الشيخ : ألم تسمعوا أن رجلا من اليهود جاء مر بالنبي عليه الصلاة والسلام وعندها عائشة رضي الله عنه فقال السام عليك يا محمد السام عليك ما يبينون تماما يدغمون اللام ويقول السام عليك ومعنى السام ايش؟ الموت فقالت رضي الله عنها لمحبتها للرسول عليه الصلاة والسلام وغيرتها قالت لليهودي : عليك السام واللعنة زادته السام يعني
الطالب : الموت.

الشيخ : والزيادة اللعنة واليهود مستحقون للعنة طيب لكن الرسول نهاها قال : إن الله رفيق يحب الرفق في الأمر كله ثم أرشد عليه الصلاة والسلام أمته إذا سلم عليهم أهل الكتاب أن يقولوا : وعليكم فالرفق مهم لا سيما في الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر.
الآن لو كنا نشاهد واحد متجها إلى قبر النبي عليه الصلاة والسلام يدعو الرسول. هل من الحكمة أن يمسك بيده نقول نزل يديك هذا شرك أنت مشرك لا تقرب المسجد الحرام أو أن نقول ندعوه خلي يدعوا حتى ينتهي ما عنده إذا خلص أتينا به بسهولة قلنا ماذا قلت؟ هل أنت تدعو للرسول وإلا تدعو الرسول؟ إن قال أنا أدعو للرسول ماذا نقول له؟ صح وإلا خطأ؟ صح. لكن لا تستعمل هذه الطريقة لئلا يظن الظان أنك تدعو الرسول طيب إذا قال إنه يدعو الرسول يقول يا رسول الله أعطني كذا ارزقني كذا نخاطبه برفق نقول إنك إذا دعوت الرسول فإنه لا يستجاب لك لأن الله تعالى قال للرسول عليه الصلاة والسلام : قل إني لا أملك لكم ايش؟ ضرا ولا رشدا هذا وهو في حياته كيف بعد موته؟ ولهذا لما نزل الجدب والقحط بالصحابة في زمن عمر رضي الله عنه وهو مشهور العام الذي يسمى عام الرمادة لم يستسقوا بالرسول عليه الصلاة والسلام مع أنه عندهم في قبره. بل قال : إننا نستسقي يا ربنا إنا نستسقي إليك بنبينا وإنا نستسقي إليك بالعباس بعم نبينا ثم أمر العباس أن يدعو الله وأمن على دعائه.
نقول يا أخي الرسول عليه الصلاة والسلام لا يملك ولو دعوته لم يستجب لك ادع الله ادع الله. أيما أحب إليك الله أو الرسول؟ نسأله قد يقول الرسول أحب إلي فنقول هذا غلط. محبة الله هي الأصل ومحبة الرسول تابعة لمحبة الله لأننا لم نحبه إلا لأنه ايش؟ رسول الله عز وجل. فقدم محبة الله على محبة الرسول ومحبة الرسول على كل أحد بعد محبة الله طيب. إذا كنت تحب الله أكثر من محبة الرسول هل الله أقدر على أن يعطيك ما تسأل أو الرسول؟ نعم؟ الله لا شك إذن اتجه إلى من؟ إلى الله ونتكلم معه برفق ونقنعه بالأدلة الشرعية أو بالأدبة العقلية حتى يرجع. أما ما يفعله بعض الناس يشدد من حين ما يرى هذا الجاهل المسكين الذي لا يعرفه يشدد عليه بالإنكار هذا غلط و لعلكم أو أكثركم يذكر أن رجلا جاء دخل المسجد والنبي عليه الصلاة والسلام يخطب يخطب يوم الجمعة فجلس الجلوس قبل أن يصلي الإنسان ركعتين تحية المسجد خطأ منهي عنه. لكن هل الرسول خطأه وإلا سأله أولا قال : هل صليت؟ الجواب : الثاني سأله قال هل صليت قال لا قال : قم فصل ركعتين وتجوز فيهما فالتسرع والتشدد في الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر هذا خلاف الحكمة فالذي ينبغي لنا أن نستعمل الحكمة مع الناس حتى يكون لنا تأثير بإذن الله عز وجل.