باب : قول الله تعالى : (( يأيها الناس إن وعد الله حق فلا تغرنكم الحياة الدنيا ولا يغرنكم بالله الغرور . إن الشيطان لكم عدو فاتخذوه عدوا إنما يدعوا حزبه ليكونوا من أصحاب السعير )) . جمعه سعر ، قال مجاهد : الغرور : الشيطان .
الشيخ محمد بن صالح العثيمين
القارئ : باب قول الله تعالى : يا أيها الناس إن وعد الله حق فلا تغرنكم الحياة الدنيا ولا يغرنكم بالله الغرور . إن الشيطان لكم عدو فاتخذوه عدوا إنما يدعوا حزبه ليكونوا من أصحاب السعير . جمعه سعر ، قال مجاهد : الغرور : الشيطان .
الشيخ : نعم ، وقال الله عز وجل : يا أيها الناس إن وعد الله حق هذا توجية لعامة الناس ، حتى الكافر يدخل فيه هذا التوجيه من الله ، لأن الدنيا تغر الكافر وتغر المؤمن ، وقوله : إن وعد الله حق يشمل وعده ووعيده ، وعده لأهل العمل الصالح بالثواب الجزيل وبالجنة ، ووعيده لأهل العمل السيئ ، العقوبة والنار ، وقوله حق يعني : ثابتاً ، واقعاً ، لا بد منه ثم قرأ عليه قوله : فلا تغرنكم الحياة الدنيا هذا الشاهد ، لا تغرنكم الحياة الدنيا يعني لا تخدعكم الحياة الدنيا ، لأن الدنيا خداعة ، غرارة تغر الإنسان وتخدعه ، والمراد بالدنيا ما أشار الله إليه في قوله : زين للناس حب الشهوات من النساء والبنين والقناطير المقنطرة من الذهب والفضة والخيل المسومة والأنعام والحرث ذلك متاع الحياة الدنيا كل ما في الدنيا أجمله الله في هذه الآية ذلك متاع الحياة الدنيا فالإنسان قد يغره المال ، وقد تغره النساء ، وقد يغره الجاه ، وقد يغره المركوب ، وقد يغره المسكون ، المهم أن الجوانب كثيرة في الغرور من الدنيا ، وهذه الآية عامة ، لا تغرنكم الحياة الدنيا ، ولا يغرنكم بالله الغرور ، الغرور الشيطان بدليل قوله بعدها : إن الشيطان لكم عدو فالغرور أيضا الذي يغر ويخدع ، ولعله يشمل شيطان الإنس وشيطان الجن ، فشيطان الإنس هو ذلك العالم الغيبي الذي لا نشاهده
القارئ : الجن
الشيخ : نعم : الجن ، فشيطان الجن هو ذلك العالم الغيبي الذي لا نشاهده ، لكن نعرفه بآثاره ، وشيطان الإنس ظاهر ، دعاة على أبواب جهنم كما في حديث حذيفة رضي الله عنه : دعاة على أبواب جهنم من أجابهم قذفوهم فيها وما أكثر دعاة جهنم ، لا سيما في زمننا هذا وقوله : إن الشيطان لكم عدو فاتخذوه عدواً خبر وأمر ، الخبر : إن الشيطان لكم عدو ، الأمر: مفرع على هذا الأمر ، فاتخذوه عدواً ، يعني اجعلوه عدوا حقيقياً ، وإذا اتخذناه عدوا فلن ننخدع به ، إذا أمرنا عصيناه ، وإذا نهانا خالفناه ، لأن عدوك لا يمكن أن يأمرك بما فيه مصلحتك أبداً ، ولا ينهاك عن ما فيه مضرتك ، إنما ينهاك عن ماذا ؟ عن ما فيه ؟
القارئ : عن ما فيه مصلحة .
الشيخ : نعم ، عدوك ينهاك عما فيه مصلحتك ، ولهذا قال : إنما يدعوا حزبه ليكونوا من أصحاب السعير يدعوهم لهذا لكي يكونوا من أصحاب السعير ، أي من أصحاب النار ، بهذا التحديد يمكننا أن نعرف أوامر الشيطان ، فكل ما يوجب الإثم والعقوبة فهو من أوامر الشيطان ، لأنه يدعوا حزبه ليكونوا من أصحاب السعير ، إذن فكل دعوة تقع في نفسك وتحس بها في نفسك لترك واجب أو فعل محرم ، فاعلم أنها من الشيطان ، حينئذٍ تجنبها ، لأن الله عز وجل يقول : إن الشيطان لكم عدو فاتخذوه عدواً وهذه قاعدة أظنها لا تخف على أحد ، يعني لو قال قائل أنا لا أشاهد الشيطان ، هذا الميزان ، بينه الله عزوجل في كتابه على أنك متى أحسست من نفسك ميلاً على معصية فاعلم أن هذا من أمر الشيطان فخالفة .
