الشيخ : وذكروا أن الشافعي رحمه الله محمد بن إدريس نزل ضيفا على الإمام أحمد وكان الإمام أحمد تلميذا له والشافعي شيخه، وكان أحمد يثني عليه كثيرا عند أهله فنزل الشافعي ضيفا على الإمام أحمد في ليلة من الليالي فقدم إليه العشاء فأكل العشاء كله، فتعجب أهل البيت كيف الإمام الشافعي يأكل العشاء كله والسنة أن الإنسان لا يزيد على ثلث البطن وهذا ملأ بطنه مرت هذه، ثم إنه رحمه الله لم يقم يتهجد من الليل ما قام في آخر الليل يصلي والذي يتبادر إلى الذهن أن مثل الشافعي من أهل التهجد عالم دين ذو عبادة لكن لم يقم يتهجد فتعجب أهل الإمام أحمد كيف لم يقم يتهجد؟ هذه الثانية ولما أذن لصلاة الصبح خرج ولم يطلب ماء يتوضأ به قالوا هذه ثالثة خرج إلى الصلاة وقد نام في فراشه إلى الصباح ولم يتوضأ كيف هذا والنوم العميق إيش؟ يبطل الوضوء أصبح الناس فقال أهل الإمام أحمد له " كيف تقول الشافعي فيه كيت وكيت وهذه حاله " قال: " طيب أنا آتيكم بالخبر " فأعلم الشافعي بذلك فقال الشافعي : " أما الطعام فلا أجد في هذه المدينة طعاما أحل من طعام الإمام أحمد فأردت أن أملأ بطني منه " ولا بأس أن يملأ الإنسان بطنه أحيانا فأبو هريرة رضي الله عنه سقاه النبي صلى الله عليه وسلم اللبن وقال له : اشرب اشرب حتى قال : لا أجد له مساغا ما في بطني مكان له .
" وأما أني لم أقم أتهجد فلأني أتأمل في العلم والسنة وطلب العلم أفضل من التهجد " وهذا حقيقة طلب العلم أفضل من التهجد ما الذي يتأمله ؟ قال أتأمل قول الرسول عليه الصلاة والسلام : يا أبا عمير ما فعل النغير أبا عمير طفل صغير في المدينة ومعه نغير والنغير طائر صغير يشبه العصفور وكان يلعب به أبو عمير يفرح به فمات النغير طفل مات طيره يحزن وإلا يفرح ؟ يحزن حزنا ظاهرا فكان الرسول يمزح على هذا الصبي يقول : يا أبا عمير ما فعل النغير ؟ " فأتأمل في هذا الحديث فوجد فأخذت منه فوائد عظيمة " بعضهم قال " أنه أخذ منه ألفي فائدة الفين من هذا الحديث " لكن طبعا إذا ذكر فائدة أتى لها بشاهد من الحديث وكذا أو من القرآن وأخذ من هذا الشاهد فوائد فتكثر الفوائد.