تفسير الآيات ( 13 - 15 ) من سورة الحديد .
الشيخ محمد بن صالح العثيمين
الشيخ : الحمد لله رب العالمين، وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وأصحابه، ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين.
أما بعد:
فهذا هو اللقاء السادس عشر بعد المائتين من اللقاءات التي تسمى لقاء الباب المفتوح، والتي تتم كل يوم خميس، وهذا الخميس هو السابع والعشرون من شهر جمادى الثانية عام عشرين وأربعمائة وألف، أسأل الله تبارك وتعالى أن يجعل هذه اللقاءات لقاءات خيرة نافعة.
نبتدئ هذا اللقاء بما اعتدنا أن نبتدئ به وهو الكلام بما ييسره الله عز وجل على آيات من كتاب الله، انتهينا فيما سبق إلى قول الله تعالى يَوْمَ يَقُولُ الْمُنَافِقُونَ وَالْمُنَافِقَاتُ لِلَّذِينَ آمَنُوا انْظُرُونَا نَقْتَبِسْ مِنْ نُورِكُمْ قِيلَ ارْجِعُوا وَرَاءَكُمْ فَالْتَمِسُوا نُوراً فَضُرِبَ بَيْنَهُمْ بِسُورٍ لَهُ بَابٌ بَاطِنُهُ فِيهِ الرَّحْمَةُ وَظَاهِرُهُ مِنْ قِبَلِهِ الْعَذَابُ يقول: يَوْمَ يَقُولُ الْمُنَافِقُونَ وَالْمُنَافِقَاتُ يعني: اذكر يوم يقول فكلمة يوم يقول ظرف زمان ولابد للظرف الزماني والمكاني والجار والمجرور لابد لها من شيء تتعلق به، والعلماء يقدرون المحذوف في كل مكان بما يناسب فهنا المناسب أن يكون التقدير اذكر أيها الإنسان يوم يقول المنافقون إلى آخره، هذا اليوم هو يوم القيامة والمنافقون هم الذين أظهروا الإسلام وأبطنوا الكفر يَقُولُونَ بِأَلْسِنَتِهِمْ مَا لَيْسَ فِي قُلُوبِهِمْ ولم يظهر النفاق إلا بعد أن قويت شوكة المسلمين بعد غزوة بدر، وكانت غزوة بدر في رمضان في السنة الثانية من الهجرة، انتصر فيها المسلمون انتصارًا ساحقًا على الكفار، فلما بزغ فجر الإسلام وقويت الشوكة ظهر النفاق، النفاق يظهر فيه الإنسان أنه مسلم، النفاق هو أن الإنسان يظهر الإسلام ويبطن الكفر، وشاع ذلك في المسلمين فكانوا يأتون إلى الصلاة مع الناس ويحضرون الجماعة لكنها ثقيلة عليهم، وأثقل الصلوات على المنافقين صلاة العشاء وصلاة الفجر لأنه ليس هناك أضواء يشاهدون فيها وهم إنما يصلون يراؤون الناس.
في يوم القيامة يظهر نور للمؤمنين والمنافقين ثم ينطفئ نور المنافقين، وأنت تعلم أيها الإنسان أن انطفاء النور بعد وجوده يكون أشد ظلمة مما لو لم يكن هناك نور، أليس كذلك؟ ولهذا لو أنك أطفأت النور القوي ثم فتحت عينيك لم تر شيئًا إلا بعد برهة من الزمن، فيكون انطفاء النور بعد وجوده أشد عليهم مما لو لم يكن هناك نور، ثم تكون الحسرة أشد فيقول المنافقون للذين آمنوا انظرونا انظروا إلينا نقتبس من نوركم أي نأخذ شيئًا قليلًا بقدر الحاجة قِيلَ ارْجِعُوا وَرَاءَكُمْ والقيل هذا إما من المؤمنين أو من الملائكة ما ندري، الله أعلم.
