ما الضابط في العذر بالجهل في أمور العبادات .؟
الشيخ محمد بن صالح العثيمين
السائل : فضيلة الشيخ جزاكم الله خيرًا ما الضابط في العذر بالجهل في أمور العبادات ، هل كل من جهل شيئا في أمر من أمور العبادات وخاصة في المسائل الاجتهادية يسقط عنه ما يترتب على تركه لذلك الأمر بسبب جهله ؟
الشيخ : العذر بالجهل ثابت بالقرآن والسنة ، بقول الله تبارك وتعالى : رَبَّنَا لا تُؤَاخِذْنَا إِنْ نَسِينَا أَوْ أَخْطَأْنَا ، فقال الله وتعالى : قد فعلت ، ولقوله تعالى : وَلَيْسَ عَلَيْكُمْ جُنَاحٌ فِيمَا أَخْطَأْتُمْ بِهِ وَلَكِنْ مَا تَعَمَّدَتْ قُلُوبُكُمْ أي : ما تعمدت قلوبكم فعله على وجه المخالفة للشرع .
وكذلك في السنة ثبت عن النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم عدة قضايا تدل على العذر بالجهل ، منها ما ثبت في * صحيح البخاري * عن أسماء بنت أبي بكر رضي الله عنهما : أنهم أفطروا في يوم غيم على عهد النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم ثم طلعت الشمس ولم يُؤمروا بالقضاء .
ومنها حديث عدي بن حاتم رضي الله عنه : حين أصبح صائما فكان يأكل وقد وضع تحت وسادته عقالين أحدهما أبيض والثاني أسود ، وجعل يأكل حتى تبين له العقال الأبيض من العقال الأسود فأمسك، فأخبر بذلك النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم ، فبين له النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم أن المراد بذلك بياض النهار وسواد الليل ، وليس بياض الخيط الذي هو الحبل الأبيض من الأسود ولم يأمره النبي صلى الله عليه وسلم بالإعادة.
ثم إن الله سبحانه وتعالى قال في كتابه : رُسُلاً مُبَشِّرِينَ وَمُنْذِرِينَ لِئَلَّا يَكُونَ لِلنَّاسِ عَلَى اللَّهِ حُجَّةٌ بَعْدَ الرُّسُلِ ، وهذا يدل على أنه إذا لم يكن رسل فإن لهم الحجة على الله ، وكذلك لو كان لهم رسل لكن لم يعلموا بذلك ، لأنه لا فرق بين ألا يكون رسول وبين أن يكون رسول لم يعلم به ، وقال الله تبارك وتعالى : وَمَا كَانَ رَبُّكَ مُهْلِكَ الْقُرَى حَتَّى يَبْعَثَ فِي أُمِّهَا رَسُولاً يَتْلُو عَلَيْهِمْ آيَاتِنَا وَمَا كُنَّا مُهْلِكِي الْقُرَى إِلَّا وَأَهْلُهَا ظَالِمُونَ ، والآيات في هذا المعنى عديدة .
لهذا نقول : كل إنسان فعل شيئاً محرماً جاهلاً به فإنه ليس عليه إثم ولا يترتب عليه عقوبة ، لأن الله تعالى أرحم من أن يعذب من لم يتعمد مخالفته ومعصيته، ولكن يبقى النظر إذا فرط الإنسان في طلب الحق، بأن كان متهاونًا رأى ما عليه الناس ففعله دون أن يبحث فهذا قد يكون آثماً ، بل هو آثم بالتقصير في طلب الحق وقد يكون غير معذور في هذه الحال ، وقد يكون معذورًا إذا كان لم يطرأ على باله أن هذا الفعل مخالفة وليس عنده من ينبهه من العلماء، ففي هذه الحال يكون معذوراً .
ولهذا كان القول الراجح أنه لو عاش أحد في البادية بعيدًا عن المدن وكان لا يصوم رمضان ظنا منه أنه ليس بواجب، أو كان يجامع زوجته في رمضان ظنا منه أن الجماع حلال فإنه ليس عليه قضاء لأنه جاهل، ومن شرط التكليف بالشريعة أن تبلغ المكلَّف فيعلمها، إذًا الخلاصة أن الإنسان يعذر بالجهل لكن قد لا يعذر في تقصيره بطلب الحق نعم .
