تم نسخ النصتم نسخ العنوان
هل صحيح أن مخالفة بعض الدعاة للمنهج الصحيح ف... - ابن عثيمينالسائل : بسم الله الرّحمن الرّحيم .الحمد لله ربّ العالمين، والصّلاة والسّلام على رسول اللهوبعد: الحمد لله الذي هيّأ لنا فرصة الإلتقاء بفضيلة الشّيخ -حفظ...
العالم
طريقة البحث
هل صحيح أن مخالفة بعض الدعاة للمنهج الصحيح في الدعوة إلى الله هو سبب ما تعانيه الأمة الإسلامية من الإضطهاد والتضييق .؟ وما مدى صحة هذه المقولة .؟
الشيخ محمد بن صالح العثيمين
السائل : بسم الله الرّحمن الرّحيم .
الحمد لله ربّ العالمين، والصّلاة والسّلام على رسول الله
وبعد:
الحمد لله الذي هيّأ لنا فرصة الإلتقاء بفضيلة الشّيخ -حفظه الله- .
فضيلة الشّيخ يقول بعض طلبة العلم: إنّ ما تعانيه الدّعوة إلى الله في العالم الإسلاميّ من تضييق واضطهاد ناتج عن مخالفة الدّعاة للمنهج السّديد في الدّعوة، الذي هو منهج الأنبياء في الدّعوة إلى الله، ما مدى صحّة هذه المقولة، آمل من فضيلتكم التّفصيل؟

الشيخ : أنا لا أستطيع أن أحكم على دول بعيدة عنّي، فقد يكون مضايقتها للدّعاة بناء على تصرّف بعض الدعاة، وقد تكون مضايقتها للدعاة لكراهتها للدّعوة، فلا ندري والنّاس يختلفون.
لكن نحن نقول على سبيل العموم: أنّه ينبغي للدّعاة أن يسلكوا الحكمة في إيصال الحقّ إلى الخلق، وليس المقصود العتب ولا الانتصار للنّفس، ولا احتقار المدعوّ، المقصود الإصلاح، فاسلُك أقرب الطّرق إلى الإصلاح، قد يكون مِن المصلحة أن لا أتكلّم على شخص أمامي متلبّسًا بمنكر، وأؤجّل هذا إلى وقت آخر يكون فيه مجال للكلام، وقد يكون من المصلحة أيضاً أن لا أُنكر عليه بالقول ولكنّي أدعوه بالفعل، بالتّأليف، أدعوه إلى بيتي، أُكرمه بالضّيافة، أُعطيه هديّة عينيّة أو نقديّة، لأنّ الله تعالى جعل من الزّكاة نصيباً للمؤلّفة قلوبهم.
وما يحصل مِن التّضييق في بعض البلاد على الدّعاة أو على بعضهم فيما أَرى أنّ سببها أمران:
الأمر الأوّل: أن تكون الدّولة كارهة للحقّ، لا تريد الحقّ إطلاقاً، تريد أن يكون النّاس لكم دينكم ولي دين كلّ على جهته، وكلّ يفعل ما يشاء بشرط المحافظة على الأمن وعدم الفوضى، وهذه في الحقيقة علْمَنة لا تمتّ إلى طريق السّلف بصلة، وقد يكون بعض الحكّام لا يكرهون الدّعوة إلى الحقّ وربّما يؤيّدونها ويدعون إليها لكن يكرهون منهجاً معيّناً من بعض الدّعاة.

Webiste