تم نسخ النصتم نسخ العنوان
حدثنا يحيى بن يحيى قال : قرأت على مالك عن اب... - ابن عثيمينالقارئ : حدثنا يحيى بن يحيى قال: قرأت على مالك عن ابن شهاب عن أبي عبد الله الأغر وعن أبي سلمة بن عبد الرحمان عن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى ...
العالم
طريقة البحث
حدثنا يحيى بن يحيى قال : قرأت على مالك عن ابن شهاب عن أبي عبد الله الأغر وعن أبي سلمة بن عبد الرحمن عن أبي هريرة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : ينزل ربنا تبارك وتعالى كل ليلة إلى السماء الدنيا حين يبقى ثلث الليل الآخر فيقول : من يدعوني فأستجيب له ومن يسألني فأعطيه ومن يستغفرني فأغفر له .
الشيخ محمد بن صالح العثيمين
القارئ : حدثنا يحيى بن يحيى قال: قرأت على مالك عن ابن شهاب عن أبي عبد الله الأغر وعن أبي سلمة بن عبد الرحمان عن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلّم قال: ينزل ربنا تبارك وتعالى كل ليلة إلى السماء الدنيا حين يبقى ثلث الليل الأخر فيقول: من يدعوني فأستجيب له ومن يسألني فأعطيه ومن يستغفرني فأغفر له .
وحدثنا قتيبة بن سعيد ..

الشيخ : نبدأ بشرح الحديث، يقول النبي عليه الصلاة والسلام وهو أصدق الخلق قولا وأعلم الخلق بالله عز وجل وأنصح الخلق للأمة وأبين الخلق في الكلام والفصاحة، يقول ينزل ربنا تبارك وتعالى كل ليلة إلى السماء الدنيا حين يبقى ثلث الليل الأخر إلى ءاخره، فأخبر النبي صلى الله عليه وسلّم أن الله ينزل وإذا أضيف الفعل إلى الله فهو إضافة إلى نفسه عز وجل لا إلى غيره، في كل ما جاء في القرءان أو السنّة إذا أضيف الشيء إلى الله فهو إليه نفسه بأي ضمير كان سواء كان على ضمير الغيبة مثل ينزل ربنا إلى السماء الدنيا فيقول أو بضمير الخطاب أو بغير ذلك المهم أن كل ما أضيف إلى الله فإن الواجب أن نؤمن بأن المراد به إيش؟ نفسه، فإن أخرجنا الكلام عن ظاهره فلابد من دليل، وإلا فالواجب إبقاؤه على ظاهره، وبناء على ذلك لو سئلنا: ينزل ربنا هل هو ينزل نفسه أو شيء ءاخر؟
الطالب : نفسه.

الشيخ : ينزل نفسه، هذا الذي يُفهم من الكلام وهذا الذي فهمه الصحابة وهم أصفى الناس أذهانا وهم أقواهم عقولا فهموا هذا ولم يراجعوا النبي صلى الله عليه وعلى ءاله وسلّم فيقولوا ما الذي ينزل هل أمره أو ملك من ملائكته أو رحمته أو ما أشبه ذلك، أبدا، أخذوا الحديث بالقبول، انتبه، أخذوا الحديث بالقبول إن الله هو الذي ينزل إلى السماء الدنيا، وهل عليهم إثم لو اعتقدوا ذلك في ربهم؟
الطالب : ... .

الشيخ : أبدا، ليس عليهم إثم، لأنهم سيقولون في الجواب عن هذا إن رسولك الذي بلغنا بهذا الحديث وعلينا التسليم والإيمان وأن لا نتجاوز ما دل عليه كلام النبي عليه الصلاة والسلام، بقي علينا تقديرات يقدرها الذهن لاسيما في الوقت الحاضر، يقول بعض الناس: ينزل حين يبقى ثلث الليل الأخر، كيف يتأتى هذا التقدير مع أن ثلث الليل الأخر لا يزال على الكرة الأرضية، إذا انتقل من جهة حل في جهة أخرى، فهل يعني ذلك إن الله نازل إلى السماء الدنيا كل الليل، والنهار أيضا لأن الليل في هذا الوجه من الأرض هو.
الطالب : ... .

الشيخ : نهار بالنسبة إلى الوجه الأخر؟ فيقال هذا الإيراد من البدع، بدعة منكرة لا يجوز إيراده، كما قال الإمام مالك رحمه الله فيمن قال استوى على العرش كيف استوى، قال هذا بدعة، " ما أراك إلا مبتدعا " السؤال عن هذا بدعة فنقول هذي أولا بدعة ونرد هذا السؤال في وجه مورده لأنه سبحانه وتعالى ينزل مع أنه مستوٍ على عرشه فهو ينزل إلى السماء الدنيا مادام ثلث الليل على وجه الأرض هذه فإذا ذهب ثلث الليل عن هذه الأرض إلى أرض أخرى صار نازلا بالنسبة للأرض الأخرى غير نازل بالنسبة للأرض.
الطالب : الأولى.

الشيخ : الأولى ولا إشكال في هذا إطلاقا، ثاني يسأل بعض الناس يقول مثلا: ينزل إلى السماء الدنيا هل إذا نزل يكون في السماء نفسها وتكون السماء الدنيا تقلّه والثانية تظلّه؟ نقول سبحان الله هذا بهتان عظيم، من يتصور هذا التصور إلا من لا يقدر الله حق قدره، هل الله عز وجل محتاج إلى السماء الدنيا؟ أبدا وإلا لأي شيء من خلقه بل الخلق كلهم محتاجون إليه، وهل يمكن أن تكون السماء الثانية فوقه؟
الطالب : ... .

