السؤال يا فضيلة الشيخ حفظكم الله أنا أعيش في حالة حزنٍ واكتئاب وغير راضٍ عن نفسي في هذا الكذب التي أردت بها أن أبُرّ والدي وأدخل السرور عليهما فهل أخبرهما بالحقيقة مع ما يترتّب عليه من ضررٍ لهما وحزن وفجيعة؟ وهل من كلمة إلى أولياء الأمور بأن يتفهّموا قدرات أبنائهم وأن لا يُجبروهم على دراسةٍ بعينها؟
الشيخ : نعم. أقول: بارك الله تعالى بهذا الولد وجعله بارّا بوالديه، نيّته طيبة وعمله سيء، أما نيّته فإنه كذب على والديه درءا لما قد يحصل لهما من المرض أو الاكتئاب أو نحو ذلك وإدخالا للسرور عليهما وهذا حسن لكن كذبه سيّء بلا شك فعليه أن يتوب إلى الله تعالى من هذه الكذبة ولا يعود ولا حاجة إلى أن يُخبر والديه بالواقع مادام الأمر قد فات فليجعله على ما هو عليه وليُحاول بقدر الاستطاعة أن يُتمّ دراسته فلعل الله تعالى يجعل فيها بركة حيث قام بها إرضاءً لوالديه ومن فعل شيئا لله أعانه الله عليه.
أما نصيحتي للأولياء فنصيحتي للأولياء أن يدعوا أبناءهم وبناتهم على ما يُحبّون أن يتجهوا إليه فالولد ذكرا كان أم أنثى أعلم بنفسه وأعلم بما يستريح له من العلوم إلا إذا اختار الولد من ذكر أو أنثى علوما ضارّة في دينه أو دنياه فحينئذ لا بأس أن يُعارضوه، وأن يُشيروا عليه بتركه وأن يضغطوا عليه حتى يتركه لأن في ذلك نهيا عن المنكر ودرءا للمفسدة. نعم.
السائل : أحسن الله إليكم وبارك فيكم. السائل طارق يقول في هذا السؤال.