قِيلَ ارْجِعُوا وَرَاءَكُمْ فَالْتَمِسُوا نُوراً وهل هذا حقيقة أو تهكم بهم يعني هل هو حقيقة أنهم يريدون أن يذهبوا إلى مكان النور الذي انطفأ فيه النور لعله يتجدد النور أو إن هذا من باب الاستهزاء بهم والسخرية؟ الآية محتملة هذا وهذا.
ثم بعد ذلك فَضُرِبَ بَيْنَهُمْ أي بين المنافقين والمؤمنين بسور له باب فالسور هذا سور عظيم يمنع من القفز من ورائه، له باب يدخل منه المؤمنون ويمنع منه المنافقون بَاطِنُهُ فِيهِ الرَّحْمَةُ باطن هذا السور فيه الرحمة للمؤمنون وَظَاهِرُهُ مِنْ قِبَلِهِ الْعَذَابُ للمنافقين وأنت لا تستطيع أن تتصور هذه الحال لأن الحال أعظم من أن نتصورها حال عظيمة.
ينادونهم المنادي من المنافقون والمنادى المؤمنون ينادونهم ألم نكن معكم يعني في الدنيا كنا معكم نصلي معكم ونتصدق ونذكر الله قالوا بلى يعني أنتم معنا ولكن في الظاهر دون الباطن، ولهذا قالوا بلى ولكنكم فتنتم أنفسكم يعني: أضللتموها وتربصتم انتظرتم بنا الدوائر لأن المنافقين يتربصون الدوائر بالمؤمنين وارتبتم شككتم في الأمر ليس عندكم إيمان وغرتكم الحياة الدنيا.
الطالب : وغرتكم الأماني.
الشيخ : نعم وغرتكم الأماني أي: ظننتم أنكم محسنون لأنهم يقولون إن أردنا إلا إحسانًا وتوفيقًا نوفق بين المؤمنين والكافرين وبين الإيمان والكفر إذا لقوا الذين آمنوا قالوا ءامنا يعني: فهم مع المؤمنين وإذا خلوا إلى شياطينيهم قالوا إنا معكم فهم مع الكفار، ظنوا أنهم بهذه المداهنة كسبوا المعركة فغرتهم الأماني حتى جاء أمر الله، أمر الله سبحانه وتعالى وذلك بموتهم وغركم بالله الغرور الغرور هو الشيطان، دليل هذا قول الله تبارك وتعالى عنه حين وسوس إلى أبوينا قال الله عنه فدلاهما بإيش بغرور إذن فالغرور هو الشيطان.
حتى جاء أمر الله وغركم بالله الغرور فاليوم لا يؤخذ منكم فدية الله المستعان الأسير في الدنيا يمكن أن يفدي نفسه ويبذل مالا فيسلم لكن في الآخرة ما فيه فداء فاليوم لا يؤخذ منكم فدية أيها المنافقون ولا من الذين كفروا الذين أعلنوا الكفر وصاروا أشجع من هؤلاء المنافقين فلا فدية لا لهؤلاء ولا إلى هؤلاء مأواكم النار أي: مثواكم ومآلكم النار هي مولاكم الذي تتولونه والتي تتولاكم فهنا يتولون النار بعمل أهلها، والنار تتولاهم لأنهم مستحقون لها وبئس المصير أي: المرجع، وهذا تقبيح لها أعاذنا الله وإياكم منها، نسأل الله أن يجعلنا وإياكم ممن زحزح عن النار وأدخل الجنة ومن الفائزين المتقين المفلحين.
وإلى الأسئلة ونبدأ باليمين ولكل واحد سؤال واحد.
أما بعد:
فهذا هو اللقاء السادس عشر بعد المائتين من اللقاءات التي تسمى لقاء الباب المفتوح، والتي تتم كل يوم خميس، وهذا الخميس هو السابع والعشرون من شهر جمادى الثانية عام عشرين وأربعمائة وألف، أسأل الله تبارك وتعالى أن يجعل هذه اللقاءات لقاءات خيرة نافعة.
