هل يجوز إنكار المنكر على المنابر أو على الملأ .؟
الشيخ محمد بن صالح العثيمين
السائل : فضيلة الشّيخ الله يحفظك، هل يجوز لمن أراد أن ينكر المنكر من الشّعب أن ينكر على المنابر أو على الملأ؟
الشيخ : إيش؟
السائل : هل يجوز لمن أراد أن ينكر المنكرات أن ينكرها على المنابر؟ هل هذا هو منهج أهل السّنّة والجماعة؟
الشيخ : نعم، أمّا المنكرات إذا شاعت فلا بدّ أن تنكر على المنابر، لكن لا يتكلّم بالأشخاص أنفسهم لأنّ النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم كان إذا أراد أن ينكر على قوم قال: ما بال أقوام يقولون كذا وكذا، أمّا إذا كان المنكر قليلا في النّاس فلا ينبغي أن ينكر على المنابر لأنّ إنكاره على المنابر معناه إشاعته بين النّاس وكما يقول العوام: " الذي ما دري يدري " ، فإذا شاعت هذه الفعلة المنكرة في النّاس فأنكرها على المنابر حتى يفهم النّاس، لكن لا تفعل شيئا يوجب أن يثور النّاس على ولاة الأمور وأن ينبذوهم لأنّ خطر هذا عظيم، قد يترائ للنّاس أو يريه الشّيطان أنّه إذا فعل ذلك كان ضغطا على الولاّة بأن يستقيموا على دين الله، ولكنّ الأمر ليس كذلك، هذا إذا كانت القوى متقابلة فقد يكون فيه ضرر كالبلاد التي هي غير السعوديّة مثلا تجد أنّ الولاة إنّما يصلون إلى المناصب عن طريق الانتخاب فهذا ربّما يكون إعلان ما يفعله الحاكم من السّوء ضغطا عليه بحيث يستقيم حتّى يرشّح مرّة ثانية، لكن بلاد القوّة مع السّلطة لا يستقيم بهذا الأمر إطلاقا، وليس من الحكمة أن يثير الإنسان الرّعيّة على رعاتها حتى تكرههم ولا تنقاد لأمرهم أو ترى أنّهم لا يستحقّون أن يكونوا ولاّة مع العلم بأنّنا إذا نظرنا إلى من حولنا وجدنا وأنّنا والحمد لله بخير فبلادنا ولله الحمد يُعلن فيها بالأمر بالمعروف والنّهي عن المنكر وإن كان فيه شيء من الضّعف، لكن لا توجد أيّ بلاد فيها هيئة تسمّى هيئة الأمر بالمعروف والنّهي عن المنكر، كذلك أيضا المحاكم كلّها مبنيّة على الشّرع ماذا قال صاحب الإقناع؟ ماذا قال صاحب المغني؟ ماذا قال صاحب المجموع للنّووي؟ ماذا قال فلان وماذا قال فلان؟ لا يرجعون إلى قوانين وضعيّة، وإنّما إلى الكتاب والسّنّة وما استُنبط منها من كتب أهل العلم، هذه نعمة عظيمة، ومن أراد الكمال في مثل هذا الزّمن فليكمّل نفسه أوّلا قبل أن يحاول تكملة غيره، هل الشّعب الآن مثلا هل هو يكمّل نفسه؟
لا، الشّعوب فيها انحراف كثير، فيها كذب وغشّ في المعاملات، وسوء أخلاق، استماع إلى الأغاني، وغير ذلك، يوجد في الشّعب من هذه حاله فإذا كنّا كذلك فلا ينبغي أن نريد من ولاة الأمور أن يكونوا على مستوى أبي بكر وعمر، وعثمان وعليّ! وذكر أنّ رجلا من الخوارج جاء مرّة إلى عليّ بن أبي طالب وقال يا عليّ ما بال النّاس اختلفوا عليك؟ أظنّكم تعرفون ما جرى لعليّ من الفتن وخروج الخوارج عليه وغير ذلك.
