تم نسخ النصتم نسخ العنوان
حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة ومحمد بن المثنى وا... - ابن عثيمينالقارئ : حدّثنا أبو بكر بن أبي شيبة ، ومحمّد بن المثنّى ، وابن بشّارٍ ، جميعًا عن غندرٍ ، قال ابن المثنّى : قال : حدّثنا محمّد بن جعفرٍ ، قال : حدّثنا ش...
العالم
طريقة البحث
حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة ومحمد بن المثنى وابن بشار جميعا عن غندر قال بن المثنى حدثنا محمد بن جعفر حدثنا شعبة عن الحكم عن علي بن الحسين عن ذكوان مولى عائشة عن عائشة رضي الله عنها أنها قالت قدم رسول الله صلى الله عليه وسلم لأربع مضين من ذي الحجة أو خمس فدخل علي وهو غضبان فقلت من أغضبك يا رسول الله أدخله الله النار قال أو ما شعرت أني أمرت الناس بأمر فإذا هم يترددون قال الحكم كأنهم يترددون أحسب ولو أني استقبلت من أمري ما استدبرت ما سقت الهدي معي حتى أشتريه ثم أحل كما حلوا
الشيخ محمد بن صالح العثيمين
القارئ : حدّثنا أبو بكر بن أبي شيبة ، ومحمّد بن المثنّى ، وابن بشّارٍ ، جميعًا عن غندرٍ ، قال ابن المثنّى : قال : حدّثنا محمّد بن جعفرٍ ، قال : حدّثنا شعبة ، عن الحكم ، عن عليّ بن الحسين ، عن ذكوان ، مولى عائشة ، عن عائشة رضي الله عنها ، أنّها قالت : قدم رسول الله صلّى الله عليه وسلّم لأربعٍ مضين من ذي الحجّة ، أو خمسٍ ، فدخل عليّ وهو غضبان فقلت : من أغضبك ، يا رسول الله ؟ أدخله الله النّار ، قال : أوما شعرت أنّي أمرت النّاس بأمرٍ ، فإذا هم يتردّدون ؟ - قال الحكم : كأنّهم يتردّدون أحسب - ولو أنّي استقبلت من أمري ما استدبرت ، ما سقت الهدي معي حتّى أشتريه ، ثمّ أحلّ كما حلّوا .

الشيخ : في هذا قول النبي صلى الله عليه وسلم : لو أني استقبلت من أمري ما استدبرت لم يكن مر علينا في هذا الحديث ، وقد دلت النصوص على أن استعمال لو تنقسم إلى أقسام :
القسم الأول : أن تكون للتمني فقط ، فهذه على حسب ما يتمناه الإنسان ، إن تمنى خيرًا فله وإن تمنى شرًا فله ، ومنه الحديث : لو أن لي ما لفلان لعملت مثل عمل فلان هذه للتمني ، وقول القائل : لو أن لي مالًا فأتصدق منه .
والثاني : أن تكون لمجرد الخبر ، فهذه أيضًا جائزة ، مثل : لو زرتني لأكرمتك ، لو أتيت البارحة ما سافرت وما أشبه ذلك ، هذه خبر محض ، يجري عليها الوصف بالصدق أو بالكذب ، فإن كان الإنسان صادقًا فلا شيء عليه وإن كان كاذبًا .
ومن ذلك قول النبي صلى الله عليه وسلم : لو أني استقبلت من أمري ما استدبرت ما سقت الهدي معي حتى أشتريه ثم أحل كما حلوا .فالظاهر أن هذا مجرد خبر ، وليست تمنيًا لخلاف ما وقع .
الثالث : أن يكون المراد بها الندم ، والتحسّر على ما حصل ، فهذا هو الذي نهى عنه النبي صلى الله عليه وسلم في قوله : المؤمن القوي خير وأحب إلى الله من المؤمن الضعيف ، وفي كل خير ، إحرص على ما ينفعك واستعن بالله ولا تعجز ، وإن أصابك شيئًا فلا تقول لو أني فعلت لكان كذا وكذا ، ولكن قل قدر الله وما شاء فعل ، فإن لو تفتح باب الشيطان .
هذه هي المنهي عنها لأنها كما قال النبي صلى الله عليه وسلم : تفتح عمل الشيطان ، وتفتح للإنسان باب الندم والتحسر ، ليتني لم أفعل ! والديني الإسلامي يريد من أهله أن يكون الإنسان دائمًا في سرور .
وفيه دليل على أن سوق الهدي يمنع من التحلل .

Webiste