الشيخ : العذر بالجهل ثابت بالقرآن والسنة ، بقول الله تبارك وتعالى : رَبَّنَا لا تُؤَاخِذْنَا إِنْ نَسِينَا أَوْ أَخْطَأْنَا ، فقال الله وتعالى : قد فعلت ، ولقوله تعالى : وَلَيْسَ عَلَيْكُمْ جُنَاحٌ فِيمَا أَخْطَأْتُمْ بِهِ وَلَكِنْ مَا تَعَمَّدَتْ قُلُوبُكُمْ أي : ما تعمدت قلوبكم فعله على وجه المخالفة للشرع .
وكذلك في السنة ثبت عن النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم عدة قضايا تدل على العذر بالجهل ، منها ما ثبت في * صحيح البخاري * عن أسماء بنت أبي بكر رضي الله عنهما : أنهم أفطروا في يوم غيم على عهد النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم ثم طلعت الشمس ولم يُؤمروا بالقضاء .
ومنها حديث عدي بن حاتم رضي الله عنه : حين أصبح صائما فكان يأكل وقد وضع تحت وسادته عقالين أحدهما أبيض والثاني أسود ، وجعل يأكل حتى تبين له العقال الأبيض من العقال الأسود فأمسك، فأخبر بذلك النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم ، فبين له النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم أن المراد بذلك بياض النهار وسواد الليل ، وليس بياض الخيط الذي هو الحبل الأبيض من الأسود ولم يأمره النبي صلى الله عليه وسلم بالإعادة.
ثم إن الله سبحانه وتعالى قال في كتابه : رُسُلاً مُبَشِّرِينَ وَمُنْذِرِينَ لِئَلَّا يَكُونَ لِلنَّاسِ عَلَى اللَّهِ حُجَّةٌ بَعْدَ الرُّسُلِ ، وهذا يدل على أنه إذا لم يكن رسل فإن لهم الحجة على الله ، وكذلك لو كان لهم رسل لكن لم يعلموا بذلك ، لأنه لا فرق بين ألا يكون رسول وبين أن يكون رسول لم يعلم به ، وقال الله تبارك وتعالى : وَمَا كَانَ رَبُّكَ مُهْلِكَ الْقُرَى حَتَّى يَبْعَثَ فِي أُمِّهَا رَسُولاً يَتْلُو عَلَيْهِمْ آيَاتِنَا وَمَا كُنَّا مُهْلِكِي الْقُرَى إِلَّا وَأَهْلُهَا ظَالِمُونَ ، والآيات في هذا المعنى عديدة .
لهذا نقول : كل إنسان فعل شيئاً محرماً جاهلاً به فإنه ليس عليه إثم ولا يترتب عليه عقوبة ، لأن الله تعالى أرحم من أن يعذب من لم يتعمد مخالفته ومعصيته، ولكن يبقى النظر إذا فرط الإنسان في طلب الحق، بأن كان متهاونًا رأى ما عليه الناس ففعله دون أن يبحث فهذا قد يكون آثماً ، بل هو آثم بالتقصير في طلب الحق وقد يكون غير معذور في هذه الحال ، وقد يكون معذورًا إذا كان لم يطرأ على باله أن هذا الفعل مخالفة وليس عنده من ينبهه من العلماء، ففي هذه الحال يكون معذوراً .
ولهذا كان القول الراجح أنه لو عاش أحد في البادية بعيدًا عن المدن وكان لا يصوم رمضان ظنا منه أنه ليس بواجب، أو كان يجامع زوجته في رمضان ظنا منه أن الجماع حلال فإنه ليس عليه قضاء لأنه جاهل، ومن شرط التكليف بالشريعة أن تبلغ المكلَّف فيعلمها، إذًا الخلاصة أن الإنسان يعذر بالجهل لكن قد لا يعذر في تقصيره بطلب الحق نعم .
الفتاوى المشابهة
- ضابط العذر بالجهل في مسائل الأحكام والعقيدة - ابن باز
- هل يعذر المسلم بجهله في الأمور الاعتقادية؟ - اللجنة الدائمة
- من هو الذي يعذر بالجهل في العقيدة والأمور الفقهية؟ - ابن باز
- الأمور التي يعذر فيها المسلم بالجهل - ابن باز
- ما هو الضابط للعذر بالجهل في التوحيد .؟ - الالباني
- العذر بالجهل في الصلاة - الفوزان
- هل يعذر الإنسان بالجهل؟ - ابن عثيمين
- ما ضابط العذر بالجهل ؟ - الالباني
- ضابط العذر بالجهل في الأحكام الشرعية - ابن عثيمين
- ضابط العذر بالجهل - ابن عثيمين
- ما الضابط في العذر بالجهل في أمور العبادات .؟ - ابن عثيمين