الشيخ : إيش؟
السائل : هل يجوز لمن أراد أن ينكر المنكرات أن ينكرها على المنابر؟ هل هذا هو منهج أهل السّنّة والجماعة؟
الشيخ : نعم، أمّا المنكرات إذا شاعت فلا بدّ أن تنكر على المنابر، لكن لا يتكلّم بالأشخاص أنفسهم لأنّ النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم كان إذا أراد أن ينكر على قوم قال: ما بال أقوام يقولون كذا وكذا، أمّا إذا كان المنكر قليلا في النّاس فلا ينبغي أن ينكر على المنابر لأنّ إنكاره على المنابر معناه إشاعته بين النّاس وكما يقول العوام: " الذي ما دري يدري " ، فإذا شاعت هذه الفعلة المنكرة في النّاس فأنكرها على المنابر حتى يفهم النّاس، لكن لا تفعل شيئا يوجب أن يثور النّاس على ولاة الأمور وأن ينبذوهم لأنّ خطر هذا عظيم، قد يترائ للنّاس أو يريه الشّيطان أنّه إذا فعل ذلك كان ضغطا على الولاّة بأن يستقيموا على دين الله، ولكنّ الأمر ليس كذلك، هذا إذا كانت القوى متقابلة فقد يكون فيه ضرر كالبلاد التي هي غير السعوديّة مثلا تجد أنّ الولاة إنّما يصلون إلى المناصب عن طريق الانتخاب فهذا ربّما يكون إعلان ما يفعله الحاكم من السّوء ضغطا عليه بحيث يستقيم حتّى يرشّح مرّة ثانية، لكن بلاد القوّة مع السّلطة لا يستقيم بهذا الأمر إطلاقا، وليس من الحكمة أن يثير الإنسان الرّعيّة على رعاتها حتى تكرههم ولا تنقاد لأمرهم أو ترى أنّهم لا يستحقّون أن يكونوا ولاّة مع العلم بأنّنا إذا نظرنا إلى من حولنا وجدنا وأنّنا والحمد لله بخير فبلادنا ولله الحمد يُعلن فيها بالأمر بالمعروف والنّهي عن المنكر وإن كان فيه شيء من الضّعف، لكن لا توجد أيّ بلاد فيها هيئة تسمّى هيئة الأمر بالمعروف والنّهي عن المنكر، كذلك أيضا المحاكم كلّها مبنيّة على الشّرع ماذا قال صاحب الإقناع؟ ماذا قال صاحب المغني؟ ماذا قال صاحب المجموع للنّووي؟ ماذا قال فلان وماذا قال فلان؟ لا يرجعون إلى قوانين وضعيّة، وإنّما إلى الكتاب والسّنّة وما استُنبط منها من كتب أهل العلم، هذه نعمة عظيمة، ومن أراد الكمال في مثل هذا الزّمن فليكمّل نفسه أوّلا قبل أن يحاول تكملة غيره، هل الشّعب الآن مثلا هل هو يكمّل نفسه؟
لا، الشّعوب فيها انحراف كثير، فيها كذب وغشّ في المعاملات، وسوء أخلاق، استماع إلى الأغاني، وغير ذلك، يوجد في الشّعب من هذه حاله فإذا كنّا كذلك فلا ينبغي أن نريد من ولاة الأمور أن يكونوا على مستوى أبي بكر وعمر، وعثمان وعليّ! وذكر أنّ رجلا من الخوارج جاء مرّة إلى عليّ بن أبي طالب وقال يا عليّ ما بال النّاس اختلفوا عليك؟ أظنّكم تعرفون ما جرى لعليّ من الفتن وخروج الخوارج عليه وغير ذلك.
الفتاوى المشابهة
- وجوب إنكار المنكر على كل من يراه وكيفية طريق... - ابن عثيمين
- الحكمة في إنكار المنكر - ابن عثيمين
- ما حكم المنارات والمنابر في المساجد؟ - ابن باز
- هل يجب على المؤمن إنكار كل منكر يراه؟ - ابن باز
- الحكمة في إنكار المنكر - ابن عثيمين
- حكم ذكر بعض الجرائم من على المنابر - ابن عثيمين
- الإنكار على من أنكر المنكر - ابن عثيمين
- هل من منهج السلف نقد الولاة من فوق المنابر؟ - ابن باز
- منهج أهل السنة في إنكار المنكر - ابن عثيمين
- تابع لهل يجوز إنكار المنكر على المنابر أو عل... - ابن عثيمين
- هل يجوز إنكار المنكر على المنابر أو على المل... - ابن عثيمين