بيان حديث النبي - صلى الله عليه وسلم - في بيان الصراط المستقيم .
الشيخ محمد ناصر الالباني
الشيخ : لذلك جاء الحديث فيه عبرة لِمَن يعتبر في تفسير قول الله - عز وجل - : وَأَنَّ هَذَا صِرَاطِي مُسْتَقِيمًا فَاتَّبِعُوهُ وَلَا تَتَّبِعُوا السُّبُلَ فَتَفَرَّقَ بِكُمْ عَنْ سَبِيلِهِ ، وصوَّر لهم الرسول - عليه السلام - هذه الآية على الأرض تصويرًا ؛ حيث خطَّ لهم خطًّا مستقيمًا ، وخطَّ خطوطًا قصيرة على جانبَي الخطِّ المستقيم الطويل ، وتلا الآية : وَأَنَّ هَذَا صِرَاطِي مُسْتَقِيمًا فَاتَّبِعُوهُ وَلَا تَتَّبِعُوا السُّبُلَ فَتَفَرَّقَ بِكُمْ عَنْ سَبِيلِهِ ، قال - عليه السلام - : هذا صراط الله ، وهذه طُرُق حوله ، وعلى رأس كلِّ طريق منها شيطان يدعو الناس إليه .
وأرى فيما عندي من فهم حكمة بالغة في هذه السورة ؛ لأن الرسول - عليه السلام - صوَّر الصراط المستقيم خطًّا طويلًا ، وصوَّر الطرق التي على جانبَي الخطِّ المستقيم خطوطًا قصيرة ، وقال : على رأس كلِّ خطٍّ شيطان يدعو الناس إليه ، ليه جعل الخطَّ المستقيم طويلًا وجعل الخطوط حوله قصيرة ؟ هذا التصوير بالغ في الروعة في العظمة ، كأنَّ الرسول - عليه السلام - يقول أنُّو هؤلاء الشياطين الواقفين على رؤوس مفارق الطرق يقولون : يا جماعة اللي ماشيين على الصراط المستقيم وين ماشين وين وين لتصلوا ؟!! شوفوا الخط قديش طويل ! تعالو إلينا هذا الطريق قريب المنال قريب الوصول ، وهذا يلتقي تمامًا مع قوله - عليه السلام - في الحديث الصحيح : حُفَّت الجنة بالمكاره ، وحُفَّت النار بالشهوات . فأن يظلَّ المسلم في حياته كلها مستقيمًا والله هذا هو الجهاد الأكبر ، فيجي الشيطان بيزين له الطريق القصير وهذه هي الطرق الصوفية وغيرها ؛ ليه ؟ لأنُّو الشَّيخ بيلقِّن التلميذ أول ما بيلقِّنو الطريق أنُّو ما بإمكانك تصل إلا من طريق الشَّيخ ، الشَّيخ هو اللي يوصلك إلى الله ، ولذلك ينغشوا هالمساكين وبيتَّبعوا الشَّيخ وبيستسلموا ، ومثل الخوارنة اللي بيقطعوا أرض في الجنة لأتباعهم وبيفتحوا باب التوبة لديهم وبحضورهم !
فالشاهد : قال ابن مسعود يُشير إلى هذه الحقيقة " كم من مريدٍ للخير لا يصيبه ! " . هذا اللي ماشي على الخطِّ المستقيم فيستطيله ، فبيجي بيمسك خط طريق من هذه الطرق لأنو أسهل ، فاتَّبع شهوته ، فضلَّ عن سواء السبيل . قال ابن مسعود " وكم من مريدٍ للخير لا يصيبه ! إنَّ محمدًا - هنا الشاهد - إن محمدًا - صلى الله عليه وآله وسلم - حدَّثنا : إنَّ أقوامًا يقرؤون القرآن لا يجاوز حناجرهم ، يمرقون من الدين كما يمرق السَّهم من الرمية ؛ لأنُّو ما فهموا الدين ، ولذلك فَهُم هذا الدين الظاهر الذي تمسَّكوا به يمرقون منه كما يمرق السهم من الرمية ؛ أي : بنفس القوَّة التي يدخل السهم في الدابة المرميَّة ثم يخرج من الطرف الآخر بسبب شدَّة الضربة والانحراف .
كان كلامنا على إخواننا المسلمين هؤلاء الذين لا يتفقَّهون في الدين كيف يقولون ما ليس في قلوبهم ؟ يقرؤون كلام الله : أَأَمِنْتُمْ مَنْ فِي السَّمَاءِ ثم لا يؤمنون بأن الله في السماء ، يقول أحدهم بمناسبة وغير مناسبة : الرَّاحمون يرحمهم الرحمن ، ارحموا مَن في الأرض يرحَمْكم مَن في السماء ، ثم لا يؤمنون أن الله في السماء ، مصيبة الدهر !! وإنما يؤمنون بماذا ؟ الله موجود في كلِّ الوجود ، الله موجود في كلِّ مكان ، في الكهاريز والمجاري والخانات والبارات وبيوت الخنا والزنا إلى آخره !! كلُّ هذه أماكن يجعلون ربَّهم ومعبودهم فيها وهم يترفَّعون عن المكوث في مثلها ، ذلك هو الضَّلال البعيد .
