تم نسخ النصتم نسخ العنوان
الكلام على بدعية تشييع الجنازة في السيارة ، وا... - الالبانيالشيخ : اليوم الأهل يخرجون مشيِّعين على سياراتهم ، وهذه بلا شك يجب أن ننبِّهَ خشيةَ أن تصبح سنة ؛ يجب أن ننبِّهَ أنَّ تشييع الميت للجنائز هذه بدعة ضلالة...
العالم
طريقة البحث
الكلام على بدعية تشييع الجنازة في السيارة ، والنهي عن اتباع اليهود والنصارى .
الشيخ محمد ناصر الالباني
الشيخ : اليوم الأهل يخرجون مشيِّعين على سياراتهم ، وهذه بلا شك يجب أن ننبِّهَ خشيةَ أن تصبح سنة ؛ يجب أن ننبِّهَ أنَّ تشييع الميت للجنائز هذه بدعة ضلالة ، بل هي بدعة مزدوجة ؛ ذلك لأنها من حيث مخالفتها لطريقة تشييع الرسول - صلى الله عليه وآله وسلم - للجنائز فهي بدعة ؛ لأن الرسول - صلى الله عليه وآله وسلم - وأصحابه إنما كانوا يشيِّعون الجنائز على أقدامهم مشاةً من جهة ، ومن جهة أخرى كانوا يحملون النَّعش على أكتافهم ، فإذا ما نحن وضَعْنا النعش في سيارة ، وحبسنا هذا النعش عن النَّظَّارة ؛ حتى ما ينزعجوا برؤية الموت من على رؤوسهم ، ثم شيَّعناه إلى مقرِّه الأخير في السيارات أيضًا ؛ لا شك بأن في هذه الصورة من التشييع مخالفات كثيرة لتلك الصورة ... فإن تشييع الميت على هذه الطريقة تتناسب مع الأمة التي لا تؤمن بالله ولا باليوم الآخر ، وهي أممٌ غير أمة الإسلام . لا تظنُّوا ولا تُخطِئوا مع الخاطئين أن تعتقدوا أن النصارى واليهود يؤمنون بالله واليوم الآخر ؛ لا ، وهذه حقيقة - أيضًا - من تلك الحقائق الكثيرة والكثيرة جدًّا التي يغفل عنها أهل العلم فضلًا عن غيرهم ، ربُّنا - عز وجل - يقول في صريح القرآن الكريم : قَاتِلُوا الَّذِينَ لَا يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَلَا بِالْيَوْمِ الْآخِرِ ، وَلَا يَدِينُونَ دِينَ الْحَقِّ مِنَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ . مَن هؤلاء ؟
نعم ؟

السائل : وَلَا يُحَرِّمُونَ مَا حَرَّمَ اللَّهُ وَرَسُولُهُ .

الشيخ : نعم ؟

السائل : وَلَا يُحَرِّمُونَ مَا حَرَّمَ اللَّهُ وَرَسُولُهُ .

