تفسير قوله تعالى: (ثم إنكم أيها الضالون المكذبون.
الشيخ محمد بن صالح العثيمين
تفسير قوله تعالى: (ثم إنكم أيها الضالون المكذبون)
قال تعالى: ثُمَّ إِنَّكُمْ [الواقعة:٥١] أي بعد البعث أَيُّهَا الضَّالُّونَ الْمُكَذِّبُونَ [الواقعة:٥١] الضالون في العمل فهم لا يعملون، المكذبون للخبر فهم لا يصدقون والعياذ بالله، لَآكِلُونَ مِنْ شَجَرٍ مِنْ زَقُّومٍ [الواقعة:٥٢] آكلون من شجر، هذا الشجر نوعه من زقوم، كما تقول خاتمٌ من حديد، بابٌ من خشب، جدارٌ من طين، فقوله: مِنْ شَجَرٍ مِنْ زَقُّومٍ من شجر متعلقة بأكل، من زقوم بيان للشجر، وسمي زقوماً لأن الإنسان -والعياذ بالله- إذا أكله يتزقمه تزقماً لشدة بلعه، لا يبتلعه بسهولة فَمَالِئُونَ مِنْهَا الْبُطُونَ [الواقعة:٥٣] أي أنهم يملئون البطون من هذا الشجر مع أن هذا الشجر مر خبيث الرائحة، كريه المنظر، لكن لشدة جوعهم يأكلونه كما يأكل الجائع المضطر العذرة، وكما يأكل قيئه، فهم يأكلونه على تكره، كما قال الله عز وجل: وَيُسْقَى مِنْ مَاءٍ صَدِيدٍ * يَتَجَرَّعُهُ وَلا يَكَادُ يُسِيغُهُ وَيَأْتِيهِ الْمَوْتُ مِنْ كُلِّ مَكَانٍ وَمَا هُوَ بِمَيِّتٍ [إبراهيم:١٦-١٧] هم يأكلون من هذا الشجر ويملئون البطون منها، يأتيهم شغف، شغف عظيم جداً على الأكل، حتى يملئوا بطونهم مما يكرهون، وهذا أشد في العذاب نسأل الله العافية، مع ذلك إذا ملئوا بطونهم من هذا اشتدت حاجتهم إلى الشرب، فكيف يشربون قال الله تعالى: فَشَارِبُونَ عَلَيْهِ مِنْ الْحَمِيمِ [الواقعة:٥٤] الحميم: الماء الحار، يشربون من ماءٍ حار بعد أن يستغيثوا مدة طويلة، وقد وصف الله هذا الماء بقوله: يُغَاثُوا بِمَاءٍ كَالْمُهْلِ يَشْوِي الْوُجُوهَ بِئْسَ الشَّرَابُ وَسَاءَتْ مُرْتَفَقاً [الكهف:٢٩] وقال عز وجل: وَسُقُوا مَاءً حَمِيماً فَقَطَّعَ أَمْعَاءَهُمْ [محمد:١٥] فتأمل -يا أخي- هذا! إن قربوه من الوجوه يشوِها، وإذا دخلت بطونهم قطع أمعاءهم، ومع ذلك يشربونه بشدة، يقول: فَشَارِبُونَ شُرْبَ الْهِيمِ [الواقعة:٥٥] يعني شرب الإبل الهائمة إلى الماء التي لا يرويها الشيء القليل فيملئون بطونهم والعياذ بالله من الشجر الزقوم ويشربون من الحميم شُرْبَ الْهِيمِ أي: شرب الإبل (الهيم) جمع هائمة أو جمع (هيماء) يعني: أنها شديدة العطش، فتملأ بطونها، وبطونها كما في الحديث الصحيح عن النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم: (معها سقائها -وهو البطن الذي يمتلئ ماءً- وحذاؤها) أسأل الله أن يجيرني وإياكم من النار هَذَا نُزُلُهُمْ يَوْمَ الدِّينِ [الواقعة:٥٦] أي: هذه ضيافتهم، بخلاف المؤمنين فإن ضيافتهم جنات الفردوس إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ كَانَتْ لَهُمْ جَنَّاتُ الْفِرْدَوْسِ نُزُلاً * خَالِدِينَ فِيهَا لا يَبْغُونَ عَنْهَا حِوَلاً [الكهف:١٠٧-١٠٨] .
