الشيخ : وقد يخص الله أقواما فيغفر لهم ذنوبهم بأعمال صالحة قاموا بها مثل أهل بدر وكانوا ثلاثمئة وبضعة عشر رجلا منهم حاطب بن أبي بلتعة رضي الله عنه فإن النبي صلى الله عليه وسلم قال لعمر في قصة مشهورة قال أما علمت أن الله اطلع على أهل بدر فقال اعملوا ما شئتم فقد غفرت لكم وهذا من خصائص أهل بدر أن الله غفر لهم ما يفعلون من الذنوب وإلا فإن حاطبا رضي الله عنه فعل ذنبا عظيما وذلك أن الرسول عليه الصلاة والسلام لما أراد أن يغزو قريشا حين نقضت العهد الذي بينه وبينهم في صلح الحديبية أرسل حاطبا حاطبٌ رضي الله عنه أرسل رسالة خطية إلى أهل مكة يخبرهم أن الرسول صلى الله عليه وسلم قادم عليهم فأخبر النبي عليه الصلاة والسلام بذلك من طريق الوحي فأرسل علي بن أي طالب ورجلا معه في إثر المرأة فأدركوها في روضة خاخ روضة معروفة في طريق مكة فلما أدركوها أوقفوها وقالوا لها " أخرجي الكتاب " أخرجي الكتاب اللي معكِ لأهل مكة قالت ما معي قالوا " لابد أن تخرجيه الكتاب معكِ فإما أن تخرجيه وإما أن نفتشكِ حتى ما تحت الثياب " فلما عرفت عزيمتهم أخرجت الكتاب من خفها الخف يعني الكندرة أخرجته فإذا فيه خطاب من حاطب رضي الله عنه إلى أهل مكة يخبرهم فرجعوا به إلى الرسول عليه الصلاة والسلام استأذن عمر لأن عمر رضي الله عنه من أقوى الناس في دين الله استأذن عمر النبي صلى الله عليه وسلم أن يقتل حاطبا قال إن الرجل نافق كتب بأسرارنا إلى أعدائنا قال أما علمت أن الله اطلع إلى أهل بدر فقال اعملوا ما شئتم فقد غفرت لكم وكان منهم رضي الله عنه وإلا هذه جريمة كبيرة