تم نسخ النصتم نسخ العنوان
كيفية تربية الأولاد وأمرهم بالمحافظة على الصلاة ؟ - الالبانيالسائل : أنت حكيت بعد صلاة العشاء ، وطبعًا لمَّا يكون أنا عندي عشرة من النفر أو عشرة أو خمسة عشر ولد في الدار ، وبعد صلاة العشاء أحط حالي وأنام ، طيب أن...
العالم
طريقة البحث
كيفية تربية الأولاد وأمرهم بالمحافظة على الصلاة ؟
الشيخ محمد ناصر الالباني
السائل : أنت حكيت بعد صلاة العشاء ، وطبعًا لمَّا يكون أنا عندي عشرة من النفر أو عشرة أو خمسة عشر ولد في الدار ، وبعد صلاة العشاء أحط حالي وأنام ، طيب أنا ما بدي برضو صحتي وبدي آخذ حقي من الحياة من زوجتي يعني ، أحط رأسي وأنام ينام الأولاد على عشرة يناموا الأولاد أو على إحدى عشر ، [ الجميع يضحك ! ] ، شو بدك تساوي بعدها ... نايم للصبح .

الشيخ : أنت - سامحك الله - أنا ما حكيت أنه ما لازم الزوج يلتفت لأولاده ولزوجته .

السائل : ... .

الشيخ : نعم نعم . أوَّلًا هالأولاد الخمسة أو العشرة أو الخمسة عشر ؛ هل هنّ منذ نعمة أظفارهم قام والداه مو بس الرجل حتى إيش ؟ الزوجة ، قام والدا الأولاد هدول قلُّوا أو كثروا قاموا بوظيفة تربيتهم تربية إسلامية ، أنا بأقول لك آسفًا : لا ، ومن هنا تأتي المشكلة ، مثلًا زيد من الناس هاللي بدو يحافظ على أداء الصلاة في وقتها وبدو يصلي بعد العشاء على حسب النِّظام الشرعي ، لمَّا صلى العشاء في المسجد أخذ أولاده الكبار معه إلى المسجد ؟ الجواب : لا ، ولذلك تجد المساجد اليوم خاوية على عروشها إلا من الختيارية أو الكهول أو اللي ها قريبين من هالمرحلة هَيْ ، أما الشباب أولاد اثنا عشر وثلاثة عشر وأربعة عشر وخمسة عشر بدأنا نحن في العصر الحاضر الآن نرى شيء من هذه الأنماط ، لكن - مع الأسف - منشوف هؤلاء الشباب اللي الآن نراهم في المساجد ولم نكن نراها فيما مضى من الزمان ؛ هذا الاتجاه في حضورهم المساجد ليس سببهم هم الآباء ، أكثر الآباء لا يهتمُّون بأبنائهم ، السبب هو البيئة اللي عايشين فيها والصحبة الصالحة عم يتأثروا بها وعم ينشطوا لحضور المساجد ، أما الآباء فأكثرهم هاللي يصلُّوا ما بيهتموا بأولادهم ، فأنت بالغت - ما شاء الله ! - قلت عشرة وخمسة عشر ، كم ولد هادا بدو يكون بلغ سنَّ التكليف لازم إذا فتح باب البيت ينطلق إلى المسجد ، كم ولد لازم يكون ماشي معه ؟

السائل : أقل شيء خمسة .