الشيخ : وَلَا يُحَرِّمُونَ مَا حَرَّمَ اللَّهُ وَرَسُولُهُ ... مِنَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ . مِنَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ بيان لقوله - تبارك وتعالى - : قَاتِلُوا الَّذِينَ لَا يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَلَا بِالْيَوْمِ الْآخِرِ ولا ولا مِنَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ ؛ إذًا الذين أوتوا الكتاب وهم اليهود والنصارى بنصِّ هذا القرآن الكريم لا يؤمنون بالله ولا اليوم الآخر ، أعتقد أنَّ كثيرين منكم يستغربون هذا مع أنه كلام الله ؛ لأننا نعيش في جوٍّ ابتعَدْنا فيه جدًّا عن العلم الصحيح ، وليس هذا فقط ، بل حلَّ محلَّه ضلالٌ من العلم يظنُّه الكثيرون علمًا .
وفينا مَن يقول عن النصارى : إخواننا !! ولا أستبعد يومًا يأتي قريبًا أو بعيدًا يصبح اليهود إخواننا - أيضًا - ؛ هكذا ؛ ذلك لأن السياسة لا دين لها ؛ ولذلك نحن لا نشتغل بالسياسة ، وإنما نشتغل بالإسلام وفيه الكفاية ، فإذا علمتم بنصِّ القرآن السابق أن اليهود والنصارى لا يؤمنون بالله ولا باليوم الآخر ؛ فإذًا هؤلاء الذين يشيِّعون الجنائز على هذه الصورة بالسيارات إنما أخذوا هذه الضلالة من تلك الأمم التي لا تؤمن بالله واليوم الآخر ، ومَن كان كذلك فهو يضع حدودًا مادية تُبعِدُه عن أن يتذكَّر الموت ؛ لأنه لا يؤمن بالموت ، لا تقولوا : يؤمنون ؛ لأن الله قال : لَا يُؤْمِنُونَ .
وسأفصِّل لكم ولا بد من التفصيل ، ولو أننا وقفنا قليلًا عن المتابعة في دراسة هذه الأحاديث ؛ لأن الواقع أننا لا نريد من تدريسنا عليكم هذه الأحاديث أن تكون دراسَتُنا لها معكم على طريقة آخرين منَّا ، يقولون صراحةً بأنهم إنما يدرسون الحديث للبركة فقط وليس للتفقُّه وليس للتعلُّم وليس للتذكُّر ، نحن نقرأ هذه الأحاديث لنتدبَّرَها ونستفيد منها علمًا وفقهًا وتذكرةً ، الذين لا يؤمنون بالله واليوم الآخر وهم غير المسلمين كما علمتم هؤلاء يضعون السُّدود بينهم وبين كلِّ ما يذكِّرهم بالموت ، فأوَّل مثال بين أيديكم الآن صورة تشييعهم للموتى ، هذه ظاهرة واضحة ، يرهبون أن يحملوا الميت على رؤوسهم ، فإنَّ هذا بلا شك يذكِّرهم بالموت وقد ركب أكتافهم ؛ فهل يفعلون ؟ عياذًا بالله !! هكذا يقولون ؛ لذلك ابتدع لهم الشيطان ما يُريح بالهم ، فأوحى إليهم أن يضعوا الميت في نعش مقفول في السيارة ، ثم هم - أيضًا - لا يمشون خلفه ، وإنما يركبون مراكبهم التي اعتادوها ، فكأنما هم في سَيرٍ معتاد أو في نزهة ، هذه ظاهرة مما يدل على أنهم لا يريدون وسائل تذكِّرهم بالموت .
ظاهرة أخرى : إذا مرَرْتَ أيها المسلم بمقابرهم لم تشعُرْ بأن فيها موتى لِكثرة ما يزخرفونها وما يزرعون فيها من أشجار خَضِرات باسقات ، أيضًا هذا ما هو المقصود به ؟ حجبُ الأنظار عن أن يروا هذه القبور ، وقد استَنَّ جماهير المسلمين سنَّتهم ولكن على طريقة الشيطان ، طريقة خطوة خطوة ، فأول ما زيَّن لهم تسوير المقابر ، تبادَرَ لأذهان بعض الناس أنُّو هذا لصالح الأموات واحترامًا لهم ، لماذا ؟ لأنه يُفعل فيها كذا وكذا وإلى آخره ، والكلاب و و إلى آخره ، كان من قبل الجدار والحائط عبارة عمَّا دون قامة الرجل ، فأصبح الجدار الآن يساوي قامتين للرجل ؛ ذلك حتى إذا مَرَّ وفدٌ أو مَرَّ ناس من هؤلاء الذين لا يؤمنون بالله ولا باليوم الآخر لا يرون مناظر ولا يشهدون مشاهد تكفهرُّ أو تسوَدُّ أو تنزعج منها قلوبهم ، هذه - أيضًا - ظاهرة بدأت في المسلمين ، ثم تسرَّبت الخطوة الثانية إليهم فبدؤوا يزرعون - أيضًا - الأشجار في القبور ، ويعلِّلون ذلك بتعليل طبِّي ، وهو منشان تعقيم الجو وتطهيره من الميكروبات والجراثيم