الشيخ : لا يمكن وإذا كانت السماوات السبع في كف، كخردلة في كف أحدنا كيف يكون هو في جوفها، إذًا هذا السؤال يُلطم به وجه صاحبه، ويقال إنك مبتدع لأن الصحابة ما سألوا عن ذلك، وإنك متنقص لربك لم تقدره حق قدره وإلا لما حاك في صدرك هذا التصور، ثالثا يقول بعض الناس ثم يقول من يدعوني فأستجيب له، وهل الناس يسمعون حتى ينتفعوا بهذا القول؟ نقول سبحان الله هل أنت تصدّق الرسول أو تكذبه؟
الطالب : نصدقه.

الشيخ : إن قال إنه يكذبه استتبناه فإن تاب وإلا قطعنا عنقه، وإن قال أصدقه قلنا هكذا أخبرنا الرسول ونحن نؤمن بأن الله يقول ذلك وإن لم نسمعه، وليس بلازم أن نسمع لأن هذا من الأمور الغيبية التي لا يتحقّق الإيمان إلا بالإيمان بها، إذ أن الإيمان لو كان لا إيمان إلا بما يشاهد لم يكن للإيمان فائدة، لأن ما يُشاهد يصدق به حتى الحمير، تشاهد الذئب وتنفر منه أو تقف حتى يأكلها، فالإيمان بالغيب هو محك الإيمان حقيقة، فنحن نؤمن بأن الله يقول هذا القول، ونحن حينما ندعوه في تلك الساعة نتصور أنه يقول من يدعوني وأننا ممن يدعونه إن شاء الله تعالى، ولذلك لما ضاقت صدور قوم عن هذا الحديث وعن قدر الله حق قدره صاروا يؤولونه والعياذ بالله بل على الأصح صاروا يحرفونه يقولون إن الله محال أن ينزل هو بنفسه، أأنتم أعلم أم رسول الله؟
الطالب : رسول الله.

الشيخ : ما فيه شك رسول الله، هو يقول ينزل وأنتم تقولون محال، وما الذي ينزل على رأيك؟ قال ينزل رحمته، فنقول له أخطأت، رحمة الله تعالى تنزل في كل وقت، لم يخل العالم طرفة عين من رحمة الله سبحانه وتعالى، ثم أي فائدة لنا أن تنزل الرحمة إلى السماء دون أن تصل إلى الأرض؟ لا فائدة، قال ينزل أمره، ... هكذا أيضا هذا بلية، أمر الله تعالى ينزل في كل وقت وحين، كل شيء يوجد أو يُعدم فإنه بأمره عز وجل إِنَّما أَمرُهُ إِذا أَرادَ شَيئًا أَن يَقولَ لَهُ كُن فَيَكونُ يُدَبِّرُ الأَمرَ مِنَ السَّماءِ إِلَى الأَرضِ ، ثم من قال إن منتهى الأمر هو السماء، والله يقول يُدَبِّرُ الأَمرَ مِنَ السَّماءِ إِلَى الأَرضِ قالوا ينزل ملك من ملائكته، ملك، فيقال سبحان الله هل رسول الله صلى الله عليه وسلّم كان عاجزا أن يقول ينزل ملك من ملائكة الله فيقول كذا؟ لا، ليس بعاجز، إذًا لماذا عمّى على العباد الذين أرسل إليهم وأمر أن يبلغ البلاغ المبين لماذا عمّى عليهم وقال ينزل ربنا وهو يريد ينزل.
الطالب : ... .

الشيخ : ملك من ملائكته، هل هذا إلا طعن في الرسول عليه الصلاة والسلام وبالتالي طعن في الله حيث لم يعتب على رسوله صلى الله عليه وسلّم هذا القول، ثم نقول وهو دفع لكل ما سبق هل يمكن للأمر أو للرحمة أو للملك أن يقول لعباد الله من يدعوني فأستجيب له؟
الطالب : ... .

الشيخ : أو لا يمكن؟
الطالب : لا يمكن.

الشيخ : لا يمكن، لا يمكن أن يقول أي ملك من يدعوني فأستجيب له، الملائكة عليهم الصلاة والسلام يتبرؤون ممن عبدوهم فكيف يقولون للناس ادعونا، والحاصل أن كل هذه التحريفات مدارها على تحكيم العقل فيما أخبر الله به عن نفسه وأخبر به عنه رسوله، وقياس الخالق على المخلوق، ولهذا كان المعطلة ممثلين معطلين إذ أنهم مثلوا أولا حيث فهموا أن النصوص تدل على التمثيل ثم عطلوا ثانيا، ولقد صدق شيخ الإسلام رحمه الله في قوله " كل ممثل معطل وكل معطل ممثل " .

الشيخ : أستغفر الله وأتوب إليه، أستغفر الله. نبدأ؟
القارئ : بسم الله الرحمان الرحيم
الحمد لله رب العالمين وصلى الله وسلم وبارك على عبده ورسوله نبينا محمد وعلى ءاله وأصحابه أجمعين.
قال الإمام مسلم رحمه الله تعالى في صحيحه في كتاب صلاة المسافرين وقصرها في باب الترغيب في الدعاء والذكر في ءاخر الليل والإجابة فيه.

Webiste