تم نسخ النصتم نسخ العنوان
قال المصنف :" أو سب الله أو رسوله فقد كفر " - ابن عثيمينالشيخ : قال المؤلف " أو سب الله أو رسوله " نعوذ بالله، سب الله أي وصفه بالعيب وأعظم السب أن يلعن الله والعياذ بالله أو يعترض على أحكامه الكونية أو الشرع...
العالم
طريقة البحث
قال المصنف :" أو سب الله أو رسوله فقد كفر "
الشيخ محمد بن صالح العثيمين
الشيخ : قال المؤلف " أو سب الله أو رسوله " نعوذ بالله، سب الله أي وصفه بالعيب وأعظم السب أن يلعن الله والعياذ بالله أو يعترض على أحكامه الكونية أو الشرعية بالعيب ولو على سبيل اللمز والتعريض حتى لو كان تعريضا فإنه يكفر لأن هذا امتهان لمقام الربوبية وهو أمر عظيم فمن سب الله سواء كان سبّه بالقول أو سبّه بالإشارة وسواء كان جادا أو هازلا بل سب الله هازلا أعظم وأقبح فإنه يكون كافرا لقول الله تعالى وَلَئِنْ سَأَلْتَهُمْ لَيَقُولُنَّ إِنَّما كُنَّا نَخُوضُ وَنَلْعَبُ قُلْ أَبِاللَّهِ وَأياتِهِ وَرَسُولِهِ كُنْتُمْ تَسْتَهْزِؤُنَ * لا تَعْتَذِرُوا قَدْ كَفَرْتُمْ بَعْدَ إِيمانِكُمْ ولأن سب الله عز وجل تنقّص له فيكون كفرا، كل من تنقص الله بقوله أو فعله أو بقلبه فهو كافر لأن الإيمان إيمان بمن؟ بالله عز وجل وبما له من الصفات الكاملة والربوبية التامة فإذا سب الله فإنه يكون كافرا حتى وإن قال إنما قلت ذلك هازلا لا جادا نقول هذا أقبح أن تجعل الله تعالى محل الهزء والهزل والسخرية، كذلك من سب الرسول عليه الصلاة والسلام، إذا سب النبي صلى الله عليه وسلم فإنه كافر.
وقول المؤلف " أو رسوله " ينبغي أن نجعلها من باب المفرد المضاف حتى يشمل جميع الرسل فمن سب أي رسول من الرسل فإنه كافر لأن هذا ليس تنقّصا للرسول بشخصه بل هو تنقّص لرسالته وهي الوحي ويتضمن تنقّصا للذي أرسله لأنه لا شك أنه من النقص أن يُرسل بشر إلى الخلق يستبيح دماءهم وأموالهم وذراريهم وهو محل للنقص، يُعتبر هذا سفها وإلا لا؟ أه؟ يعتبر سفها فسب الرسول سب لمن أرسله ولهذا قال الله عز وجل الله أعلم حيث يجعل رسالته فهو سبحانه وتعالى ما جعل الرسالة إلا فيمن هو أهل لها وجدير بها لما علِم سبحانه وتعالى في سابق علمه أنه أهل لتحمّل ما كُلِّف به وليس كل أحد يكون أهلا للرسالة ولهذا قال السفاريني رحمه الله أقوله مستشهدا لا مستدلا قال: " ولا تُنال رتبة النبوة بالكسب والفتوة لكنها فضل من المولى الأجل لمن يشاء من خلقه إلى الأجل " أه؟ والتهذيب " ولا تُنال رتبة النبوة بالكسب والتهذيب والفتوة لكنها فضل من المولى الأجل لمن يشاء من خلقه إلى الأجل " الحاصل أن سب الرسول عليه الصلاة والسلام سب لمن أرسله ومناف لحقه الذي هو أوجب الحقوق البشرية وحقّه التعظيم والإجلال والتوقير حتى إن الله عز وجل جعل من أسباب الرسالة ومن حكمة الرسالة أن نؤمن بالله ورسوله ونعزّر رسول الله صلى الله عليه وسلم ونوقّره إنا أرسلناك شاهدا ومبشرا ونذيرا لتؤمنوا بالله ورسوله وتعزّروه وتوقّروه هذا ركن وأساس وحكمة من حكم إرسال الرسول عليه الصلاة والسلام ولا شك أن سب النبي عليه الصلاة والسلام مع كونه نقصا له تنقّصا له ولمن أرسله هو أيضا تنقّص لشريعته ولهذا إذا سب أحد من الناس رجلا فإن سبّه ينعكس على منهاجه الذي انتهجه ويكون نفس المنهاج الذي انتهجه عند الناس منقوصا لأنه سب من قام بهذا المنهج فسب الرسول عليه الصلاة والسلام إذًا تضمّن ثلاثة أمور كل واحد منها كفر، تضمن سب الله وسب الرسول وسب شريعته لأنه بلا شك أنه إذا سُبّ الرسول عليه الصلاة والسلام فإن هذا يستلزم تنقّص ما جاء به لأن الناقص ليس أهلا لأن يُقتدى به بأقواله وأفعاله، طيب، " أو سب رسوله كفر " الجملة هذه جواب إيش؟ أين الشرط؟

السائل : ... .

الشيخ : أين من؟

السائل : ... أشرك ... .

الشيخ : فمن أشرك بالله، نعم، وقوله " كفر " أي كفرا مخرجا عن الملة ولا نقول إنه كفر كفرا دون كفر لأن الباب هذا باب حكم المرتد يعني كافرا كفرا مطلقا.

Webiste