الشيخ : نتكلم على سورة ابتدأها الله عز وجل بذكر أقسام الناس يوم القيامة ثم ختمها بذكر أحوال الناس عند الاحتضار أي عند الموت فما هي هذه السورة جميعا ما يخالف الواقعة تمام قال الله عز وجل : إذا وقعت الواقعة . ليست لوقعتها كاذبة . خافضة رافعة وهي يوم القيامة الواقعة يعني العظيمة الشديدة الوطء على الناس ليس لوقعتها كاذبة بل هي حق وصدق خافضة رافعة هناك يكون الغبن العظيم في الدنيا مهما كان ما في غبن إذا كان أحد من الناس أكثر منا مالا أو أكثر عيالا أو أكثر قصورا أو ما أشبه ذلك ما في غبن يا إخواني ما في غبن ليش ؟ لأن هذا المال لن يبقى لك إما أن يفنى قبلك أو تفنى قبله ما في غبن كل واحد منا غنيا كان أم فقيرا ليس له إلا ملء بطنه ولو من أوراق الشجر وما يملأ به بطنه أين يذهب ؟ نعم يذهب إلى المراحيض كل الناس في هذا سواء وربما يكون الغني إذا أكل أطيب الطعام وأحسن الطعام يلويه بطنه ويؤلمه وعند الخروج أيضا يخرج بمشقة فأيهما أهنأ؟ فقير يأكل ما تيسر بسهولة ولا يجد ألما في البطن ولا ألما عند إخراجه وغني يأكل من كل شيء ويلويه بطنه ويجد الألم عند إخراج هذا المأكول أيهما أطيب عيشا ؟ الأول إذن الغبن يوم القيامة قال الله عز وجل : يوم يجمعكم ليوم الجمع ذلك يوم التغابن يوم القيامة
خافضة رافعة كم إنسان في الدنيا رفيع رفيع المقام لا يوصل إليه إلا بسكرتير يكون يوم القيامة مخفوضا وربما إنسان في الدنيا أشعث أغبر مدفوعا بالأبواب لا يؤبه له ولا يلتفت إليه يكون يوم القيامة إيش ؟ رفيع المقام كم من إنسان عال خفضته الواقعة وكم إنسان وضيع رفعته خافضة رافعة .