فائدة: حكم العمليات الاستشهادية.
الشيخ محمد بن صالح العثيمين
الشيخ : ومن ذلك فعل بعض الناس الذين ينتحرون يلبس الإنسان قنابل يحزمها على بطنه ثم يذهب إلى فئة من العدو ويطلقها فيكون هو أول من يموت هذا يعتبر قاتلا لنفسه ويعذب بما قتل به نفسه في جهنم والعياذ بالله وهؤلاء يطلقون على أنفسهم الفدائيين ولكنهم قتلوا أنفسهم فيعذبون في نار جهنم بما قتلوا به أنفسهم وليسوا بشهداء لأنهم فعلوا فعلا محرما والشهيد هو الذي يتقرب إلى الله تعالى بفعل ما أمره الله به لا بفعل ما نهاه عنه والله عز وجل يقول لا تقتلوا أنفسكم إن الله كان بكم رحيما ويقول لا تلقوا بأيديكم إلى التهلكة وأحسنوا إن الله يحب المحسنين لكن أنا أقول هؤلاء الذين نسمع عنهم أنهم يفعلون ذلك نرجوا أن لا يعذبوا لأنهم جاهلون متأولون لكنه ليس لهم أجر وليسوا بشهداء لأنهم فعلوا ما لم يأذن به الله بل ما نهى الله عنه
فإن قال قائل أليس الصحابة يغامرون فيدخلون صف الأعداء من الروم ومن غير الروم قلنا بلى لكن هل هذا قتل لأنفسهم ليس بقتل صحيح أنهم على خطر لكن في احتمال احتمال النجاة ولهذا ينجون يدخلون صفوف الروم ويقتلون من شاء الله ثم يرجعون إلى الجيش
وكذلك ما فعله البراء بن مالك رضي الله عنه في غزوة في وقعة اليمامة فإنهم لما وصلوا إلى حائط مسيلمة الكذاب وجدوا الباب مغلقا ولم يتمكنوا من دخوله وكان البراء بن مالك رضي الله عنه شجاعا أخ أنس بن مالك كان شجاعا فطلب من الجيش أن يلقوه من وراء الجدار ليفتح لهم الباب ففعلوا القوه من وراء الجدار من أجل أن يفتح لهم الباب حتى يدخلوا على مسيلمة في حصنه وفعلا فتح لهم الباب ونجا
فلا يمكن أن يستدل بمثل هذه الوقائع على جواز الانتحار الذي يفعله هؤلاء الجهال ولكن نقول نرجوا من الله عز وجل أن لا يؤاخذهم بما صنعوا لأنهم صنعوا ذلك عن جهل وحسن نية فمن قتل نفسه بشيء فإنه يعذب فيه بنار جهنم
واعلم أنه قد ورد فيمن قتل نفسه بشيء أنه يعذب به في جهنم خالدا مخلدا فيها أبدا فذكر التأبيد فهل يعني ذلك أنه كافر لأنه لا يستحق الخلود المؤبد إلا الكفار الجواب لا ليس بكافر بل يغسل ويكفن ويصلى عليه ويدعى له بالمغفرة كما فعل النبي صلى الله عليه وسلم في الرجل الذي قتل نفسه بالمشاقص فقدم إلى الرسول عليه الصلاة والسلام ليصلي عليه ولكنه لم يصل عليه وقال صلوا عليه فصلوا عليه بأمر الرسول عليه الصلاة والسلام وهذا يدل على أنه ليس بكافر وحينئذ لا يستحق الخلود المؤبد كما ذكر في الحديث من ذكر التأبيد إن كانت اللفظة محفوظة عن النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم فالمراد شدة التعذيب والتنفير من هذا العمل وإلا فليس بكافر
الجملة الثالثة أن لعن المؤمن كقتله يعني إذا قلت للمؤمن لعنك الله فكأنما قتلته لأن اللعن هو الطرد والإبعاد عن رحمة الله ومن طرد وأبعد عن رحمة الله صار كالمقتول الذي عدم الحياة الدنيا فإن ذاك المطرود المبعد عن رحمة الله حرم حياة الآخرة والقتل يحرم به المقتول من الحياة الدنيا
واعلم أن لعن المؤمن من كبائر الذنوب وأنه لا يحل وأن من لعن مؤمنا فإن اللعنة تذهب إلى الملعون إن كان أهلا لها فقد استحقها وإن لم يكن اهلا لها رجعت إلى قائلها والعياذ بالله فصار هو الملعون المطرود عن رحمة الله والله الموفق نعم
