السائل : فضيلة الشيخ هذا سائل يقول : ما رأيكم فيمن لا يصلي على الجنائز بحجة الجهل بحال الميت فيقول لعل الميت يكون من المبتدعة أو أنه تارك للصلاة. فما ردكم على هؤلاء؟

الشيخ : الحمد لله ردي على هؤلاء أن يتوبوا إلى الله عز وجل من إساءة الظن بالمسلمين لأنه لو قيل له اتشهد أن هذا الرجل لا يصلي؟ ما أمكنه أن يقول : نعم. وإنما هو مجرد وهم أو ظن فاسد وإني أقول لهذا الرجل أرأيت لو كنت أنت الميت وأساء الظن بك واحد من الناس وقال لا تصلوا على هذا الرجل أترضى؟ والجواب؟ لا يرضى أبدا. فهذا الميت الذي قدم بين أيدينا في بلد إسلام لنشفع له إلى الله عز وجل نأبى أن نشفع له وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم : اشفعوا تؤجروا وقال : ما من رجل مسلم يموت فيقوم على جنازته أربعون رجلا لا يشركون بالله شيئا إلا شفعهم الله فيه . فلا يجوز للإنسان أن يسيء الظن بإخوانه المسلمين إلى هذا الحد إلى أن يمتنع من الصلاة عليهم. لكن إذا قدر أن هذا الظن له قرائن يعرفها الإنسان فهناك أمر يمكنه أن يؤدي ما يجب عليه نحو هذا الرجل الميت ويسلم من تبعته في ما بينه وبين الله ألا وهو الشرط ، الشرط. أن يقول : اللهم إن كان مؤمنا فاغفر له وارحمه وعلام الغيوب جل وعلا يعلم أنه مؤمن أو غير مؤمن. فإن كان مؤمنا غفر له إن أجاب دعاءك وإن كان غير مؤمن لم يغفر له. والاستثناء في الدعاء وارد في القرآن الاستثناء في الدعاء وارد في القرآن0. قال الله تعالى في آية، آيات الملاعنة قال : فشهادة أحدهما أربعة شهادات بالله إنه لمن الصادقين والخامسة أن لعنة الله عليه ايش؟ إن كان من الكاذبين * ويدرأ عنها العذاب يعني عن المرأة العذاب الذي هو عذاب الزنا أن تشهد أربعة شهادات بالله إنه لمن الكاذبين والخامسة أن غضب الله عليها ايش؟ إن كان من الصادقين فالاستثناء في الدعاء وارد. فهذا الرجل الذي قدم بين يديك وعندك من القرائن ما تخشى أن يكون به كافرا فقل : ايش؟ أجيبوا. اللهم إن كان مؤمنا فاغفر له وارحمه وعافه إلى آخره. وبذلك تؤدي ما يجب عليك نحو أخيك إن كان مؤمنا وتبرئ ذمتك فيما بينك وبين الله إن كان غير مؤمن.
وقد ذكر ابن القيم رحمه الله في كتابه " إعلام الموقعين " الكتاب المشهور الذي ينبغي لكل قاض أن يعض عليه بالنواجذ لأنه مبني على كتاب أمير المؤمنين عمر بن الخطاب رضي الله عنه إلى أبي موسى في القضاء قال : " إن شيخ الإسلام ابن تيمة رحمه الله أشكل عليه مسائل من مسائل الدين وأن الله تعالى قيض له رسول الله صلى الله عليه وسلم فأفتاه ". قيضه له فأفتاه وليس هذا القيض أو التقييض كتقييض الصوفية الذين يدعون أن الرسول عليه الصلاة والسلام يتعلل معهم بالليل وإذا قالوا ما قالوا من الأذكار والأدعية قاموا مرحبا مرحبا بالحضرة ايش من جاء؟ قالوا : جاء الرسول صلى الله عليه وسلم. لا إنما قيض الله للرسول، لابن تيمية رحمه الله قيض له الرسول صلى الله عليه وعلى آله وسلم أن رآه في المنام ومن رأى النبي صلى الله عليه وسلم في المنام على صفته المعروفة فقد رآه حقا، لأن الشيطان لا يتمثل به. يقول فسأله عن هذه الأشياء سأله أي سأل ابن تيمية رحمه الله رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم عن أشياء منها : أنه يقدم إليه جنائز ويشك في إسلامهم جنائز من أهل البدع ويشك في إسلامهم. فقال له الرسول صلى الله عليه وسلم : عليك بالشرط يا أحمد. أحمد من؟ ابن تيمية رحمه الله عليك بالشرط يا أحمد. الله أكبر! هذا الرجل تشكل عليه المسألة فيقيض الله له رب العالمين عز وجل أن يرى رسوله فيفتيه لكنه ليس كل ما أشكل عليه أفتاه الرسول إنما هذه قضية عين مرة واحدة. وهذا الذي رآه النبي صلى الله، رآه ابن تيمية رحمه الله واستفتى فيه النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم هذا صحيح يدل عليه القرآن وقد ذكرت لكم آية ايش؟ آية الملاعنة. طيب فنقول للإخوان هؤلاء : اتقوا الله في أنفسكم صلوا على المسلمين وإذا كان عندكم قرائن توجب الشك في إيمان هذا الميت فعليكم بالشرط. والأمر الحمد لله واسع. نعم.