ما هو ضابط التشبه بالكفار ؟ خصوصًا ما نجد الآن من الألبسة المشتركة بين المسلمين والكفار كالجاكيت والبنطال ؟
الشيخ محمد ناصر الالباني
السائل : ذكرت قول الرسول - صلى الله عليه وسلم - فيما معناه : من تشبه بقوم فهو منهم ؛ فما هو ضابط التشبه بالكفار ؟ خصوصًا الآن نجد بعض الملبوسات قد اجتمع فيها الكافر والمسلم مثل البنطلون هذا في الأعمال ، ومثل - أيضًا - هل يشمل التشبه الحذاء أو الجزمة ؟ فنستوردها من الخارج ، بعض الملبوسات الصوفية في البرد الجاكيت هل يشمل هذا ؟
الشيخ : الجواب كما شرح ذلك شيخ الإسلام ابن تيمية - رحمه الله - في كتابه الجليل " اقتضاء الصراط المستقيم مخالفة أصحاب الجحيم " أن التشبُّه درجات ؛ أدناها الكراهة التنزيهية ، وأعلاها التحريم ، بل التحريم إذا اقترن بالاستحلال أدَّى بصاحبه إلى الكفر وعين الضَّلال ، كلما كانت ظاهرة التشبُّه قويَّة في الإنسان كلما ارتفعت مرتبة المخالفة والعصيان ، وأنا أضرب بعض الأمثلة لتوضيح هذه المسألة لدقَّتها ، لباس الجاكيت مثلًا ، هذا - كما قال السائل - يشترك في لباسه المسلم وغير المسلم ، فلا يظهر في هذا اللباس نوع ما من التشبه بالكافر ، فهو يُمكن أن يُقال بأنه لباس أممي ، كل الأمم تلبسه ؛ فليس شعارًا لأمة دون أخرى ؛ وإذ الأمر كذلك ففي هذا المثال نقول : لا مانع من لباس الجاكيت ونحوه لانتفاء العلة وهي التشبه بالكفار ، وعلى ذلك حمَلَ العلماء حديثَ المغيرة بن شعبة - رضي الله عنه - الذي فيه ما خلاصة الحديث أنَّهم كانوا في سفر ، فنزلوا منزلًا ، ولما أصبح بهم الصباح خرج النبي - صلى الله عليه وسلم - لقضاء حاجته ومعه المغيرة بن شعبة ، فلما أراد أن يتوضَّأ - عليه الصلاة والسلام - وصبَّ المغيرة الماء عليه جاء ليكشفَ عن ذراعيه ؛ فلم يستطع ؛ لأنه كان لابسًا جبَّةً روميَّة - هكذا الحديث - كان لابسًا جبَّةً روميَّة ضيِّقة الكمَّين ، فلما لم يستطع التشمير خلع الجبَّة ، وألقاها على كتفيه ، وغسل ذراعيه ، فقال العلماء : أن كون هذه الجبة رومية لم يكن مانعًا من لباسها ؛ لأنها كانت لباس العرب والعجم دون تفريق بينهم .
أما إذا كان اللباس لا يزال شعارًا لأمة الكفر ؛ فهنا يأتي البحث التفصيلي السابق ، حكمه يختلف باختلاف ظاهرة التشبه ، وأنا أضرب الآن بمثلين مُتباينين في بيان إثم التشبُّه ، هذا الرجل الذي لبس الجاكيت على القميص مثلًا ، أو على السروال ونحو ذلك ، ولا أعني بالسروال البنطلون مما هو من لباس المسلمين قديمًا ولا يصف العورة ولا يحجِّمها ، فهذا كما قلنا آنفًا ليس فيه ظاهرة التشبه ، لكن إذا لبِس الجاكيت على البنطلون لا شك أن ظاهرة التشبه الآن ظهرت حيث لم تكن ظاهرة من قبل ، لم تكن ظاهرة بلبس الجاكيت ، لكن لما لبس البنطلون ظهرت هذه الظاهرة ، وبخاصة أنَّ البنطلون يمكن أن يقال إنه ليس من لباس المسلمين ؛ لأنه يُحجِّم العورة ، ولباس المسلم يجب أن يكون فضفاضًا واسعًا لا يُحجِّم العورة ، وبخاصَّة إذا قام بين يدي الله يصلي .