نبتدئ هذا اللقاء بما اعتدنا أن نبتدئ به وهو الكلام بما ييسره الله عز وجل على آيات من كتاب الله، انتهينا فيما سبق إلى قول الله تعالى يَوْمَ يَقُولُ الْمُنَافِقُونَ وَالْمُنَافِقَاتُ لِلَّذِينَ آمَنُوا انْظُرُونَا نَقْتَبِسْ مِنْ نُورِكُمْ قِيلَ ارْجِعُوا وَرَاءَكُمْ فَالْتَمِسُوا نُوراً فَضُرِبَ بَيْنَهُمْ بِسُورٍ لَهُ بَابٌ بَاطِنُهُ فِيهِ الرَّحْمَةُ وَظَاهِرُهُ مِنْ قِبَلِهِ الْعَذَابُ يقول: يَوْمَ يَقُولُ الْمُنَافِقُونَ وَالْمُنَافِقَاتُ يعني: اذكر يوم يقول فكلمة يوم يقول ظرف زمان ولابد للظرف الزماني والمكاني والجار والمجرور لابد لها من شيء تتعلق به، والعلماء يقدرون المحذوف في كل مكان بما يناسب فهنا المناسب أن يكون التقدير اذكر أيها الإنسان يوم يقول المنافقون إلى آخره، هذا اليوم هو يوم القيامة والمنافقون هم الذين أظهروا الإسلام وأبطنوا الكفر يَقُولُونَ بِأَلْسِنَتِهِمْ مَا لَيْسَ فِي قُلُوبِهِمْ ولم يظهر النفاق إلا بعد أن قويت شوكة المسلمين بعد غزوة بدر، وكانت غزوة بدر في رمضان في السنة الثانية من الهجرة، انتصر فيها المسلمون انتصارًا ساحقًا على الكفار، فلما بزغ فجر الإسلام وقويت الشوكة ظهر النفاق، النفاق يظهر فيه الإنسان أنه مسلم، النفاق هو أن الإنسان يظهر الإسلام ويبطن الكفر، وشاع ذلك في المسلمين فكانوا يأتون إلى الصلاة مع الناس ويحضرون الجماعة لكنها ثقيلة عليهم، وأثقل الصلوات على المنافقين صلاة العشاء وصلاة الفجر لأنه ليس هناك أضواء يشاهدون فيها وهم إنما يصلون يراؤون الناس.
في يوم القيامة يظهر نور للمؤمنين والمنافقين ثم ينطفئ نور المنافقين، وأنت تعلم أيها الإنسان أن انطفاء النور بعد وجوده يكون أشد ظلمة مما لو لم يكن هناك نور، أليس كذلك؟ ولهذا لو أنك أطفأت النور القوي ثم فتحت عينيك لم تر شيئًا إلا بعد برهة من الزمن، فيكون انطفاء النور بعد وجوده أشد عليهم مما لو لم يكن هناك نور، ثم تكون الحسرة أشد فيقول المنافقون للذين آمنوا انظرونا انظروا إلينا نقتبس من نوركم أي نأخذ شيئًا قليلًا بقدر الحاجة قِيلَ ارْجِعُوا وَرَاءَكُمْ والقيل هذا إما من المؤمنين أو من الملائكة ما ندري، الله أعلم.
قِيلَ ارْجِعُوا وَرَاءَكُمْ فَالْتَمِسُوا نُوراً وهل هذا حقيقة أو تهكم بهم يعني هل هو حقيقة أنهم يريدون أن يذهبوا إلى مكان النور الذي انطفأ فيه النور لعله يتجدد النور أو إن هذا من باب الاستهزاء بهم والسخرية؟ الآية محتملة هذا وهذا.