فإن قال قائل أليس الصحابة يغامرون فيدخلون صف الأعداء من الروم ومن غير الروم قلنا بلى لكن هل هذا قتل لأنفسهم ليس بقتل صحيح أنهم على خطر لكن في احتمال احتمال النجاة ولهذا ينجون يدخلون صفوف الروم ويقتلون من شاء الله ثم يرجعون إلى الجيش
وكذلك ما فعله البراء بن مالك رضي الله عنه في غزوة في وقعة اليمامة فإنهم لما وصلوا إلى حائط مسيلمة الكذاب وجدوا الباب مغلقا ولم يتمكنوا من دخوله وكان البراء بن مالك رضي الله عنه شجاعا أخ أنس بن مالك كان شجاعا فطلب من الجيش أن يلقوه من وراء الجدار ليفتح لهم الباب ففعلوا القوه من وراء الجدار من أجل أن يفتح لهم الباب حتى يدخلوا على مسيلمة في حصنه وفعلا فتح لهم الباب ونجا
فلا يمكن أن يستدل بمثل هذه الوقائع على جواز الانتحار الذي يفعله هؤلاء الجهال ولكن نقول نرجوا من الله عز وجل أن لا يؤاخذهم بما صنعوا لأنهم صنعوا ذلك عن جهل وحسن نية فمن قتل نفسه بشيء فإنه يعذب فيه بنار جهنم
واعلم أنه قد ورد فيمن قتل نفسه بشيء أنه يعذب به في جهنم خالدا مخلدا فيها أبدا فذكر التأبيد فهل يعني ذلك أنه كافر لأنه لا يستحق الخلود المؤبد إلا الكفار الجواب لا ليس بكافر بل يغسل ويكفن ويصلى عليه ويدعى له بالمغفرة كما فعل النبي صلى الله عليه وسلم في الرجل الذي قتل نفسه بالمشاقص فقدم إلى الرسول عليه الصلاة والسلام ليصلي عليه ولكنه لم يصل عليه وقال صلوا عليه فصلوا عليه بأمر الرسول عليه الصلاة والسلام وهذا يدل على أنه ليس بكافر وحينئذ لا يستحق الخلود المؤبد كما ذكر في الحديث من ذكر التأبيد إن كانت اللفظة محفوظة عن النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم فالمراد شدة التعذيب والتنفير من هذا العمل وإلا فليس بكافر
الجملة الثالثة أن لعن المؤمن كقتله يعني إذا قلت للمؤمن لعنك الله فكأنما قتلته لأن اللعن هو الطرد والإبعاد عن رحمة الله ومن طرد وأبعد عن رحمة الله صار كالمقتول الذي عدم الحياة الدنيا فإن ذاك المطرود المبعد عن رحمة الله حرم حياة الآخرة والقتل يحرم به المقتول من الحياة الدنيا
واعلم أن لعن المؤمن من كبائر الذنوب وأنه لا يحل وأن من لعن مؤمنا فإن اللعنة تذهب إلى الملعون إن كان أهلا لها فقد استحقها وإن لم يكن اهلا لها رجعت إلى قائلها والعياذ بالله فصار هو الملعون المطرود عن رحمة الله والله الموفق نعم
الفتاوى المشابهة
- ما حكم ما يسمى بالعمليات الانتحارية ، أو العمل... - الالباني
- الاستشهاد بالقرآن في سياق الكلام. - ابن عثيمين
- ما مدى صحة حديث ما معناه:" عجب ربك من رجل يقتح... - الالباني
- الفرق بين الشهادة في سبيل الله والعمليات الاستش... - ابن باز
- ما حكم من يموت في العمليات الاستشهادية ؟ - الالباني
- تتمة الكلام على حكم العمليات الاستشهادية . - ابن عثيمين
- حكم العمليات الاستشهادية ضد اليهود - ابن عثيمين
- العمليات الاستشهادية في الميزان - ابن عثيمين
- العمليات الاستشهادية في الميزان - ابن عثيمين
- حكم العمليات الاستشهادية - ابن عثيمين
- فائدة: حكم العمليات الاستشهادية. - ابن عثيمين