ونحن نشاهد - مع الأسف - اليوم في هذا المسجد أو في غيره يركع ويسجد المُتبنطل - إذا صحَّ هذا التعبير - ؛ فنرى فخذيه قد تجسَّدتا ، ويرى ذلك مَن خلفه من المصلين ، بل أحيانًا مع الأسف الشديد يتجسَّد للرائي من خلف هذا المصلي ما بين الفخذين من العورة الكبرى ، كيف يصحُّ أن يكون هذا لباس المسلمين ؟ بل هو لباس الكافرين الذين لا يُحرِّمون ما حرَّم الله ورسوله ، فمن لبس البنطلون لا شك أنه تشبه بالكفار .
لكن الآن المثال الثاني - والأخير - ، هذا المتبنطل بالبنطلون إذا به يزيد التشبه تشبُّهًا ، فيلبس على رأسه القبَّعة أو البرنيطة ، هذا وضع على رأسه غطاء الكفر ، لم يبقَ هناك تشبه أكثر من هذا التشبه ؛ فهذا لا شك بأنه حرام ، وما قبله من لباس البنطلون حرام دون ذلك ، وهناك درجات أخرى ينبغي أن نُجمل الكلام عليها بحديث واحد ليس له علاقة بالتشبه ؛ لأن أنواع التشبه كثيرة وكثيرة جدًّا أجملتُ القول عنها آنفًا ، كلما كانت ظاهرة التشبه كلما اقترب ذلك من التحريم ، وكلما نزلت هذه الظاهرة إلى أن تضمحلَّ وتنماع هذه الظاهرة ، فيدخل ذلك في دائرة المباح .
الشيخ : الجواب كما شرح ذلك شيخ الإسلام ابن تيمية - رحمه الله - في كتابه الجليل " اقتضاء الصراط المستقيم مخالفة أصحاب الجحيم " أن التشبُّه درجات ؛ أدناها الكراهة التنزيهية ، وأعلاها التحريم ، بل التحريم إذا اقترن بالاستحلال أدَّى بصاحبه إلى الكفر وعين الضَّلال ، كلما كانت ظاهرة التشبُّه قويَّة في الإنسان كلما ارتفعت مرتبة المخالفة والعصيان ، وأنا أضرب بعض الأمثلة لتوضيح هذه المسألة لدقَّتها ، لباس الجاكيت مثلًا ، هذا - كما قال السائل - يشترك في لباسه المسلم وغير المسلم ، فلا يظهر في هذا اللباس نوع ما من التشبه بالكافر ، فهو يُمكن أن يُقال بأنه لباس أممي ، كل الأمم تلبسه ؛ فليس شعارًا لأمة دون أخرى ؛ وإذ الأمر كذلك ففي هذا المثال نقول : لا مانع من لباس الجاكيت ونحوه لانتفاء العلة وهي التشبه بالكفار ، وعلى ذلك حمَلَ العلماء حديثَ المغيرة بن شعبة - رضي الله عنه - الذي فيه ما خلاصة الحديث أنَّهم كانوا في سفر ، فنزلوا منزلًا ، ولما أصبح بهم الصباح خرج النبي - صلى الله عليه وسلم - لقضاء حاجته ومعه المغيرة بن شعبة ، فلما أراد أن يتوضَّأ - عليه الصلاة والسلام - وصبَّ المغيرة الماء عليه جاء ليكشفَ عن ذراعيه ؛ فلم يستطع ؛ لأنه كان لابسًا جبَّةً روميَّة - هكذا الحديث - كان لابسًا جبَّةً روميَّة ضيِّقة الكمَّين ، فلما لم يستطع التشمير خلع الجبَّة ، وألقاها على كتفيه ، وغسل ذراعيه ، فقال العلماء : أن كون هذه الجبة رومية لم يكن مانعًا من لباسها ؛ لأنها كانت لباس العرب والعجم دون تفريق بينهم .
