تم نسخ النصتم نسخ العنوان
تفسير قول الله تعالى : << يأيها الذين ءامنوا... - ابن عثيمينثم قال الله تعالى :  يا أيها الذين آمنوا لا تتبعوا خطوات الشيطان  أي طرق وتزيينه " لا تتبعوا خطوات الشيطان الخطوات جمع خطوة وهي عبارة عما بين المسافة ال...
العالم
طريقة البحث
تفسير قول الله تعالى : << يأيها الذين ءامنوا لا تتبعوا خطوات الشيطان ومن يتبع خطوات الشيطان فإنه يأمر بالفحشآء و المنكر ولولا فضل الله عليكم ورحمته ما زكى منكم من أحد أبدا و لكن الله يزكي من يشآء و الله سميع عليم >>
الشيخ محمد بن صالح العثيمين
ثم قال الله تعالى : يا أيها الذين آمنوا لا تتبعوا خطوات الشيطان أي طرق وتزيينه " لا تتبعوا خطوات الشيطان الخطوات جمع خطوة وهي عبارة عما بين المسافة التي بين القدمين في المشي هذه الخطوة والمراد بخطوات الشيطان طرقه فعبر بالخطوة عن الطريق لأن الطريق أثر الخطى وقول المؤلف طرق تزيينه نعم هو هكذا الشيطان جميع طرقه مكروهة للإنسان لكنه يزينها للإنسان حتى يدخل فيها طرق الشيطان من حيث المعنى العام هي التكذيب والاستكبار هذه الطرق العامة للشيطان فالشيطان مكذب ومستكبر ، مستكبر مثلا من أدلة استكباره أنه أبى أن يسجد لآدم نعم وتكذيبه أنه ادعى أنه خير من آدم فإن هذا يقتضي أنه كذب بكون آدم خير منه فهذه الطريق طريق الشيطان على سبيل العموم التكذيب والاستكبار طيب التكذيب يقابل ايش ؟ يقابل الأخبار والاستكبار يقابل التكليف بالأوامر والنواهي خليكم معنا وإذا تأملت جميع المعاصي وجدتها لا تخرج عن هذين الأمرين إما تكذيب وإما استكبار فهو أي للشيطان طرقه أو طريقه مبني على هذين الأمرين: التكذيب واستكبار التكذيب فيما يتعلق بالأخبار والاستكبار فيما يتعلق بالتكليف من الأوامر والنواهي طيب عندما نأتي بالتفصيل مثلا البخل من خطوات الشيطان وإلا لا ؟ أي نعم لأنه يأمر به الشيطان يعدكم الفقر ويأمركم بالفحشاء قال كثير من أهل العلم أن المراد بالفحشاء هنا البخل يعني الآية في سياق الإنكار وإن كان الأصل أنه أعم
طيب الأكل بالشمال والشرب بالشمال من خطواته أيضا لأن النبي صلى الله عليه وسلم أخبر بأن الشيطان يأكل بشماله ويشرب بشماله وعلى هذا فالأكل بالشمال والشرب بالشمال يكون حراما لأن الله نهى عن اتباع خطوات الشيطان والنبي نهى أيضا أن يأكل الإنسان بشماله ويشرب بشماله ومن ثم نأخذ خطر تهاون الناس اليوم بهذه المسألة لأن كثيرا من الناس نسأل الله لهم الهداية الآن يأكلون بالشمال ويشربون بالشمال ويزعمون أن هذا تقدم ومدنية والسبب هو الشعور بالنقص لأن الإنسان متى شعر بنقصه فإنه لا بد أن يقلد من يرى أنه أكمل منه فهؤلاء المهضومين ظنوا أن هؤلاء الأمم الكافرة أرقى منهم وأشد تقدما وصحيح أنهم أرقى منا في الصناعة وفي أمور الدنيا أقوى منا لكن في الأخلاق والآداب التي أرشدنا إليها الإسلام ليسوا ارقى منا إلا أنه بالنظر إلى حال المسلمين اليوم لا شك أن عندهم هم من الآداب الإسلامية التي يطبقونها لا عن قصد لكن لمجرد أنها أخلاق فاضلة لا تعبد لله خير منه ومع الأسف أن المسلم الذي أمر بتطبيق هذه الآداب والأخلاق هو الذي تقاعص عنها مع أن المسلم إذا طبقها يكون متصفا بهذه الأخلاق الفاضلة وهذه لا شك أنها نبل وشرف وزيادة على ذلك يكون مأجورا لأنه يفعلها امتثالا لأمر الله ورسوله أولئك إذا فعلوها يؤجرون وإلا لا ؟ لا يؤجرون إنما يفعلونها لأنها أخلاق فاضلة هم مثلا عندهم صدق في المعاملة وعندهم بيان عن الغش وعندهم وفاء بالوعد كل هذه من الصفات التي أمر الإسلام بها كثير من المسلمين الآن متخل عن هذه الصفات لكن إذا اتصف بها المسلم يكون محمودا عليها ويكون مأجور عليها أيضا لأنه يفعلها امتثالا أقول إن خطوات الشيطان إذن طرقه التي يكون عليها والتي في سلوكه وذلك دائر على أمرين هما التكذيب والاستكبار وقد تكون خطوات الشيطان مبينة مخصوصة كما قلنا في مسألة الأكل بالشمال والشرب بالشمال قال الله تعالى : ومن يتبع خطوات الشيطان فإنه أي المتبع يأمر بالفحشاء أي القبيح والمنكر شرعا باتباعهما "
ومن يتبع خطوات الشيطان من ايش نعربها ؟ شرطية من اسم شرط ومن الشرطية تحتاج إلى شرط وجزاء يعني إلى فعل شرط وجواب شرط اين فعل الشرط؟ يتبع وجواب الشرط فإنه يأمر بالفحشاء والمنكر طيب عندنا الآن من يتبع عندنا خطوات الشيطان فإنه الضمير يعود على أيهما ؟ إن نظرنا إلى أصل الجملة والموضوع قلنا أنه يعود إلى من لأن التحدث الآن يعني جواب الشرط يعود على ما يعود على فعل الشرط وإذا نظرنا إلى السياق وإلى أقرب مذكور قلنا أنه يعود إلى الشيطان فالمعنى ومن يتبع خطوات الشيطان وقع في الفحشاء والمنكر وتصير الجملة كأنه تكون دالة على جواب الشرط وليست هي جواب الشرط أما على ما سلكه المؤلف فإنه يتبع تكون هنا جواب الشرط هي بعينها جواب الشرط واضح أو غير واضح ؟ ويكون هنا الضمير عائد على من يتبع فإنه أي من يتبع أي متبع كما قال المؤلف فالجملة هي جواب الشرط ويرجح هذا التقدير أن الأصل أن المذكور جواب الشرط وأن الضمير يعود في جوابه يعود على ما يعود إليه فعل الشرط هذا الأصل وأما عن الرأي الثاني فيقول فإنه يأمر بالفحشاء والمنكر يقول فإن الشيطان يأمر بالفحشاء والمنكر ويكون هذا دالا على الجواب ويؤيد هذا الرأي أن السياق في النهي عن اتباع ايش ؟خطوات الشيطان فكأنه يقول من يتبع خطوات الشيطان وقع في الفحشاء والمنكر لأن الشيطان يأمر بالفحشاء والمنكر وهذا أظهر من وجهين :
لأن السياق يدل عليه هذا وجه ولأن المتبع لخطوات والشيطان قد لا يأمر بالفحشاء والمنكر قد يفعل الفحشاء والمنكر ولكن لا يأمر بها فليس بلازم من اتبع خطوات الشيطان أن يأمر بالفحشاء والمنكر نعم من اتبع اتباعا مطلقا يعني الإتباع المطلق لزم أن يأمر بالفحشاء والمنكر لأن الشيطان يأمر بالفحشاء والمنكر فعلى كل حال الأرجح أن الضمير في قوله فإنه يأمر نعم الأرجح أنه عائد إلى الشيطان لا إلى المتبع يرجحه أمران أولا دلالة السياق عليه لأن الله ينهى عن اتباع خطوات الشيطان ثم ذكر ما يؤيد هذا النهي من التحذير حيث بين أن الشيطان يأمر بالفحشاء والمنكر وهذا كل عاقل إذا علم أن الشيطان يأمر بالفحشاء والمنكر هل يسوغ لنفسه أن يتبع خطواته ؟ الجواب لا الوجه الثاني من الوجه الثالث أن الذي يتبع خطوات الشيطان قد لا يأمر بالفحشاء والمنكر قد يلتزم ذلك في نفسه ولكن لا يأمر به وكثير من أهل الضلال تجدهم ضالين بأنفسهم لكن ما عندهم دعوة لما هم عليه نعم وإن كان نجد أيضا أن كثيرا من أهل الضلال عندهم دعوة يأمرون بالفحشاء والمنكر على ما هم عليه فالصحيح إذن أن الضمير في قوله فإنه يعود على الشيطان وإذا قلنا أنه يعود على الشيطان يبقى النظر أين جواب الشرط...؟
الطالب :...
الشيخ : ليقول فإنه أي الشيطان محذوف تدل عليه هذه الجملة ايش تقديره ؟
الطالب :...

الشيخ : ومن يتبع خطوات الشيطان وقع في الفحشاء والمنكر لأن الشيطان يأمر بالفحشاء والمنكر فمن اتبعه وقع فيه والله أعلم الآية ...

Webiste