تم نسخ النصتم نسخ العنوان
أنا طالب في السنة النهائية بكلية الطب البشري... - ابن عثيمينالسائل : فضيلة الشيخ أنا طالبٌ في السنة النهائية بكلية الطب البشري ولكنني لم أحضر الامتحانات لمدّة عامين وذلك لأنني في الأصل التحقت بهذه الكلية بناءً عل...
العالم
طريقة البحث
أنا طالب في السنة النهائية بكلية الطب البشري و لكنني لم أحضر الامتحانات لمدة عامين لأنني التحقت بهذه الكلية بناء على رغبة والدي اللذان كانا يريدان مني أن أصبح طبيبا و أنا لا أحب هذه المهنة و كنت أغصب نفسي على دراسة رغم صعوبتها و لكن الآن تركت هذه الدراسة و كذبت على والدي حيث قلت لهما بأنني نجحت في الامتحانات و هذا حتى أرضيهما فهل علي في ذلك شيء و ما نصيحتكم لأولياء الأمور في عدم غصب أولادهم في اختيار العلوم التي يريد طلبها ؟
الشيخ محمد بن صالح العثيمين
السائل : فضيلة الشيخ أنا طالبٌ في السنة النهائية بكلية الطب البشري ولكنني لم أحضر الامتحانات لمدّة عامين وذلك لأنني في الأصل التحقت بهذه الكلية بناءً على رغبة والديّ فهما يريدان مني أن أصبح طبيباً ولكنني لا أحب هذه المهنة وكنت أجد صعوبة بالغة في الدراسة والحفظ وكنت دائماً مكتئباً وحزيناً وأنا أرى المرضى والموتى ولكنني كنت أجاهد نفسي وأغصبها على الدراسة إرضاءً لوالدي وبراً بهما مستعيناً بالله عز وجل في ذلك إلى أن وصل الأمر إلى نهايته في السنة الخامسة فأصبت بحالة اكتئابٍ شديد ويأسٍ من الحياة ولم أعد أستطيع المواصلة ولم أعد قادراً على المذاكرة والنظر في الكتب والمذكّرات ولكنني كنت أخفي على والديّ ذلك ولم أستطع دخول الامتحانات ولكنني لم أستطع كذلك أن أخبرهما بأنني لم أدخل الامتحانات وذلك خوفاً على صحتهما ولكي لا أكون سبباً في حزنهما اضطررت إلى الكذب عليهما وأخبرتهما بأنني دخلت الامتحانات ونجحت فيها وأنا الأن أقضي سنة التدريب.
السؤال يا فضيلة الشيخ حفظكم الله أنا أعيش في حالة حزنٍ واكتئاب وغير راضٍ عن نفسي في هذا الكذب التي أردت بها أن أبُرّ والدي وأدخل السرور عليهما فهل أخبرهما بالحقيقة مع ما يترتّب عليه من ضررٍ لهما وحزن وفجيعة؟ وهل من كلمة إلى أولياء الأمور بأن يتفهّموا قدرات أبنائهم وأن لا يُجبروهم على دراسةٍ بعينها؟

الشيخ : نعم. أقول: بارك الله تعالى بهذا الولد وجعله بارّا بوالديه، نيّته طيبة وعمله سيء، أما نيّته فإنه كذب على والديه درءا لما قد يحصل لهما من المرض أو الاكتئاب أو نحو ذلك وإدخالا للسرور عليهما وهذا حسن لكن كذبه سيّء بلا شك فعليه أن يتوب إلى الله تعالى من هذه الكذبة ولا يعود ولا حاجة إلى أن يُخبر والديه بالواقع مادام الأمر قد فات فليجعله على ما هو عليه وليُحاول بقدر الاستطاعة أن يُتمّ دراسته فلعل الله تعالى يجعل فيها بركة حيث قام بها إرضاءً لوالديه ومن فعل شيئا لله أعانه الله عليه.
أما نصيحتي للأولياء فنصيحتي للأولياء أن يدعوا أبناءهم وبناتهم على ما يُحبّون أن يتجهوا إليه فالولد ذكرا كان أم أنثى أعلم بنفسه وأعلم بما يستريح له من العلوم إلا إذا اختار الولد من ذكر أو أنثى علوما ضارّة في دينه أو دنياه فحينئذ لا بأس أن يُعارضوه، وأن يُشيروا عليه بتركه وأن يضغطوا عليه حتى يتركه لأن في ذلك نهيا عن المنكر ودرءا للمفسدة. نعم.

السائل : أحسن الله إليكم وبارك فيكم. السائل طارق يقول في هذا السؤال.

Webiste