ما مدى صحة قصة الغرانيق؟
الشيخ عبدالعزيز ابن باز
السؤال:
ورد في تفسير الجلالين في سبب نزول الآية (52) من سورة (الحج): أن الرسول عليه الصلاة والسلام وهو يقرأ: أَفَرَأَيْتُمُ اللَّاتَ وَالْعُزَّى وَمَنَاةَ الثَّالِثَةَ الْأُخْرَ [النجم:19-20]، أن الشيطان ألقى على لسانه: تلك الغرانيق العلا، وإن شفاعتهن لترتجى. فهل هناك ما يدل على صحة هذه القصة من أحاديث الرسول ﷺ أم هي من الإسرائيليات؟ أفيدونا -أفادكم الله-.
الجواب:
ليس في إلقاء هذه الألفاظ في قراءته ﷺ حديث صحيح يعتمد عليه فيما أعلم، ولكنها رويت عن النبي ﷺ في أحاديث مرسلة، كما نبَّه على ذلك الحافظ ابن كثير في تفسير آية (الحج).
ولكن إلقاء الشيطان في قراءته ﷺ في آيات النجم، وهي قوله: أَفَرَأَيْتُمُ اللَّاتَ وَالْعُزَّى الآيات، شيء ثابت بنص الآية في سورة (الحج)، وهي قوله سبحانه: وَمَا أَرْسَلْنَا مِن قَبْلِكَ مِن رَّسُولٍ وَلَا نَبِيٍّ إِلَّا إِذَا تَمَنَّى أَلْقَى الشَّيْطَانُ فِي أُمْنِيَّتِهِ فَيَنسَخُ اللَّهُ مَا يُلْقِي الشَّيْطَانُ ثُمَّ يُحْكِمُ اللَّهُ آيَاتِهِ وَاللَّهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ [الحج:52]. فقوله سبحانه: إِلَّا إِذَا تَمَنَّى؛ أي: تلا، وقوله سبحانه: أَلْقَى الشَّيْطَانُ فِي أُمْنِيَّتِهِ؛ أي: في تلاوته.
ثم إن الله سبحانه ينسخ ذلك الذي ألقاه الشيطان ويوضح بطلانه في آيات أخرى، ويحكم آياته؛ ابتلاءً وامتحانًا، كما قال سبحانه بعد هذا: لِيَجْعَلَ مَا يُلْقِي الشَّيْطَانُ فِتْنَةً لِّلَّذِينَ فِي قُلُوبِهِم مَّرَضٌ وَالْقَاسِيَةِ قُلُوبُهُمْ الآيات [الحج:53].
فالواجب على كل مسلم أن يحذر ما يلقيه الشيطان من الشبُّه على ألسنة أهل الحق وغيرهم، وأن يلزم الحق الواضح الأدلة، وأن يفسر المشتبه بالمحكم؛ حتى لا تبقى عليه شبهة، كما قال الله سبحانه في أول سورة (آل عمران): هُوَ الَّذِيَ أَنزَلَ عَلَيْكَ الْكِتَابَ مِنْهُ آيَاتٌ مُّحْكَمَاتٌ هُنَّ أُمُّ الْكِتَابِ وَأُخَرُ مُتَشَابِهَاتٌ فَأَمَّا الَّذِينَ في قُلُوبِهِمْ زَيْغٌ فَيَتَّبِعُونَ مَا تَشَابَهَ مِنْهُ ابْتِغَاء الْفِتْنَةِ وَابْتِغَاء تَأْوِيلِهِ وَمَا يَعْلَمُ تَأْوِيلَهُ إِلاَّ اللّهُ وَالرَّاسِخُونَ فِي الْعِلْمِ يَقُولُونَ آمَنَّا بِهِ كُلٌّ مِّنْ عِندِ رَبِّنَا وَمَا يَذَّكَّرُ إِلاَّ أُوْلُواْ الألْبَابِ [آل عمران:7].
وصح عن النبي ﷺ من حديث عائشة رضي الله عنها أنه قال: إذا رأيتم الذين يتبعون ما تشابه منه فأولئك الذين سمى الله فاحذروهم متفق على صحته. والله ولي التوفيق.
ورد في تفسير الجلالين في سبب نزول الآية (52) من سورة (الحج): أن الرسول عليه الصلاة والسلام وهو يقرأ: أَفَرَأَيْتُمُ اللَّاتَ وَالْعُزَّى وَمَنَاةَ الثَّالِثَةَ الْأُخْرَ [النجم:19-20]، أن الشيطان ألقى على لسانه: تلك الغرانيق العلا، وإن شفاعتهن لترتجى. فهل هناك ما يدل على صحة هذه القصة من أحاديث الرسول ﷺ أم هي من الإسرائيليات؟ أفيدونا -أفادكم الله-.
