السائل : ما حكم تحية المسجد ؟ وما هي الأوقات المنهي في الصلاة عنها ؟

الشيخ : تحية المسجد على قول أكثر أهل العلم سنة مؤكدة وليست بواجبة .
وذكر بعض العلماء أو ذهب بعض أهل العلم : إلى أنها واجبة يأثم الإنسان بتركها الدليل قول الرسول صلى الله عليه وسلم : إذا دخل أحدكم المسجد فلا يجلس حتى يصلي ركعتين قالوا فنهى عن الجلوس قبل صلاة الركعتين ولا يجب ذلك لأن النبي صلى الله عليه وسلم قال لمعاذ بن جبل حين بعثه إلى اليمن : أعلمهم بأن الله افترض عليهم خمس صلوات في كل يوم وليلة وتحية المسجد ليست من هذه الخمس .
وقال بعض العلماء : إنها واجبة واستدل لقوله بأن رجلا دخل يوم الجمعة والنبي صلى الله عليه وسلم يخطب فجلس فقال له النبي صلى الله عليه وسلم : هل صليت ؟ أو قال : أصليت ؟ قال لا قال : قم فصل ركعتين وجه الوجوب من هذا الحديث أن الرسول صلى الله عليه وسلم أمره أن يصلي ركعتين في حال يجب عليه أن يستمع إلى الخطبة فاستماع الخطبة واجب ولا يشتغل عن الواجب إلا بواجب لأن الذي يصلي ركعتين سوف ينشغل عن استماع الخطبة قالوا وهذا دليل على وجوب صلاة الركعتين ولا شك أن الذي لا يصلي تحية المسجد قد عرض نفسه للإثم فإن القول بالوجوب قول قوي جدا ولولا بعض الأحاديث لكنت أجزم بوجوبها لكن هناك أحاديث قد يدل ظاهرها على عدم وجوبها منها :
أن الخطيب يأتي يوم الجمعة ويصعد المنبر ويخطب الخطبة الأولى ثم يجلس بين خطبتين وهذا جلوس قبل أن يصلي ركعتين .
ومنها أيضا قصة الثلاثة الذين دخلوا المسجد فجلس أحدهم في الحلقة وجلس واحد خلفها والثالث انصرف ولم يأمرهم النبي صلى الله عليه وسلم بالصلاة على كل حال أنا أقول إن القول بوجوبها قوي وأن الذي لا يصليها قد عرض نفسه للإثم وأما الجزم بالوجوب فأنا أتردد فيه لهذه الأدلة التي ذكرتها لكم يبقى النظر ما هي الأوقات التي لا يجوز فيها التطوع ؟ فنقول هي : من صلاة الفجر إلى أن ترتفع الشمس قيد رمح يعني نحو متر وتقريبها بالدقائق عشر دقائق إلى ربع ساعة .
وعند قيامها حتى تزول يعني في وسط النهار قبل الزوال بنحو عشر دقائق .
ومن صلاة العصر إلى الغروب .
هذه أوقات النهي ولكن القول الراجح أن ما له سبب من النوافل فلا نهي عنه وتحية المسجد لها سبب وهو دخول المسجد وعلى هذا فإذا دخلت المسجد في أي وقت كان فلا تجلس حتى تصلي ركعتين حتى لو دخلت قبل الغروب بربع ساعة فلا تجلس حتى تصلي ركعتين نعم.