وأرى فيما عندي من فهم حكمة بالغة في هذه السورة ؛ لأن الرسول - عليه السلام - صوَّر الصراط المستقيم خطًّا طويلًا ، وصوَّر الطرق التي على جانبَي الخطِّ المستقيم خطوطًا قصيرة ، وقال : على رأس كلِّ خطٍّ شيطان يدعو الناس إليه ، ليه جعل الخطَّ المستقيم طويلًا وجعل الخطوط حوله قصيرة ؟ هذا التصوير بالغ في الروعة في العظمة ، كأنَّ الرسول - عليه السلام - يقول أنُّو هؤلاء الشياطين الواقفين على رؤوس مفارق الطرق يقولون : يا جماعة اللي ماشيين على الصراط المستقيم وين ماشين وين وين لتصلوا ؟!! شوفوا الخط قديش طويل ! تعالو إلينا هذا الطريق قريب المنال قريب الوصول ، وهذا يلتقي تمامًا مع قوله - عليه السلام - في الحديث الصحيح : حُفَّت الجنة بالمكاره ، وحُفَّت النار بالشهوات . فأن يظلَّ المسلم في حياته كلها مستقيمًا والله هذا هو الجهاد الأكبر ، فيجي الشيطان بيزين له الطريق القصير وهذه هي الطرق الصوفية وغيرها ؛ ليه ؟ لأنُّو الشَّيخ بيلقِّن التلميذ أول ما بيلقِّنو الطريق أنُّو ما بإمكانك تصل إلا من طريق الشَّيخ ، الشَّيخ هو اللي يوصلك إلى الله ، ولذلك ينغشوا هالمساكين وبيتَّبعوا الشَّيخ وبيستسلموا ، ومثل الخوارنة اللي بيقطعوا أرض في الجنة لأتباعهم وبيفتحوا باب التوبة لديهم وبحضورهم !
فالشاهد : قال ابن مسعود يُشير إلى هذه الحقيقة " كم من مريدٍ للخير لا يصيبه ! " . هذا اللي ماشي على الخطِّ المستقيم فيستطيله ، فبيجي بيمسك خط طريق من هذه الطرق لأنو أسهل ، فاتَّبع شهوته ، فضلَّ عن سواء السبيل . قال ابن مسعود " وكم من مريدٍ للخير لا يصيبه ! إنَّ محمدًا - هنا الشاهد - إن محمدًا - صلى الله عليه وآله وسلم - حدَّثنا : إنَّ أقوامًا يقرؤون القرآن لا يجاوز حناجرهم ، يمرقون من الدين كما يمرق السَّهم من الرمية ؛ لأنُّو ما فهموا الدين ، ولذلك فَهُم هذا الدين الظاهر الذي تمسَّكوا به يمرقون منه كما يمرق السهم من الرمية ؛ أي : بنفس القوَّة التي يدخل السهم في الدابة المرميَّة ثم يخرج من الطرف الآخر بسبب شدَّة الضربة والانحراف .
كان كلامنا على إخواننا المسلمين هؤلاء الذين لا يتفقَّهون في الدين كيف يقولون ما ليس في قلوبهم ؟ يقرؤون كلام الله : أَأَمِنْتُمْ مَنْ فِي السَّمَاءِ ثم لا يؤمنون بأن الله في السماء ، يقول أحدهم بمناسبة وغير مناسبة : الرَّاحمون يرحمهم الرحمن ، ارحموا مَن في الأرض يرحَمْكم مَن في السماء ، ثم لا يؤمنون أن الله في السماء ، مصيبة الدهر !! وإنما يؤمنون بماذا ؟ الله موجود في كلِّ الوجود ، الله موجود في كلِّ مكان ، في الكهاريز والمجاري والخانات والبارات وبيوت الخنا والزنا إلى آخره !! كلُّ هذه أماكن يجعلون ربَّهم ومعبودهم فيها وهم يترفَّعون عن المكوث في مثلها ، ذلك هو الضَّلال البعيد .
الفتاوى المشابهة
- تفسير قوله تعالى: (اهدنا الصراط المستقيم) - ابن عثيمين
- شرح حديث : ( خط خطاً مستقيماً وخط خطوطاً......... - الالباني
- معنى قول الناظم: فعلى الصراط المستقيم إلهنا*... - ابن عثيمين
- تفسير قوله تعالى: ( وأن هذا صراطي مستقيماً....... - الالباني
- بيان كيف يجاهد النفس على اتباع الطريق المستقيم... - الالباني
- معنى الصراط المستقيم - اللجنة الدائمة
- شرح قول المصنف : فإنه الصراط المستقيم - ابن عثيمين
- تفسير صراط الله المستقيم - اللجنة الدائمة
- الحديث عن الدعوة إلى الله وإتباع الصراط المستق... - الالباني
- بيان وجوب اتباع سبيل المؤمنين وصراط الله المست... - الالباني
- بيان حديث النبي - صلى الله عليه وسلم - في بيان... - الالباني