الشيخ : ثم يروي بإسناد صحيح - أيضًا - عن عبد الله ، وهو - أيضًا - صاحبنا المتقدِّم ابن مسعود - رضي الله عنه - ، أقول هذا لأن العبادلة الذين تدور عليهم كثيرٌ من الأحاديث النبوية الصحيحة كثيرون ، وهذا أحدهم عبد الله بن عباس ، وعندنا عبد الله بن عمر ، وعندنا عبد الله بن عمرو بن العاص ، وعندنا عبد الله بن عباس ، وعندنا عبد الله بن الزبير ، وعندنا عبادلة كثيرين غير مشهورين شهرة هؤلاء ؛ فينبغي تحديد مَن هو عبد الله بالإسناد لكي نكونَ على بيِّنة من نسبة الحديث ، فإذا قيل روى البخاري في " الأدب المفرد " عن عبد الله بن مسعود الحديث السابق : ليس المؤمن باللَّعَّان ولا بالطَّعَّان ، روى البخاري عن عبد الله ، مَن هو عبد الله ؟ قلنا : هو ابن مسعود . هنا يقول روى بإسناده عن عبد الله قال : ألأَمُ أخلاقِ المؤمن الفحش ، من هو هذا عبد الله ؟ كذلك هو عبد الله بن مسعود .
قد يأتي قريبًا أو بعيدًا سنقول : هو عبد الله بن عمر أو غيره ، وهذا يُعرف من علم الجرح والتعديل ؛ أي : تراجم رجال الحديث ، ففي السابق - لا بأس من التنبيه في هذا وإن كان أكثر الحاضرات من النساء وبيهمّهم هذا العلم المتعلق بعلم الحديث - في الحديث السابق روى الحديث عن عبد الله عبدُ الرحمن بن يزيد ، وعنه ابنه محمد ، لأنه رواه بالسند عن محمد بن عبد الرحمن بن يزيد عن أبيه ؛ يعني عبد الرحمن بن يزيد عن عبد الله ، الذي يروي عن عبد الله بن مسعود هو عبدُ الرحمن بن يزيد هذا الكوفي ، هذا مشهور بالرواية عن عبد الله بن مسعود ، وليس كذلك مشهورًا بالرواية عن غيره من العبادلة .
أما في حديثنا الآن يرويه عنه أبو الأحوص عن عبد الله ، كذلك أبو الأحوص هو الكوفي يكثر الرواية عن عبد الله بن مسعود ، بهذه القرائن نكتشف هويَّة الصحابي الذي رُوِيَ الحديث من طريقه ، فإذًا عبد الله هنا هو عبد الله بن مسعود - رضي الله عنه - ، إلا أن هذا الحديث هو ليس مرفوعًا إلى الرسول - صلى الله عليه وآله سلم - ، وإنما هو من قول ابن مسعود نفسه .