تفسير قوله تعالى: (إن المتقين في جنات ونهر)
الشيخ محمد بن صالح العثيمين
[تفسير قوله تعالى: (إن المتقين في جنات ونهر)]
قال تعالى: إِنَّ الْمُتَّقِينَ فِي جَنَّاتٍ وَنَهَرٍ [القمر:٥٤] هذه مقابل قوله: إِنَّ الْمُجْرِمِينَ فِي ضَلالٍ وَسُعُرٍ * يَوْمَ يُسْحَبُونَ فِي النَّارِ عَلَى وُجُوهِهِمْ [القمر:٤٧-٤٨] ، إِنَّ الْمُتَّقِينَ فِي جَنَّاتٍ وَنَهَرٍ [القمر:٥٤] الجنات: جمع جنة، وقد ذكر الله تعالى أصنافها في سورة الرحمن أربعة: وَلِمَنْ خَافَ مَقَامَ رَبِّهِ جَنَّتَانِ [الرحمن:٤٦] ثم قال: وَمِنْ دُونِهِمَا جَنَّتَانِ [الرحمن:٦٢] فهي -إذاً- أربع التي ذكرها الله في سورة الرحمن، إذاً (في جنات) يعني في هذه الجنات الأربع هذه الأصناف، لكن أنواعها كثيرة، والجنات نفسرها بأنها شرعاً هي دور المتقين: (فيها ما لا عينٌ رأت، ولا أذنٌ سمعت، ولا خطر على قلب بشر) فسر الجنات التي في الآخرة بهذا التفسير، هي التي أعد الله للمتقين: (فيها ما لا عينٌ رأت، ولا أذنٌ سمعت، ولا خطر على قلب بشر) لكن عندما تقرأ قول الله تعالى: إِنَّا بَلَوْنَاهُمْ كَمَا بَلَوْنَا أَصْحَابَ الْجَنَّةِ [القلم:١٧] كيف تفسر الجنة، بأنها البستان الكثير الأشجار، عندما تقرأ: كِلْتَا الْجَنَّتَيْنِ آتَتْ أُكُلَهَا [الكهف:٣٣] ؟ تفسر بأنها بستان كثير الأشجار، لكن لا تفسر جنة النعيم في الآخرة بهذا التفسير، إنك إن فسرتها بهذا التفسير قَلَّت الرغبة فيها، وهبطت عظمتها بقلوب الناس، لكن قل: هي الدار التي أعدها الله لأوليائه (فيها ما لا عينٌ رأت، ولا أذنٌ سمعت، ولا خطر على قلب بشر) سكانها خير البشر، النبيون والصديقون، والشهداء، والصالحون، حتى تحفز النفوس على العمل لها، وحتى لا يتصور الجاهل أن ما فيها كأمثال ما في الدنيا، وقوله: (ونهر) يعني: بذلك الأنهار، وذكر الله تعالى أصنافها أربعة في سورة القتال: مَثلُ الجَنَّةِ الَّتي وُعِدَ الْمُتَّقُونَ فِيهَا أَنْهَارٌ مِنْ مَاءٍ غَيْرِ آسِنٍ وَأَنْهَارٌ مِنْ لَبَنٍ لَمْ يَتَغَيَّرْ طَعْمُهُ وَأَنْهَارٌ مِنْ خَمْرٍ لَذَّةٍ لِلشَّارِبِينَ وَأَنْهَارٌ مِنْ عَسَلٍ مُصَفّىً [محمد:١٥] هذه أربعة أصناف: مَثَلُ الْجَنَّةِ الَّتِي وُعِدَ الْمُتَّقُونَ أي: وصفها (فيها أنهار) هذا بيان للوصف: (فيها أنهار من ماء غير آسن) يعني: لا يتغير أبداً، لا بتكدر، ولا بطعم، ولا بلون، ولا بريح (وأنهارٌ من لبنٍ لم يتغير طعمه) اللبن في الدنيا إذا تأخر تغير طعمه وفسد وانتقل إلى حموضةٍ لا يطاق (وأنهار من خمرٍ لذةٍ للشاربين) وليس لذته كلذة خمر الدنيا، وليس فيه شيء من عيوب خمر الدنيا: لا يُصَدَّعُونَ عَنْهَا وَلا يُنْزِفُونَ [الواقعة:١٩] (وأنهار من عسل مصفى) -اللهم اجعلنا ممن يشربون منها- أنهارٌ من عسل مصفى ليس فيه شمع النحل، ولا أذاه، مصفى من كل كدر.