الشيخ : نعم ، وقال الله عز وجل : يا أيها الناس إن وعد الله حق هذا توجية لعامة الناس ، حتى الكافر يدخل فيه هذا التوجيه من الله ، لأن الدنيا تغر الكافر وتغر المؤمن ، وقوله : إن وعد الله حق يشمل وعده ووعيده ، وعده لأهل العمل الصالح بالثواب الجزيل وبالجنة ، ووعيده لأهل العمل السيئ ، العقوبة والنار ، وقوله حق يعني : ثابتاً ، واقعاً ، لا بد منه ثم قرأ عليه قوله : فلا تغرنكم الحياة الدنيا هذا الشاهد ، لا تغرنكم الحياة الدنيا يعني لا تخدعكم الحياة الدنيا ، لأن الدنيا خداعة ، غرارة تغر الإنسان وتخدعه ، والمراد بالدنيا ما أشار الله إليه في قوله : زين للناس حب الشهوات من النساء والبنين والقناطير المقنطرة من الذهب والفضة والخيل المسومة والأنعام والحرث ذلك متاع الحياة الدنيا كل ما في الدنيا أجمله الله في هذه الآية ذلك متاع الحياة الدنيا فالإنسان قد يغره المال ، وقد تغره النساء ، وقد يغره الجاه ، وقد يغره المركوب ، وقد يغره المسكون ، المهم أن الجوانب كثيرة في الغرور من الدنيا ، وهذه الآية عامة ، لا تغرنكم الحياة الدنيا ، ولا يغرنكم بالله الغرور ، الغرور الشيطان بدليل قوله بعدها : إن الشيطان لكم عدو فالغرور أيضا الذي يغر ويخدع ، ولعله يشمل شيطان الإنس وشيطان الجن ، فشيطان الإنس هو ذلك العالم الغيبي الذي لا نشاهده
القارئ : الجن
الشيخ : نعم : الجن ، فشيطان الجن هو ذلك العالم الغيبي الذي لا نشاهده ، لكن نعرفه بآثاره ، وشيطان الإنس ظاهر ، دعاة على أبواب جهنم كما في حديث حذيفة رضي الله عنه : دعاة على أبواب جهنم من أجابهم قذفوهم فيها وما أكثر دعاة جهنم ، لا سيما في زمننا هذا وقوله : إن الشيطان لكم عدو فاتخذوه عدواً خبر وأمر ، الخبر : إن الشيطان لكم عدو ، الأمر: مفرع على هذا الأمر ، فاتخذوه عدواً ، يعني اجعلوه عدوا حقيقياً ، وإذا اتخذناه عدوا فلن ننخدع به ، إذا أمرنا عصيناه ، وإذا نهانا خالفناه ، لأن عدوك لا يمكن أن يأمرك بما فيه مصلحتك أبداً ، ولا ينهاك عن ما فيه مضرتك ، إنما ينهاك عن ماذا ؟ عن ما فيه ؟
القارئ : عن ما فيه مصلحة .
الشيخ : نعم ، عدوك ينهاك عما فيه مصلحتك ، ولهذا قال : إنما يدعوا حزبه ليكونوا من أصحاب السعير يدعوهم لهذا لكي يكونوا من أصحاب السعير ، أي من أصحاب النار ، بهذا التحديد يمكننا أن نعرف أوامر الشيطان ، فكل ما يوجب الإثم والعقوبة فهو من أوامر الشيطان ، لأنه يدعوا حزبه ليكونوا من أصحاب السعير ، إذن فكل دعوة تقع في نفسك وتحس بها في نفسك لترك واجب أو فعل محرم ، فاعلم أنها من الشيطان ، حينئذٍ تجنبها ، لأن الله عز وجل يقول : إن الشيطان لكم عدو فاتخذوه عدواً وهذه قاعدة أظنها لا تخف على أحد ، يعني لو قال قائل أنا لا أشاهد الشيطان ، هذا الميزان ، بينه الله عزوجل في كتابه على أنك متى أحسست من نفسك ميلاً على معصية فاعلم أن هذا من أمر الشيطان فخالفة .
الفتاوى المشابهة
- بعض العلماء قد أخذه الغرور بعلمه ؛ فما الرأي ف... - الالباني
- تفسير قول الله تعالى : (( وإذ يقول المنافقون... - ابن عثيمين
- معنى قول الناظم: يا رب معذرة إليك فلم يكن***... - ابن عثيمين
- سبل مدافعة وساوس الشيطان - ابن باز
- فوائد الآية (( فأزلهما الشيطان عنها فأخرجهما... - ابن عثيمين
- (بيان غرور أهل البدع وخسارتهم في ترك النصوص... - ابن عثيمين
- الحث على مجاهدة الشيطان والصبر على ذلك - ابن باز
- قراءة قول الإمام النووي رحمه الله تعالى فيما... - ابن عثيمين
- نصيحة بخصوص حب الدنيا والاستغراق في الملاهي... - ابن عثيمين
- ما نصيحتكم لأهل المعاصي والشهوات ؟ - ابن عثيمين
- باب : قول الله تعالى : (( يأيها الناس إن وعد... - ابن عثيمين