تم نسخ النصتم نسخ العنوان
لماذا لا يهتم كثير من الدعاة في خطبهم بقضايا... - ابن عثيمينالسائل : بسم الله الرحمن الرحيم .فضيلة الشيخ : طبعًا يا شيخ الاهتمام بالعقيدة والدعوة كما في حديث معاذ عندما النبي صلى الله عليه وسلم بعثه إلى اليمن قال...
العالم
طريقة البحث
لماذا لا يهتم كثير من الدعاة في خطبهم بقضايا التوحيد ويهتمون بالفروع ؟
الشيخ محمد بن صالح العثيمين
السائل : بسم الله الرحمن الرحيم .
فضيلة الشيخ : طبعًا يا شيخ الاهتمام بالعقيدة والدعوة كما في حديث معاذ عندما النبي صلى الله عليه وسلم بعثه إلى اليمن قال: إنك تأتي أهل كتاب فأول ما بدأ بدأ بالتوحيد وكثير من الدعاة يا شيخ يذهب ويخرج ويريد أن يدعو الناس يعني يحتاج للصلاة ...

الشيخ : لا، هو الدعاة الآن اللي في المملكة العربية السعودية لا يركزون كثيرًا على جانب التوحيد لأن الناس ولله الحمد على عقيدة حسنة، ما في اختلاف، وربما لو فتحوا شيئًا من الخلافات في العقيدة وعلم الكلام ربما يفتحون أبوابًا مغلقة، لذلك يهتمون بالأمور العملية دون الأمور العقدية، لأنك لو تأتي عجوزًا من عجائز الناس في المملكة العربية السعودية وتسألها عن أسئلة في ذات الله عز وجل أو صفاته لوجدت عندها من التوحيد ما هو محقق، فهذا هو السبب من أنهم يدعون إلى الفروع التي فيها التقصير، وأما بعث الرسول عليه الصلاة والسلام معاذًا إلى اليمن فإنما بعثه إلى قوم كفار قال: إنك ستأتي قوما أهل كتاب كفار فيبدؤون بالتوحيد فلكل مقام مقال، ولهذا انظر إلى الرجل الذي جاء للرسول صلى الله عليه وسلم قال: أوصني قال: لا تغضب، قال: أوصني، قال: لا تغضب، قال: أوصني قال: لا تغضب كرر المرار وهو يقول لا تغضب لم يوصه بالتقوى ولم يوصه بوالديه ولم يوصه بالحكمة مع أن هذه مهمات قال الله تعالى: ولقد وصينا الذين أوتوا الكتاب من قبلكم وإياكم أن اتقوا الله وقال الله تعالى عن الإسلام والتوحيد: ووصى بها إبراهيم بنيه ويعقوب يا بني إن الله اصطفى لكم الدين فلا تموتن إلا وأنتم مسلمون وقال تعالى: ووصينا الإنسان بوالديه إحسانًا فعدل الرسول عليه الصلاة والسلام عن هذا كله إلى قوله: لا تغضب لأن هذا هو المناسب لحال الرجل، كأن النبي صلى الله عليه وسلم يعلم أن هذا الرجل كان غضوبًا فوصاه بترك الغضب، فالإخوان الذين يدعون في الجزيرة العربية إنما لا يركزون كثيرًا على التوحيد لأنه والحمد لله الأمر واضح عند عامة الناس، طلبة العلم في الجزيرة هم الذين تفتحوا وعرفوا ما خالف فيه بعض العلماء لخالص التوحيد فهؤلاء نعم، ربما إذا جلست مع طلبة علم نبحث معهم في التوحيد وتحقيقه والأسماء والصفات وغير ذلك، لكن عامة الناس تأتي مثلًا في مسجد تقول يا جماعة الواجب علينا إجراء النصوص على ظاهرها وإثبات ما أثبته الله لنفسه أو أثبته له رسوله من غير تحريف ولا تعطيل ولا تكييف ولا تمثيل كلام أعجمي هذا عند العامة، وش الكلام هذا؟ لكن لو تقول أقم الصلاة تطهر أسبغ الوضوء استقبل القبلة استر العورة عرفوا، فلكل مقام مقال، نعم مثلًا لو كنا في بلد يعظمون القبور ويحلفون بغير الله وينذرون للأموات وما أشبه ذلك هذا نعم يجب أن نبدأهم بهذا قبل كل شيء وأن نركز عليه، وأهم شيء عندي الآن هو أن ندع الخوض في السياسة لأنها لا تجدي شيئًا أبدًا، وأن نصرف همم الشباب إلى العلوم الشرعية إلى قال الله قال رسوله، أما السياسة فلها شأن لها قوم لها رجال يسهرون عليها، لكن الواجب علينا نحن أنا إذا رأينا خطأ أن نتصرف في الطريقة التي يحصل بها المقصود، وهناك قنوات يمكن أن توصل الأمور إلى المسؤولين فإن اهتدوا فهذا المطلوب، وإن لم يهتدوا فالواجب علينا أن نسأل الله لهم الهداية، لا أن نوغر الصدور عليهم ونشحن قلوب الناس ضدهم، لأن في هذا من المفاسد شيئًا ما لا يعلمه إلا الله، نسأل الله لهم الهداية والقلوب بيد الله، إن الله تعالى قادر على أن يصرف القلب الذي هو أعتى قلب حتى يكون ألين من الزبد، كن فيكون هذا الأصيل من بني عبد الأشهل في المدينة في غزوة أحد كان معروفًا بمنابذة الإسلام وأهل الإسلام، ولما حصلت الغزوة ألقى الله في قلبه الإسلام فخرج وقاتل في أحد وقتل فأتاه قومه والناس يبحثون عن موتاهم فوجدوه مقتولًا، لكنه لم يمت قالوا ما الذي جاء بك أحدب على قومك أم رغبة في الإسلام؟ قال: والله بل رغبة في الإسلام، ثم طلب منهم أن يقرؤوا السلام على رسول الله صلى الله عليه وسلم فهذا الرجل بلحظة انقلب كفره إيمانًا، وما يتوقع أن يجاهد ضد المسلمين صار مجاهدًا مع المسلمين، فالواجب علينا أن نسأل الله الهداية لولاة أمورنا وأن يصلح الله أحوالهم وبطانتهم، ولا يخلو أحد من التقصير لا ولاة الأمور ولا الرعية، حتى الرعية عندهم تقصير عظيم في الواجبات تفريط كثير في المحرمات انتهاك كثير، لو تنزل للسوق وجدت الكذب والغش والحلف لإنفاق السلع وغير ذلك، فلماذا لا نبحث في داء المجتمع الذي يكون منه داء الولاة؟ فَداء المجتمعات وداء الولاة متقارنان وكما جاء في الأثر: " كما تكونون يولى عليكم " وحكمة الله عز وجل تقتضي هكذا أن الولاة كالناس، يقال: إن رجلًا جاء إلى علي بن أبي طالب رضي الله عنه وكان علي بن أبي طالب ابتلي بالخوارج الذين خرجوا عليه وقاتلوه، فجاءه رجل منهم قال له يا علي شف ما قال أمير المؤمنين استكبر أن يقول يا أمير المؤمنين، بل يا علي لماذا كان الناس مع أبي بكر وعمر قد والوهم وأطاعوهم وأنت معك على هذه الحال تمردوا عليك وقاتلوك؟ قال له علي لأن رجال أبي بكر وعمر أنا وأمثالي، ورجالي أنت وأمثالك، كلمة، وكذلك عبد الملك بن مروان لما رأى من الناس شيئًا من الجفاء والبعد جمع أشراف القوم وخطب فيهم وتكلم فيهم، وقال لهم أتريدون منا أن نكون لكم كأبي بكر وعمر إن كنتم تريدون ذلك فكونوا كرجال أبي بكر وعمر، وهذا صحيح.
فالمهم خلاصة القول: أن الواجب علينا نحن مناصحة ولاة الأمور بالطرق التي يحصل بها المقصود لا بالطرق التي ليس فيها فائدة إلا إيغار الصدور وشحن القلوب من الكراهية والبغضاء للولاة، ثم بعد ذلك إن اهتدوا فلنا ولهم وإن لم يهتدوا فلنا وعليهم، ثم نأتي إلى المرتبة الثانية وينبغي أن تكون هي الثانية والأولى وهي الدعاء لهم بالصلاح والإصلاح.

السائل : ...

الشيخ : خلاص خلاص.

السائل : فضيلة الشيخ.

الشيخ : خلاص علقنا على كلامك الأول يكفي، نعم.

السائل : فضيلة الشيخ

Webiste