شرح قول الإمام النووي رحمه الله تعالى فيما نقله : " ... عن أم المؤمنين أم عبد الله عائشة رضي الله عنها ، قالت : قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : ( يغزو جيش الكعبة فإذا كانوا ببيداء من الأرض يخسف بأولهم وآخرهم ) . قالت : قلت : يا رسول الله ،كيف يخسف بأولهم وآخرهم وفيهم أسواقهم ومن ليس منهم ؟! قال : ( يخسف بأولهم وآخرهم ثم يبعثون على نياتهم ) متفق عليه . هذا لفظ البخاري ... " .
الشيخ محمد بن صالح العثيمين
الشيخ : ثم ذكر المؤلف حديث عائشة رضي الله عنها : أن النبي صلى الله عليه وسلم أخبر بأنه يغزو جيش الكعبة : الكعبة المشرفة حماها الله وأنقذها من كل شر ، هذه الكعبة هي بيت الله بناه إراهيم وابنه إسماعيل ، وكانا يرفعان القواعد من البيت ويقولان : ربنا تقبل مِنا إنك أنت السميع العليم ، هذا البيت أراد أبرِهة أن يغزوه من اليمن ، فغزاه بجيش عظيم في مقدَّمته فيل عظيم يريد أن يهدم به الكعبةَ بيتَ الله ، فلما قرب من الكعبة ، ووصل إلى مكان يقال له المـُغَمَّس حَرَنَ الفيل ، حَرَن ، أبى أن يتقدم ، فجعلوا ينهرونه ليتقدم إلى الكعبة فيأبى ، فإذا صرفوه نحو اليمن هرول وأسرع ، ولهذا قال النبي عليه الصلاة والسلام في غزوة الحديبية ، لما أن ناقته حَرَنَت ، وأبت أن تمشي فقال الصحابة : خلأت القصواء ، خلأت القصواء يعني : حَرَنت ، قال النبي صلى الله عليه وسلم : والله ما خلأت القصواء ، وما ذاك لها بخلق ، النبي عليه الصلاة والسلام يدافع عن بهيمة ، لأن الظلم لا ينبغي ولو على البهائم ، قال : ما خلأت وما ذاك لها بخلق : ما هي عادتها ، ولكن حبسها حابس الفيل حابس الفيل هو الرب عز وجل : والذي نفسي بيده لا يسألونني خُطَّة يعظمون فيها حُرمات الله إلا أجبتم عليها .
المهم أن الكعبة غزيت من قبل اليمن في جيش عظيم يقوده هذا الفيل العظيم ليهدم الكعبة ، فلما وصلوا إلى المغمَّس أبى الفيل أن يمشي وحَرَن ، انتهروه ولا فيه فائدة ، فبقوا هناك انحبسوا فأرسل الله عليهم طيرا أبابيل ، أبابيل يعني : جماعات كثيرة ، طيور أرسلها الله عز وجل ، كل طير يحمل حجرا قد أمسكه برجله ، ثم يرسله على الواحد منهم حتى يضربه مع هامته ويخرج من دبره ، فجعلهم كعصف مأكول : كأنه زرع أكلته البهائم ، اندكوا في الأرض وفي هذا يقول أمية بن الصَّلت :
" حبسَ الفيلَ في المـُغمَّسِ *** حتى ظَلَّ يَحبو كَأَنَّهُ مكبولُ " ،
فحمى الله عز وجل بيته من كيد هذا الملك الظالم ، الذي جاء ليهدم بيت الله وقد قال الله عز وجل : وَمَنْ يُرِدْ فِيهِ بِإِلْحَادٍ بِظُلْمٍ نُذِقْهُ مِنْ عَذَابٍ أَلِيمٍ ، في آخر الزمان يغزو قومٌ الكعبة ، قوم جيش عظيم ، جيشٌ الكعبة ، حتى إذا كانوا ببيداء من الأرض : يعني بأرض واسعة متسعة ، خَسَفَ الله بأولهم وآخرهم : خسف ، خسف ، خُسِفت بهم الأرض وساخوا فيها هم وأسواقهم وكل من معهم ، وفي هذا دليل على أنه جيش عظيم ، لأن معهم أسواقهم ، البيع والشراء وغير ذلك ، فيخسف الله بأولهم وآخرهم ، لما قال هذا ورد على خاطر عائشة رضي الله عنها سؤال : كيف يُخسف بأولهم وآخرهم وفيهم أسواقهم ومن ليس منهم ؟ أسواقهم الذين جاؤوا للبيع والشراء ، ما جاؤوا لقصد سيء لغزو الكعبة ، وفيهم ناس ليسوا منهم تبعوهم من غير أن يعلموا بخطتهم ، فقال النبي صلى الله عليه وسلم : يُخسف بأولهم وآخرهم -وأسواقهم ومن ليس منهم- ثم يبعثون يوم القيامة على نياتهم ، كلٌ له ما نوى ، وهذا فرد من أفراد قول الرسول صلى الله عليه وسلم : إنما الأعمال بالنيات وإنما لكل امرئ ما نوى ، وفي هذا الحديث عِبرَة .