ثم بعد ذلك فَضُرِبَ بَيْنَهُمْ أي بين المنافقين والمؤمنين بسور له باب فالسور هذا سور عظيم يمنع من القفز من ورائه، له باب يدخل منه المؤمنون ويمنع منه المنافقون بَاطِنُهُ فِيهِ الرَّحْمَةُ باطن هذا السور فيه الرحمة للمؤمنون وَظَاهِرُهُ مِنْ قِبَلِهِ الْعَذَابُ للمنافقين وأنت لا تستطيع أن تتصور هذه الحال لأن الحال أعظم من أن نتصورها حال عظيمة.
ينادونهم المنادي من المنافقون والمنادى المؤمنون ينادونهم ألم نكن معكم يعني في الدنيا كنا معكم نصلي معكم ونتصدق ونذكر الله قالوا بلى يعني أنتم معنا ولكن في الظاهر دون الباطن، ولهذا قالوا بلى ولكنكم فتنتم أنفسكم يعني: أضللتموها وتربصتم انتظرتم بنا الدوائر لأن المنافقين يتربصون الدوائر بالمؤمنين وارتبتم شككتم في الأمر ليس عندكم إيمان وغرتكم الحياة الدنيا.
الطالب : وغرتكم الأماني.
الشيخ : نعم وغرتكم الأماني أي: ظننتم أنكم محسنون لأنهم يقولون إن أردنا إلا إحسانًا وتوفيقًا نوفق بين المؤمنين والكافرين وبين الإيمان والكفر إذا لقوا الذين آمنوا قالوا ءامنا يعني: فهم مع المؤمنين وإذا خلوا إلى شياطينيهم قالوا إنا معكم فهم مع الكفار، ظنوا أنهم بهذه المداهنة كسبوا المعركة فغرتهم الأماني حتى جاء أمر الله، أمر الله سبحانه وتعالى وذلك بموتهم وغركم بالله الغرور الغرور هو الشيطان، دليل هذا قول الله تبارك وتعالى عنه حين وسوس إلى أبوينا قال الله عنه فدلاهما بإيش بغرور إذن فالغرور هو الشيطان.
حتى جاء أمر الله وغركم بالله الغرور فاليوم لا يؤخذ منكم فدية الله المستعان الأسير في الدنيا يمكن أن يفدي نفسه ويبذل مالا فيسلم لكن في الآخرة ما فيه فداء فاليوم لا يؤخذ منكم فدية أيها المنافقون ولا من الذين كفروا الذين أعلنوا الكفر وصاروا أشجع من هؤلاء المنافقين فلا فدية لا لهؤلاء ولا إلى هؤلاء مأواكم النار أي: مثواكم ومآلكم النار هي مولاكم الذي تتولونه والتي تتولاكم فهنا يتولون النار بعمل أهلها، والنار تتولاهم لأنهم مستحقون لها وبئس المصير أي: المرجع، وهذا تقبيح لها أعاذنا الله وإياكم منها، نسأل الله أن يجعلنا وإياكم ممن زحزح عن النار وأدخل الجنة ومن الفائزين المتقين المفلحين.
وإلى الأسئلة ونبدأ باليمين ولكل واحد سؤال واحد.
الفتاوى المشابهة
- تفسير آيات من سورة الحديد - ابن عثيمين
- تفسير آيات من سورة الحديد - ابن عثيمين
- تفسير آيات من سورة الحديد - ابن عثيمين
- تفسير آيات من سورة الحديد - ابن عثيمين
- تفسير آيات من سورة الحديد - ابن عثيمين
- تفسير آيات من سورة الحديد - ابن عثيمين
- تفسير آيات من سورة الحديد - ابن عثيمين
- تفسير آيات من سورة الحديد - ابن عثيمين
- تفسير آيات من سورة الحديد - ابن عثيمين
- تفسير آيات من سورة الحديد - ابن عثيمين
- تفسير الآيات ( 13 - 15 ) من سورة الحديد . - ابن عثيمين