قال تعالى: إِنَّ الْمُتَّقِينَ فِي جَنَّاتٍ وَنَهَرٍ [القمر:٥٤] هذه مقابل قوله: إِنَّ الْمُجْرِمِينَ فِي ضَلالٍ وَسُعُرٍ * يَوْمَ يُسْحَبُونَ فِي النَّارِ عَلَى وُجُوهِهِمْ [القمر:٤٧-٤٨] ، إِنَّ الْمُتَّقِينَ فِي جَنَّاتٍ وَنَهَرٍ [القمر:٥٤] الجنات: جمع جنة، وقد ذكر الله تعالى أصنافها في سورة الرحمن أربعة: وَلِمَنْ خَافَ مَقَامَ رَبِّهِ جَنَّتَانِ [الرحمن:٤٦] ثم قال: وَمِنْ دُونِهِمَا جَنَّتَانِ [الرحمن:٦٢] فهي -إذاً- أربع التي ذكرها الله في سورة الرحمن، إذاً (في جنات) يعني في هذه الجنات الأربع هذه الأصناف، لكن أنواعها كثيرة، والجنات نفسرها بأنها شرعاً هي دور المتقين: (فيها ما لا عينٌ رأت، ولا أذنٌ سمعت، ولا خطر على قلب بشر) فسر الجنات التي في الآخرة بهذا التفسير، هي التي أعد الله للمتقين: (فيها ما لا عينٌ رأت، ولا أذنٌ سمعت، ولا خطر على قلب بشر) لكن عندما تقرأ قول الله تعالى: إِنَّا بَلَوْنَاهُمْ كَمَا بَلَوْنَا أَصْحَابَ الْجَنَّةِ [القلم:١٧] كيف تفسر الجنة، بأنها البستان الكثير الأشجار، عندما تقرأ: كِلْتَا الْجَنَّتَيْنِ آتَتْ أُكُلَهَا [الكهف:٣٣] ؟ تفسر بأنها بستان كثير الأشجار، لكن لا تفسر جنة النعيم في الآخرة بهذا التفسير، إنك إن فسرتها بهذا التفسير قَلَّت الرغبة فيها، وهبطت عظمتها بقلوب الناس، لكن قل: هي الدار التي أعدها الله لأوليائه (فيها ما لا عينٌ رأت، ولا أذنٌ سمعت، ولا خطر على قلب بشر) سكانها خير البشر، النبيون والصديقون، والشهداء، والصالحون، حتى تحفز النفوس على العمل لها، وحتى لا يتصور الجاهل أن ما فيها كأمثال ما في الدنيا، وقوله: (ونهر) يعني: بذلك الأنهار، وذكر الله تعالى أصنافها أربعة في سورة القتال: مَثلُ الجَنَّةِ الَّتي وُعِدَ الْمُتَّقُونَ فِيهَا أَنْهَارٌ مِنْ مَاءٍ غَيْرِ آسِنٍ وَأَنْهَارٌ مِنْ لَبَنٍ لَمْ يَتَغَيَّرْ طَعْمُهُ وَأَنْهَارٌ مِنْ خَمْرٍ لَذَّةٍ لِلشَّارِبِينَ وَأَنْهَارٌ مِنْ عَسَلٍ مُصَفّىً [محمد:١٥] هذه أربعة أصناف: مَثَلُ الْجَنَّةِ الَّتِي وُعِدَ الْمُتَّقُونَ أي: وصفها (فيها أنهار) هذا بيان للوصف: (فيها أنهار من ماء غير آسن) يعني: لا يتغير أبداً، لا بتكدر، ولا بطعم، ولا بلون، ولا بريح (وأنهارٌ من لبنٍ لم يتغير طعمه) اللبن في الدنيا إذا تأخر تغير طعمه وفسد وانتقل إلى حموضةٍ لا يطاق (وأنهار من خمرٍ لذةٍ للشاربين) وليس لذته كلذة خمر الدنيا، وليس فيه شيء من عيوب خمر الدنيا: لا يُصَدَّعُونَ عَنْهَا وَلا يُنْزِفُونَ [الواقعة:١٩] (وأنهار من عسل مصفى) -اللهم اجعلنا ممن يشربون منها- أنهارٌ من عسل مصفى ليس فيه شمع النحل، ولا أذاه، مصفى من كل كدر.
الفتاوى المشابهة
- تفسير قوله تعالى: (فيهما عينان تجريان) - ابن عثيمين
- تفسير قوله تعالى: (ومن دونهما جنتان) - ابن عثيمين
- تفسير قوله تعالى: (جزاؤهم عند ربهم جنات عدن) - ابن عثيمين
- تفسير قوله تعالى: (وادخلي جنتي) - ابن عثيمين
- تفسير قوله تعالى: (وأما السائل فلا تنهر) - ابن عثيمين
- تفسير الآيات ( 51 - 55) من سورة القمر . - ابن عثيمين
- تفسير قوله تعالى: (وأما السائل فلا تنهر) - ابن عثيمين
- تفسير قوله تعالى: (إن المتقين في جنات ونعيم) - ابن عثيمين
- تفسير قوله تعالى: (إن المتقين في جنات وعيون) - ابن عثيمين
- تفسير قوله تعالى: (إن المتقين في جنات وعيون) - ابن عثيمين
- تفسير قوله تعالى: (إن المتقين في جنات ونهر) - ابن عثيمين