السائل : أقول يا شيخ بالنسبة لحكم الموعظة، الموعظة عند القبر

الشيخ : نعم

السائل : وفي قصور الأفراح، وفي العزائم؟

الشيخ : نعم الموعظة عند القبر سُنَّة على حسب ما جاء في السُّنَّة، وليست الموعظة أن يخطب الإنسان قائماً يَعِظُ الناس، لأن ذلك لم يرد عن النبي عليه الصلاة والسلام، خصوصاً إذا اتخذها راتبة، كلما خرج مع جنازة قام ووعظ الناس.
لكن الموعظة عند القبر كما فعل النبي عليه الصلاة والسلام وهو واقف على قبر إحدى بناته، قال: مَا منكم من أحد إلا وقد كُتِب مقعدُه من الجنة والنار كلامٌ كالعادة ككلام القائم، أو أتى مرة وهم في البقيع، ولَمَّا لَمْ يتم إلْحاد القبر فجَلَسَ وجلس الناس حوله، وجعل ينكُتُ بعود معه على الأرض، ثم ذكر حال الإنسان عند احتضاره، وعند دفنه، وتكلم بكلامٍ هو موعظة، هذا لا بأس به.
أما أن يقوم خطيباً فهذا لم يرد عن النبي عليه الصلاة والسلام.
وأما في الأعراس فكذلك أيضاً لم يرد عن النبي عليه الصلاة والسلام أنه كان يقوم خطيباً يخطب الناس، ولا عن الصحابة فيما نعلم، بل قال لَمَّا ذُكِرَ له أن امرأة من الأنصار زُفَّت إلى زوجها، قال: هلاَّ بعثتم معها مَن يغني، فإن الأنصار قوم يعجبهم اللهو فدل ذلك على أن لكل مقام مقالاً، ولأن الإنسان إذا قام خطيباً في الأعراس فإنه قد يُثْقِل على الناس، ما كلُّ أحد يَتَقَبَّل، قد يكون بعض الناس ما رأى أقاربه أو أصحابه إلا في هذه المناسبة فيريد أن يتحدث إليهم، ويسألهم ويأنس بهم، فإذا جاءت هذه الموعظة والناس متأهبون للحديث مع بعضهم ثَقُلَت عليهم.
وأنا أحب أن تكون المواعظ غير مُثْقِلَة للناس، لأنها إذا أثقلت على الناس كرهوها، وكرهوا الواعظ.
ولذلك أقول: لو أن أحداً في محفل العرس طلب من هذا الرجل أن يتكلم فحينئذٍ له أن يتكلم، ولاسيما إذا كان الرجل ممن يَتَلَقَّى الناسُ قولَه بالقبول.
كذلك لو رأى منكراً فله أن يقوم ويتكلم عن هذا المنكر ويحذر منه، ويقول: إما أن تتركوه أو خرجنا.
فلكل مقام مقال، وأنا أحب أن يتلقى الناسُ دينهم بانشراح وقبول، وإذا قدرنا أن 10 % يريدون الموعظة، وأن 90 % لا يريدونها فمَن نرجِّح؟ ال 90 نرجَّح التسعين ، لئلا نثقل على الناس. إي نعم حتى يأتيك الدور عندك

السائل : عندي

الشيخ : طيب تفضل