الجواب:
ليس في إلقاء هذه الألفاظ في قراءته ﷺ حديث صحيح يعتمد عليه فيما أعلم، ولكنها رويت عن النبي ﷺ في أحاديث مرسلة، كما نبَّه على ذلك الحافظ ابن كثير في تفسير آية (الحج).
ولكن إلقاء الشيطان في قراءته ﷺ في آيات النجم، وهي قوله: أَفَرَأَيْتُمُ اللَّاتَ وَالْعُزَّى الآيات، شيء ثابت بنص الآية في سورة (الحج)، وهي قوله سبحانه: وَمَا أَرْسَلْنَا مِن قَبْلِكَ مِن رَّسُولٍ وَلَا نَبِيٍّ إِلَّا إِذَا تَمَنَّى أَلْقَى الشَّيْطَانُ فِي أُمْنِيَّتِهِ فَيَنسَخُ اللَّهُ مَا يُلْقِي الشَّيْطَانُ ثُمَّ يُحْكِمُ اللَّهُ آيَاتِهِ وَاللَّهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ [الحج:52]. فقوله سبحانه: إِلَّا إِذَا تَمَنَّى؛ أي: تلا، وقوله سبحانه: أَلْقَى الشَّيْطَانُ فِي أُمْنِيَّتِهِ؛ أي: في تلاوته.
ثم إن الله سبحانه ينسخ ذلك الذي ألقاه الشيطان ويوضح بطلانه في آيات أخرى، ويحكم آياته؛ ابتلاءً وامتحانًا، كما قال سبحانه بعد هذا: لِيَجْعَلَ مَا يُلْقِي الشَّيْطَانُ فِتْنَةً لِّلَّذِينَ فِي قُلُوبِهِم مَّرَضٌ وَالْقَاسِيَةِ قُلُوبُهُمْ الآيات [الحج:53].
فالواجب على كل مسلم أن يحذر ما يلقيه الشيطان من الشبُّه على ألسنة أهل الحق وغيرهم، وأن يلزم الحق الواضح الأدلة، وأن يفسر المشتبه بالمحكم؛ حتى لا تبقى عليه شبهة، كما قال الله سبحانه في أول سورة (آل عمران): هُوَ الَّذِيَ أَنزَلَ عَلَيْكَ الْكِتَابَ مِنْهُ آيَاتٌ مُّحْكَمَاتٌ هُنَّ أُمُّ الْكِتَابِ وَأُخَرُ مُتَشَابِهَاتٌ فَأَمَّا الَّذِينَ في قُلُوبِهِمْ زَيْغٌ فَيَتَّبِعُونَ مَا تَشَابَهَ مِنْهُ ابْتِغَاء الْفِتْنَةِ وَابْتِغَاء تَأْوِيلِهِ وَمَا يَعْلَمُ تَأْوِيلَهُ إِلاَّ اللّهُ وَالرَّاسِخُونَ فِي الْعِلْمِ يَقُولُونَ آمَنَّا بِهِ كُلٌّ مِّنْ عِندِ رَبِّنَا وَمَا يَذَّكَّرُ إِلاَّ أُوْلُواْ الألْبَابِ [آل عمران:7].
وصح عن النبي ﷺ من حديث عائشة رضي الله عنها أنه قال: إذا رأيتم الذين يتبعون ما تشابه منه فأولئك الذين سمى الله فاحذروهم متفق على صحته. والله ولي التوفيق.
الفتاوى المشابهة
- مدى صحة قول من قال: بأن الشمس أكبر من الأرض - ابن باز
- لقد ورد عن الرسول صلى الله عليه وسلم حديث لا... - ابن عثيمين
- ما معنى قوله تعالى (فأما الذين في قلوبهم زيغ... - ابن عثيمين
- مداخلة من أحد الحضور حول قصة الغرانيق وذكره لر... - الالباني
- تفسير سورة النجم - اللجنة الدائمة
- ما هي قصة الغرانيق الواردة في بعض كتب السيرة... - ابن عثيمين
- مداخلة من أحد الحظور حول قصة الغرانيق . - الالباني
- الكلام على ضعف قصة الغرانيق . - الالباني
- ما صحة حديث الغرانيق ؟ - الالباني
- مدى صحة قصة الغرانيق - ابن باز
- ما مدى صحة قصة الغرانيق؟ - ابن باز