قال تعالى: ثُمَّ إِنَّكُمْ [الواقعة:٥١] أي بعد البعث أَيُّهَا الضَّالُّونَ الْمُكَذِّبُونَ [الواقعة:٥١] الضالون في العمل فهم لا يعملون، المكذبون للخبر فهم لا يصدقون والعياذ بالله، لَآكِلُونَ مِنْ شَجَرٍ مِنْ زَقُّومٍ [الواقعة:٥٢] آكلون من شجر، هذا الشجر نوعه من زقوم، كما تقول خاتمٌ من حديد، بابٌ من خشب، جدارٌ من طين، فقوله: مِنْ شَجَرٍ مِنْ زَقُّومٍ من شجر متعلقة بأكل، من زقوم بيان للشجر، وسمي زقوماً لأن الإنسان -والعياذ بالله- إذا أكله يتزقمه تزقماً لشدة بلعه، لا يبتلعه بسهولة فَمَالِئُونَ مِنْهَا الْبُطُونَ [الواقعة:٥٣] أي أنهم يملئون البطون من هذا الشجر مع أن هذا الشجر مر خبيث الرائحة، كريه المنظر، لكن لشدة جوعهم يأكلونه كما يأكل الجائع المضطر العذرة، وكما يأكل قيئه، فهم يأكلونه على تكره، كما قال الله عز وجل: وَيُسْقَى مِنْ مَاءٍ صَدِيدٍ * يَتَجَرَّعُهُ وَلا يَكَادُ يُسِيغُهُ وَيَأْتِيهِ الْمَوْتُ مِنْ كُلِّ مَكَانٍ وَمَا هُوَ بِمَيِّتٍ [إبراهيم:١٦-١٧] هم يأكلون من هذا الشجر ويملئون البطون منها، يأتيهم شغف، شغف عظيم جداً على الأكل، حتى يملئوا بطونهم مما يكرهون، وهذا أشد في العذاب نسأل الله العافية، مع ذلك إذا ملئوا بطونهم من هذا اشتدت حاجتهم إلى الشرب، فكيف يشربون قال الله تعالى: فَشَارِبُونَ عَلَيْهِ مِنْ الْحَمِيمِ [الواقعة:٥٤] الحميم: الماء الحار، يشربون من ماءٍ حار بعد أن يستغيثوا مدة طويلة، وقد وصف الله هذا الماء بقوله: يُغَاثُوا بِمَاءٍ كَالْمُهْلِ يَشْوِي الْوُجُوهَ بِئْسَ الشَّرَابُ وَسَاءَتْ مُرْتَفَقاً [الكهف:٢٩] وقال عز وجل: وَسُقُوا مَاءً حَمِيماً فَقَطَّعَ أَمْعَاءَهُمْ [محمد:١٥] فتأمل -يا أخي- هذا! إن قربوه من الوجوه يشوِها، وإذا دخلت بطونهم قطع أمعاءهم، ومع ذلك يشربونه بشدة، يقول: فَشَارِبُونَ شُرْبَ الْهِيمِ [الواقعة:٥٥] يعني شرب الإبل الهائمة إلى الماء التي لا يرويها الشيء القليل فيملئون بطونهم والعياذ بالله من الشجر الزقوم ويشربون من الحميم شُرْبَ الْهِيمِ أي: شرب الإبل (الهيم) جمع هائمة أو جمع (هيماء) يعني: أنها شديدة العطش، فتملأ بطونها، وبطونها كما في الحديث الصحيح عن النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم: (معها سقائها -وهو البطن الذي يمتلئ ماءً- وحذاؤها) أسأل الله أن يجيرني وإياكم من النار هَذَا نُزُلُهُمْ يَوْمَ الدِّينِ [الواقعة:٥٦] أي: هذه ضيافتهم، بخلاف المؤمنين فإن ضيافتهم جنات الفردوس إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ كَانَتْ لَهُمْ جَنَّاتُ الْفِرْدَوْسِ نُزُلاً * خَالِدِينَ فِيهَا لا يَبْغُونَ عَنْهَا حِوَلاً [الكهف:١٠٧-١٠٨] .
الفتاوى المشابهة
- تفسير قوله تعالى: (فويل يومئذ للمكذبين) - ابن عثيمين
- شجرة الزقوم - اللجنة الدائمة
- تفسير قوله تعالى: (ووجدك ضالا فهدى. - ابن عثيمين
- تفسير قوله تعالى: (ويل يومئذ للمكذبين) - ابن عثيمين
- التعليق على تفسير الجلالين : (( فإنهم )) أي... - ابن عثيمين
- تفسير قوله تعالى: (ووجدك ضالا فهدى) - ابن عثيمين
- تفسير قوله تعالى:" ولا الضالين ". - ابن عثيمين
- تفسير الآيات ( 39 - 62 ) من سورة الواقعة . - ابن عثيمين
- تفسير قوله تعالى: (وأما إن كان من المكذبين ا... - ابن عثيمين
- معنى قوله تعالى :" ثم إنكم أيها الضالون المك... - ابن عثيمين
- تفسير قوله تعالى: (ثم إنكم أيها الضالون المك... - ابن عثيمين