حدثنا إسماعيل قال حدثني مالك عن سعيد المقبري عن أبي هريرة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال ( من كانت عنده مظلمة لأخيه فليتحلله منها فإنه ليس ثم دينار ولا درهم من قبل أن يؤخذ لأخيه من حسناته فإن لم يكن له حسنات أخذ من سيئات أخيه فطرحت عليه )
الشيخ محمد بن صالح العثيمين
القارئ : حدثنا إسماعيل قال حدثني مالك عن سعيد المقبري عن أبي هريرة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : من كانت عنده مظلمة لأخيه فليتحلله منها فإنه ليس ثم دينار ولا درهم من قبل أن يؤخذ لأخيه من حسناته فإن لم يكن له حسنات أخذ من سيئات أخيه فطرحت عليه
الشيخ : الله أكبر ، أو المظلمة يعم ، المظمة المظلمة في الدم ، في المال في العرض ، والتحلل يكون بأحد أمرين : إما أن يبيحه المظلوم ويسقط حقه ، وإما يرد عليه مظلمته ، يردها عليه ، فمثلاً لو أن شخصاً سرق من إنسان دراهم ، ثم منّ الله عليه وتاب ، فلا بد أن يؤدي الدراهم إلى صاحبها ، إلى صاحبها ولكن هل يقول هذه دراهم سرقتها منك وأنا تائب ، أو يقول هذه دراهم في ذمتي لك ، أو يرسلها في ، مع شخص ثقة يوصلها إليه ، ولا يبين نفسه ؟ هو بلا شك أن الصراحة أن يقول والله أنا سرقتها وقد تبت ، هذه الصراحة ، وذاك ربما يقول ما دمت تبت وجئت معتذراً فهي لك ، ربما يقول هكذا
القارئ : يمكن يسجنه
الشيخ : ربما ، وربما يسجنه وربما يقول أنت سرقت أكثر من هذا ، أنت سرقت أكثر من هذا ، نعم ، كل هذا محتمل ، ولكن إذا خاف الإنسان من تعذيب ، أو سجن وأرسلها مع ثقة ، أو مثل ورق أرسلها في البريد مثلاً ، فنرجوا أن تكون تبرئ الذمة بهذا ، نرجوا أن تكون ذمته تبرئ بهذا الشيء ، لأن الحق وصل إلى صاحبه ، ولكن أحياناً ينسى المظلوم ، ينساه ، فماذا يصنع ؟ نقول تصدق به عنه ، تصدق به عنه ، يعني تصدق به عن هذا الشخص المظلوم وتبرأ ذمتك ، ثم إن جاء يوماً من الدهر أو وجدته يوماً من الدهر فخيره ، قل له إن في ذمتي لك دراهم ولكنني عجزت عن الوصول إليك ، وتصدقت بها عنك ، فإن أمضيتها فهي لك ، وإن لم تمضها فهي لي ، وهذا عوضه ، طيب ، وإذا كان كافراً ، إذا كان كافراً ، يعني أنه سرق من كافر ، في شركة ، والكافر راح ولا يدري وين محله ، هل يتصدق بها عنه ؟
القارئ : ...
الشيخ : هاه ...
القارئ : لبيت المال
الشيخ : قد يقول قائل يتصدق بها عنه ، لأنه ربما يسلم ، فتنفعه الصدقة ، وقد يعارض هذا بأن الأصل بقاؤه على الكفر ، والمستقبل لا نعلمه ، وحينئذٍ نتصدق بها بغير النية أن تكون لصاحبها ، أو نعطيها الحاكم الشرعي ، أو مأمور بيت المال إن كان هناك مأمور ونسلم منها .
الشيخ : الله أكبر ، أو المظلمة يعم ، المظمة المظلمة في الدم ، في المال في العرض ، والتحلل يكون بأحد أمرين : إما أن يبيحه المظلوم ويسقط حقه ، وإما يرد عليه مظلمته ، يردها عليه ، فمثلاً لو أن شخصاً سرق من إنسان دراهم ، ثم منّ الله عليه وتاب ، فلا بد أن يؤدي الدراهم إلى صاحبها ، إلى صاحبها ولكن هل يقول هذه دراهم سرقتها منك وأنا تائب ، أو يقول هذه دراهم في ذمتي لك ، أو يرسلها في ، مع شخص ثقة يوصلها إليه ، ولا يبين نفسه ؟ هو بلا شك أن الصراحة أن يقول والله أنا سرقتها وقد تبت ، هذه الصراحة ، وذاك ربما يقول ما دمت تبت وجئت معتذراً فهي لك ، ربما يقول هكذا
القارئ : يمكن يسجنه
الشيخ : ربما ، وربما يسجنه وربما يقول أنت سرقت أكثر من هذا ، أنت سرقت أكثر من هذا ، نعم ، كل هذا محتمل ، ولكن إذا خاف الإنسان من تعذيب ، أو سجن وأرسلها مع ثقة ، أو مثل ورق أرسلها في البريد مثلاً ، فنرجوا أن تكون تبرئ الذمة بهذا ، نرجوا أن تكون ذمته تبرئ بهذا الشيء ، لأن الحق وصل إلى صاحبه ، ولكن أحياناً ينسى المظلوم ، ينساه ، فماذا يصنع ؟ نقول تصدق به عنه ، تصدق به عنه ، يعني تصدق به عن هذا الشخص المظلوم وتبرأ ذمتك ، ثم إن جاء يوماً من الدهر أو وجدته يوماً من الدهر فخيره ، قل له إن في ذمتي لك دراهم ولكنني عجزت عن الوصول إليك ، وتصدقت بها عنك ، فإن أمضيتها فهي لك ، وإن لم تمضها فهي لي ، وهذا عوضه ، طيب ، وإذا كان كافراً ، إذا كان كافراً ، يعني أنه سرق من كافر ، في شركة ، والكافر راح ولا يدري وين محله ، هل يتصدق بها عنه ؟
القارئ : ...
الشيخ : هاه ...
القارئ : لبيت المال
الشيخ : قد يقول قائل يتصدق بها عنه ، لأنه ربما يسلم ، فتنفعه الصدقة ، وقد يعارض هذا بأن الأصل بقاؤه على الكفر ، والمستقبل لا نعلمه ، وحينئذٍ نتصدق بها بغير النية أن تكون لصاحبها ، أو نعطيها الحاكم الشرعي ، أو مأمور بيت المال إن كان هناك مأمور ونسلم منها .
الفتاوى المشابهة
- شرح قول الإمام النووي رحمه الله تعالى فيما ن... - ابن عثيمين
- من سرق أموالا من الناس ثم تاب إلى الله ولكن... - ابن عثيمين
- العفو عن المظلمة - اللجنة الدائمة
- عن أبي سعيد - رضي الله عنه - أن النبي - صلى ال... - الالباني
- حدثنا آدم قال : حدثنا شعبة قال : حدثنا سعيد... - ابن عثيمين
- إذا أخذ الإنسان من أخيه حقا بغير علمه و أراد... - ابن عثيمين
- المراد بمظلمة العرض - اللجنة الدائمة
- وجوب التوبة والتحلل من مظلمة الناس - ابن باز
- قراءة قول الإمام النووي رحمه الله تعالى فيما... - ابن عثيمين
- شرح قول الإمام النووي رحمه الله تعالى فيما ن... - ابن عثيمين
- حدثنا إسماعيل قال حدثني مالك عن سعيد المقبري... - ابن عثيمين