ونحو ذلك من الفلسفة المادية المحضة !! هؤلاء لا يؤمنون بالله ولا باليوم الآخر ؛ لذلك فَمِن سخفِ المسلمين وجهلهم أنهم يقلِّدون الذين يخالفونهم في أصل العقيدة ، نحن مؤمنون بالله واليوم الآخر ، وهم غير مؤمنين بالله وباليوم الآخر ، ومع ذلك فترانا نحتَذِي حذوَهم حذو القذَّة بالقذَّة كما ثبت عن النبي - صلى الله عليه وآله وسلم - ، وكما في حديث أبي سعيد الخدري في " صحيح البخاري " : لَتتبعنَّ سنن مَن قبلكم ؛ شبرًا بشبر ، وذراعًا بذراع ؛ حتى لو دخلوا جحر ضبٍّ لَدخلتموه . قالوا : يا رسول الله ، اليهود والنصارى ؟ قال : فَمَن الناس ؟ . مين في الأرض ممَّن يُذكرون كأمة لها حضارتها زعموا ، لها حضارتها ، لها قوَّتها ، لها ثقافتها ؟ ما فيه غير اليهود والنصارى .
يشير الرسول - عليه الصلاة والسلام - إلى أن من طبيعة الأمة إذا ما انحطَّت وضعفت أن تقلِّد مَن هي أقوى منها ، فيشير الرسول - عليه السلام - في هذا الحديث إلى أنه سيأتي زمن على أمة الإسلام التي ينبغي أن تكون أقوى أمة في كل زمان ومكان ؛ سيأتي عليها يوم من الأيام تتَّبع وتستنُّ بسنة اليهود والنصارى حذوَ القذَّة بالقذَّة .
حتى لو دخلوا جحرَ ضبٍّ لَدخلتموه ، حتى لو دخلوا في أيِّ مأزق ضيِّق لَقلَّدناهم في ذلك ، وإني لأزداد عجبًا في كل يوم ؛ أجد كثيرًا من الشباب المسلم يُفرح القلب من ناحية حينما أدخل المساجد ، ويحزِنُه من ناحية أخرى ؛ أجد شبابًا مقبل على طاعة الله في المساجد ، ولكنه لا يفقه من الإسلام إلا قليلًا ، أصلي في الصف الثاني أو الثالث فأجد بين يدي شابًّا عجيب الملبس ، هو مسلم يقف في الصَّفِّ ليصلي لله - عز وجل - ، ولكن إذا رأيته في السوق ظنَنْتَه إفرنسيًّا أو أمريكيًّا ، أو لعلك تظنُّه - لو كان في البلاد هنا يهودٌ - يهوديًّا ، لماذا ؟ لبس البنطلون " الشارلستون " ، هاللي ينبغي أن يكون في مكان معيَّن ضيِّقًا وقد وسَّعه شبرين ، وفي المكان الذي ينبغي أن يكون واسعًا قد ضيَّقَه على نفسه حتى عضَّ على أليَتِه عضًّا ، ثم لم يقنع إبليس بهذا التسويل حتى يُلفِتَ أنظار الشباب بعضهم إلى بعض ؛ حتى طَبَعَ على إليتهم طابعًا جديدًا صورة من مظهر غصن أو زهرة أو ما شابه ذلك ، لا فرق في ذلك بين الشاب والشابة ، وهو يقف يصلي !! فكيف هذا ؟ هذا لأنه لم يتربَّ تربية إسلامية ؛ لا يزال في نفسه عاطفة على الإسلام ويصلي ، لكنه لا يفهم أنَّ الإسلام ليس فقط في الصلاة ، الإسلام كلٌّ لا يتجزَّأ ، المسلم يجب أن يُثبِتَ أنه مسلم حيثما كان ليس فقط في المسجد حينما نراه يصلي ؛ حتى لو دخل الكنيسة للعبرة والاطِّلاع لَقيل لَأُشير إليه بالبنان : هذا مسلم ، فمَن مِن المسلمين اليوم لو دخلوا الكنائس للفرجة وللعبرة لا يظن أهل الكنيسة أنه منهم ؟!
هذا مصداق قول الرسول - صلى الله عليه وسلم - لتتبعنَّ سنن مَن قبلكم شبرًا بشبر ، وذراعًا بذراع ؛ حتى لو دخلوا جحرَ ضبٍّ لَدخلتموه . وفي رواية أخرى أعجب من هذا التقليد الأعمى ، وبدأت المظاهر تظهر ؛ قال - عليه الصلاة والسلام - : حتى لو كان فيهم مَن يأتي أمَّه على قارعة الطريق لَكان فيكم مَن يفعل ذلك ، حتى لو كان فيهم مَن يأتي أمَّه على قارعة الطريق لَكان فيكم مَن يفعل ذلك .
لذلك - يا إخواننا الشباب - فيجب أن لا تقنعوا بما أوتيتم من المعرفة بالإسلام هذه المعرفة السطحية ، بل عليكم أن تتوسَّعوا في التعرُّف على الإسلام ، وأن تقرنوا العمل به حتى لا يكون العلم بالشيء وَبَالًا عليكم ، ولا ينطبق علينا قوله - تبارك وتعالى - : يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لِمَ تَقُولُونَ مَا لَا تَفْعَلُونَ * كَبُرَ مَقْتًا عِنْدَ اللَّهِ أَنْ تَقُولُوا مَا لَا تَفْعَلُونَ .

Webiste