أما إذا كان اللباس لا يزال شعارًا لأمة الكفر ؛ فهنا يأتي البحث التفصيلي السابق ، حكمه يختلف باختلاف ظاهرة التشبه ، وأنا أضرب الآن بمثلين مُتباينين في بيان إثم التشبُّه ، هذا الرجل الذي لبس الجاكيت على القميص مثلًا ، أو على السروال ونحو ذلك ، ولا أعني بالسروال البنطلون مما هو من لباس المسلمين قديمًا ولا يصف العورة ولا يحجِّمها ، فهذا كما قلنا آنفًا ليس فيه ظاهرة التشبه ، لكن إذا لبِس الجاكيت على البنطلون لا شك أن ظاهرة التشبه الآن ظهرت حيث لم تكن ظاهرة من قبل ، لم تكن ظاهرة بلبس الجاكيت ، لكن لما لبس البنطلون ظهرت هذه الظاهرة ، وبخاصة أنَّ البنطلون يمكن أن يقال إنه ليس من لباس المسلمين ؛ لأنه يُحجِّم العورة ، ولباس المسلم يجب أن يكون فضفاضًا واسعًا لا يُحجِّم العورة ، وبخاصَّة إذا قام بين يدي الله يصلي .
ونحن نشاهد - مع الأسف - اليوم في هذا المسجد أو في غيره يركع ويسجد المُتبنطل - إذا صحَّ هذا التعبير - ؛ فنرى فخذيه قد تجسَّدتا ، ويرى ذلك مَن خلفه من المصلين ، بل أحيانًا مع الأسف الشديد يتجسَّد للرائي من خلف هذا المصلي ما بين الفخذين من العورة الكبرى ، كيف يصحُّ أن يكون هذا لباس المسلمين ؟ بل هو لباس الكافرين الذين لا يُحرِّمون ما حرَّم الله ورسوله ، فمن لبس البنطلون لا شك أنه تشبه بالكفار .
لكن الآن المثال الثاني - والأخير - ، هذا المتبنطل بالبنطلون إذا به يزيد التشبه تشبُّهًا ، فيلبس على رأسه القبَّعة أو البرنيطة ، هذا وضع على رأسه غطاء الكفر ، لم يبقَ هناك تشبه أكثر من هذا التشبه ؛ فهذا لا شك بأنه حرام ، وما قبله من لباس البنطلون حرام دون ذلك ، وهناك درجات أخرى ينبغي أن نُجمل الكلام عليها بحديث واحد ليس له علاقة بالتشبه ؛ لأن أنواع التشبه كثيرة وكثيرة جدًّا أجملتُ القول عنها آنفًا ، كلما كانت ظاهرة التشبه كلما اقترب ذلك من التحريم ، وكلما نزلت هذه الظاهرة إلى أن تضمحلَّ وتنماع هذه الظاهرة ، فيدخل ذلك في دائرة المباح .
الفتاوى المشابهة
- ما هو ضابط التشبه بالكافرين في اللباس ؟ - الالباني
- ضابط التشبه المحرم بالكفار - ابن عثيمين
- ضابط التشبه بالكفار وحكم التشبه بهم . - الالباني
- ما الضابط في التشبه بلباس الكفار؟ - ابن باز
- أحكام بعض الألبسة كالبنطلون والقبعة التي قد تك... - الالباني
- ضابط التشبه بالكفار - ابن عثيمين
- ما هو ضابط التشبه بالكفار.؟ - ابن عثيمين
- ضابط التشبه بالكفار - ابن عثيمين
- حكم التشبه بالكفار .؟ - الالباني
- ما ضابط التشبه بالكفار على ضوء الحديث : ( من ت... - الالباني
- ما هو ضابط التشبه بالكفار ؟ خصوصًا ما نجد الآن... - الالباني