الشيخ : ها ، نحن ما منشوف هيك شي اليوم ؛ فإذًا هذا يعطينا شيء مؤسف جدًّا أنُّو هذا الوالد اللي عنده هالبركة من الأولاد هو مُقصِّر منذ ما بدأ الولد الأول إجا الولد الأول ؛ لأنُّو لو بدأ هو بتربية الولد الأول وصار - مثلًا - بيحافظ على الصلاة ابن تسعة ابن عشرة ، وكل ما نبغ بيهتم بقى في الصلاة في المسجد أخوه الثاني بيلحق فيه والثالث بيلحق فيه وهكذا بيرتاح الوالد إذا ما أحسن إنبات البذرة الأولى ، هذا مش موجود اليوم مع الأسف ؛ لذلك ستتضخَّم المشكلة اللي أنت صوَّرتها آنفًا .
أنا يمكن أبعدت شوية عن الجواب مباشرةً ، لكن أنا بيهمني لفت النظر تمامًا ، أقول لك : هدول الأولاد مو تعشُّوا ؟ تعشُّوا وخلصوا ، شو المفروض فيهم ؟ كل واحد يستلم فرشته وينام ؛ ليش ؟ لأنُّو أبوه هيك بساوي ، وأبوه بقى لما بدو بيتمتَّع بحلاله راح يتمتَّع بحلاله في غرفته الخاصة مو بين أولاده ، فهو بيأوي إلى فراشه هو وزوجته بعد ما أووا الأولاد كلهم إلى فرشهم وسكن البيت وهادئ ، وبعد ذلك بقى هو بيتمتَّع بحلاله .

السائل : بدها وقت .

الشيخ : نعم ؟

السائل : بدها وقت .

الشيخ : مهما كان الوقت ، نحن ما نقول صلينا العشاء ونمنا ، لا ، هذا الوقت المهم يكون محدَّد مُقنَّن ، نحن نحكي عن الوسائل التي تصرفنا عن طاعة الله وهو التلفزيون ، أما تعال أنت يا ولد صليت ؟ لا ، ما صليت . أنت توضَّأت ؟ لا ، ما . هذه أمور لا بد منها ، لكن هذه مهما أخذت من الزمان ما راح تأخذ نص ساعة ، ما راح تأخذ بالكثير الكثير ساعة .

السائل : ما يناموا بعد ساعتين ثلاثة ، هم في غرفهم .

الشيخ : يا حبيبي ، ما بيناموا ليش ؟ لأنُّو من الأصل ما هن مربَّايين ما هن مؤدَّبين على الإسلام ، ما تؤاخذني أبوهم مش مؤدَّب أدب الإسلام ، وفاقد الشيء لا يعطيه ، كلُّ هالجيل اللي شايفينه هلق .

السائل : الكلام عام في كلِّ الأمة اليوم هيك يا حجي مش واحد معيَّن أو كذا .

الشيخ : بأريد أنا ألفت نظركم لشيء هلق فيه فرق ، فيه توعية ، الآن يمكن تشهدوا جميعكم فيها ما كانت موجودة قبل عشرين سنة ؛ صحيح ولَّا لأ ؟ طيب ؛ لكن لسا التربية ما بدأت تؤتي ثمارها ، التربية على الإسلام الصحيح لسا ما بدأت تؤتي ثمارها ، ومن التربية ما أشرنا إليه آنفًا أنُّو نهى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - عن النوم قبل صلاة العشاء وعن الحديث بعدها ، هَيْ تربية إسلامية ، تعرفونها ؟ يمكن ما تعرفونها فكرًا وعلمًا ، فكيف تعرفونها عملًا ؟ ما تعرفوها ، من وين بدكم تتعلموا ؟ ما كان في علم من السابق ، هلق بدأ ينتشر شيء من العلم الصحيح بين الناس ، من العلم المجهول علمًا والمهجور عملًا - وهذا ما يستطيع أحد ينكره مع الأسف - قوله - عليه السلام - : مروا أولادكم بالصلاة وهم أبناء سبع ، واضربوهم عليها وهم أبناء عشر ، وفرِّقوا بينهم في المضاجع ، الآن كم وكم من الآباء ثم كم وكم من الأمهات يعتنون بأمر الولد بالصلاة لمَّا بيبدأوا سن السابعة ، وبيستمروا على هذا الأمر ما بين مدَّة ومدَّة لحتى الولد إيش ؟ يخضع لهذا الأمر الكريم ، فإذا ما خضعت ثلاثة سنوات ودخلت حياته في سنِّ العاشرة حينئذٍ يُضرب ، وين في أب اليوم فضلًا عن أم تضرب ولدها لأنُّو صار عمره عشر سنوات وهو لا يصلي ؟ وينو هذا ؟ لذلك علينا أن نعلم وأن نعمل بما نعلم ، وإلا كان العلم الذي لا نعمل به حجَّة علينا .
نعم .

Webiste