك تريد أن تقرأ؟ لا.
يفهم أنك تريد أن تبتدئ، لكن لو قلت: باسم الله أقرأ فهم أنك تريد القراءة، لذلك قلنا أنه يقدر فعلاً مناسب.
هذه البسملة آية من كتاب الله لا يقرأها الجنب باعتبار أنها القرآن، لكن يقرأها باعتبار أنها ذكر، فلو أراد أن يأكل وقال: بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ فليس حراماً عليه، لكن لو أراد القراءة وقال: بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ وهو جنب، قلنا: هذا حرام عليه.
أما معناها: (باسم الله) اسم مفرد مضاف فيعم جميع الأسماء، فإذا قلت: باسم الله فكأنما قلت: بكل اسم من أسماء الله، وأسماء الله تعالى كلها خير وبركة، حتى إن الإنسان ليذبح الذبيحة بآلة حادة وينهر الدم ولا يسمي فتكون ميتة لا تحل، فإذا سمى صارت طيبة حلالاً، وإن الإنسان ليأكل فيشاركه الشيطان في أكله ويأكل معه وتنزع البركة من أكله، فإذا قال: باسم الله امتنع الشيطان من الأكل معه.
وإن الإنسان ليسمي عند إتيان أهله فإذا قدر بينهما ولد لم يضره الشيطان أبداً، إذا قال: (باسم الله، اللهم جنبنا الشيطان، وجنب الشيطان ما رزقتنا) .
وإن الإنسان ليسمي على الوضوء فيكون صحيحاً ويدع التسمية على الوضوء فيكون غير صحيح عند بعض أهل العلم.
الخلاصة: أن البسملة كلها بركة.
أما (الله) فهو علم على رب العالمين جل وعلا لا يسمى به غيره.
(الرحمن) : ذو الرحمة الواسعة العامة لكل شيء.
(الرحيم) : الرحمة الخاصة التي قال الله فيها: وَكَانَ بِالْمُؤْمِنِينَ رَحِيماً [الأحزاب:٤٣] .
وقيل: الرحمن باعتبار الوصف، والرحيم باعتبار الفعل.
كان تقدير الكلام: باسم الله أقرأ.
وإذا كنا نريد أن نأكل وقلنا: باسم الله.
كان التقدير: باسم الله آكل.
وإذا كنا نريد أن نذبح شاة أو نحوها قلنا: باسم الله أذبح.
ولذلك قال النبي صلى الله عليه وسلم: (ومن لم يذبح فليذبح على اسم الله، أو قال: باسم الله) .
إذاً: الجار والمجرور في البسملة متعلق بمحذوف يقدر فعلاً لا اسماً، متأخراً لا متقدماً، مناسباً لما ابتدئ به.
قلنا: إنه مقدر فعلاً لا اسماً؛ لأن الأصل في العامل أن يكون فعلاً، ولذلك يعمل الفعل عمله بدون أي شرط، وأما الأسماء فلا تعمل أعمالها إلا بشروط، المصدر له شروط، حتى يعمل عمل الفعل، اسم الفاعل يعمل بشروط، اسم المفعول كذلك يعمل بشروط، الصفة المشبهة، جميع العوامل غير الفعل لا تعمل إلا بشروط، أما الفعل فإنه يعمل بدون شرط، وقدرناه متأخراً تبركاً بالبداءة بباسم الله، وثانياً: ليفيد الحصر، أي: إني أقرأ باسم الله لا باسم غيره، فنقدم الآن المؤخر تبركاً بالبداءة بباسم الله.
ثانياً: لإفادة الحصر، نقدره مناسباً لما ابتدئ به لأنه أدل على المقصود، فمثلاً: لو أردنا أن نقرأ وقلنا: (بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ) التقدير: باسم الله ابتدئ.
هل يفهم السامع أنك تريد أن تقرأ؟ لا.
يفهم أنك تريد أن تبتدئ، لكن لو قلت: باسم الله أقرأ فهم أنك تريد القراءة، لذلك قلنا أنه يقدر فعلاً مناسب.
هذه البسملة آية من كتاب الله لا يقرأها الجنب باعتبار أنها القرآن، لكن يقرأها باعتبار أنها ذكر، فلو أراد أن يأكل وقال: بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ فليس حراماً عليه، لكن لو أراد القراءة وقال: بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ وهو جنب، قلنا: هذا حرام عليه.
أما معناها: (باسم الله) اسم مفرد مضاف فيعم جميع الأسماء، فإذا قلت: باسم الله فكأنما قلت: بكل اسم من أسماء الله، وأسماء الله تعالى كلها خير وبركة، حتى إن الإنسان ليذبح الذبيحة بآلة حادة وينهر الدم ولا يسمي فتكون ميتة لا تحل، فإذا سمى صارت طيبة حلالاً، وإن الإنسان ليأكل فيشاركه الشيطان في أكله ويأكل معه وتنزع البركة من أكله، فإذا قال: باسم الله امتنع الشيطان من الأكل معه.
وإن الإنسان ليسمي عند إتيان أهله فإذا قدر بينهما ولد لم يضره الشيطان أبداً، إذا قال: (باسم الله، اللهم جنبنا الشيطان، وجنب الشيطان ما رزقتنا) .
وإن الإنسان ليسمي على الوضوء فيكون صحيحاً ويدع التسمية على الوضوء فيكون غير صحيح عند بعض أهل العلم.
الخلاصة: أن البسملة كلها بركة.
أما (الله) فهو علم على رب العالمين جل وعلا لا يسمى به غيره.
(الرحمن) : ذو الرحمة الواسعة العامة لكل شيء.
(الرحيم) : الرحمة الخاصة التي قال الله فيها: وَكَانَ بِالْمُؤْمِنِينَ رَحِيماً [الأحزاب:٤٣] .
وقيل: الرحمن باعتبار الوصف، والرحيم باعتبار الفعل.
الفتاوى المشابهة
- تفسير الآيات ( 22 - 38 ) من سورة الواقعة . - ابن عثيمين
- تفسير آيات من سورة الواقعة - ابن عثيمين
- تفسير آيات من سورة الواقعة - ابن عثيمين
- تفسير آيات من سورة (ق) - ابن عثيمين
- تفسير الآيات ( 75 - 82 ) من سورة الواقعة . - ابن عثيمين
- تفسير آيات من سورة البينة - ابن عثيمين
- تفسير الآيات ( 83 - 96 ) من سورة الواقعة . - ابن عثيمين
- تفسير آيات من سورة الواقعة - ابن عثيمين
- تفسير الآيات ( 01 - 21 ) من سورة الواقعة . - ابن عثيمين
- تفسير آيات من سورة الواقعة - ابن عثيمين
- تفسير آيات من سورة الواقعة - ابن عثيمين