تم نسخ النصتم نسخ العنوان
كيف حفظ الله هذا الدين - الالبانيالشيخ :  فهنا يرد بيان لا بد لي منه , كثير من العلماء قديما و حديثا يعلمون فكرا أنّ السّنّة دخل فيها ما لم يكن منها حتى في القرن الأول حيث بدأ بعض الفرق...
العالم
طريقة البحث
كيف حفظ الله هذا الدين
الشيخ محمد ناصر الالباني
الشيخ : فهنا يرد بيان لا بد لي منه , كثير من العلماء قديما و حديثا يعلمون فكرا أنّ السّنّة دخل فيها ما لم يكن منها حتى في القرن الأول حيث بدأ بعض الفرق الضالة ترفع أصواتها و تدعو إلى مخالفة الكتاب و السّنّة باتباعها لأهوائها كما جاء عن بعض أو أحد الخوارج حينما هداه الله عزّ و جلّ إلى السّنّة فقال: " انظروا من أين تأخذون دينكم فإنا كنّا إذا هوينا أمرا صيّرناه حديثا " ولذلك جاء عن ابن سيرين رحمه الله و هو التابعيّ الجليل الذي كان يكثر الرواية عن حافظ الصحابة للسنة و الحديث ألا و هو أبو هريرة رضي الله تعالى عنه قال: "انظروا من أين تأخذون دينكم " و قد روي هذا حديثا مرفوعا إلى النبي صلى الله عليه و آله و سلم و لكن لا يصحّ رفعه و الصحيح أنه مقطوع موقوف على ابن سيرين رحمه الله و لذلك قال بعض أئمة الحديث: "الإسناد من الدّين لولا الإسناد لقال من شاء ما شاء في الدين " إذا كان الأمر كذلك باتّفاق العلماء نظريا و أعني ما أقول حينما أقول نظريا ذلك لأني أريد أن أقول حقيقة مرّة ألا و هي أن هذا الإسناد لم يهتم به جماهير العلماء الاهتمام الواجب به و إنما اهتمّ به طائفة من علماء المسلمين وهم أئمة الحديث كالإمام أحمد بن حنبل و الإمام يحي بن معين و علي بن المديني و تلامذتهم كالإمام البخاري و مسلم و غيرهم من أئمة الحديث و النقاد و الذين تكلموا في الرواة جرحا و تعديلا هؤلاء هم الذين يجب الرجوع إليهم و الاعتماد عليهم لإجراء التصفية في هذه السّنّة التي يجب الرجوع إليها بعد تصفيتها . كتب السنة الآن متوفرة و ذلك من تمام عناية الله عزّ و جلّ بهذه الأمة و وفاء منه بالحكم الذي ذكره في القرآن الكريم: إنا نحن نزّلنا الذكر و إنا له لحافظون و بهذه المناسبة لا بد لي من التذكير بأن هذه الآية الكريمة حينما تذكر إنا نحن نزلنا الذكر و إنا له لحافظون يتوهّم بعض الناس مما لا علم عندهم بالسنة أو لا يقيمون وزنا للسنة يظنون أن الحفظ الذي ضمنه الله عز و جل في هذه الآية إنما هو خاص بالقرآن الكريم فأقول نعم ربنا عزّ و جلّ ذكر الذكر في هذه الآية فهو قد حفظ القرآن الكريم بحروفه و لكنه حفظ معانيه بسنة نبيه صلى الله عليه و آله و سلم و لذلك لا يمكن تحقيق هذه التصفية للسنة إلا من طريق علماء الحديث و بالتالي لا يمكن فهم القرآن إلا بطريق هذه السنة المصفاة و إلا وقع المسلمون فيما وقعت فيه الفرق الخارجة عن الفرقة الناجية أن القرآن حمال وجوه

Webiste