المهم أن الكعبة غزيت من قبل اليمن في جيش عظيم يقوده هذا الفيل العظيم ليهدم الكعبة ، فلما وصلوا إلى المغمَّس أبى الفيل أن يمشي وحَرَن ، انتهروه ولا فيه فائدة ، فبقوا هناك انحبسوا فأرسل الله عليهم طيرا أبابيل ، أبابيل يعني : جماعات كثيرة ، طيور أرسلها الله عز وجل ، كل طير يحمل حجرا قد أمسكه برجله ، ثم يرسله على الواحد منهم حتى يضربه مع هامته ويخرج من دبره ، فجعلهم كعصف مأكول : كأنه زرع أكلته البهائم ، اندكوا في الأرض وفي هذا يقول أمية بن الصَّلت :
" حبسَ الفيلَ في المـُغمَّسِ *** حتى ظَلَّ يَحبو كَأَنَّهُ مكبولُ " ،
فحمى الله عز وجل بيته من كيد هذا الملك الظالم ، الذي جاء ليهدم بيت الله وقد قال الله عز وجل : وَمَنْ يُرِدْ فِيهِ بِإِلْحَادٍ بِظُلْمٍ نُذِقْهُ مِنْ عَذَابٍ أَلِيمٍ ، في آخر الزمان يغزو قومٌ الكعبة ، قوم جيش عظيم ، جيشٌ الكعبة ، حتى إذا كانوا ببيداء من الأرض : يعني بأرض واسعة متسعة ، خَسَفَ الله بأولهم وآخرهم : خسف ، خسف ، خُسِفت بهم الأرض وساخوا فيها هم وأسواقهم وكل من معهم ، وفي هذا دليل على أنه جيش عظيم ، لأن معهم أسواقهم ، البيع والشراء وغير ذلك ، فيخسف الله بأولهم وآخرهم ، لما قال هذا ورد على خاطر عائشة رضي الله عنها سؤال : كيف يُخسف بأولهم وآخرهم وفيهم أسواقهم ومن ليس منهم ؟ أسواقهم الذين جاؤوا للبيع والشراء ، ما جاؤوا لقصد سيء لغزو الكعبة ، وفيهم ناس ليسوا منهم تبعوهم من غير أن يعلموا بخطتهم ، فقال النبي صلى الله عليه وسلم : يُخسف بأولهم وآخرهم -وأسواقهم ومن ليس منهم- ثم يبعثون يوم القيامة على نياتهم ، كلٌ له ما نوى ، وهذا فرد من أفراد قول الرسول صلى الله عليه وسلم : إنما الأعمال بالنيات وإنما لكل امرئ ما نوى ، وفي هذا الحديث عِبرَة .
الفتاوى المشابهة
- شرح قول الإمام النووي رحمه الله تعالى فيما ن... - ابن عثيمين
- حدثنا عبد الله بن مسلمة عن مالك عن هشام بن ع... - ابن عثيمين
- سؤال عائشة رضي الله عنها لدخول الكعبة والجواب عنه - ابن باز
- شرح قول الإمام النووي رحمه الله تعالى فيما ن... - ابن عثيمين
- سئل عن حديث : ( لا يزال الناس يغزون الكعبة ...... - الالباني
- باب : الصلاة في مواضع الخسف والعذاب . ويذكر... - ابن عثيمين
- حديث ( لا تغزى الكعبة بعد هذا اليوم إلى يوم ال... - الالباني
- باب : هدم الكعبة . قالت عائشة رضي الله عنها... - ابن عثيمين
- تتمة شرح قول الإمام النووي رحمه الله تعالى ف... - ابن عثيمين
- قراءة قول الإمام النووي رحمه الله تعالى فيما... - ابن عثيمين
- شرح قول الإمام النووي رحمه الله تعالى فيما ن... - ابن عثيمين