تم نسخ النصتم نسخ العنوان
أفضل الكتب التي ينصح بها للتفقه في الدين - ابن بازالسؤال: يقولان أيضًا -في سؤال مهم فيما أتصور سماحة الشيخ-: نحن نحب التزود من معين الدين الإسلامي، لكننا نجهل الكتب المفيدة في هذا المجال، نرجو من سماحتك...
العالم
طريقة البحث
أفضل الكتب التي ينصح بها للتفقه في الدين
الشيخ عبدالعزيز ابن باز
السؤال:
يقولان أيضًا -في سؤال مهم فيما أتصور سماحة الشيخ-: نحن نحب التزود من معين الدين الإسلامي، لكننا نجهل الكتب المفيدة في هذا المجال، نرجو من سماحتكم ترشيح بعض الكتب الموثوقة التي تساعد على التفقه في الدين، جزاكم الله خيرًا.

الجواب:
أعظم كتاب، وأشرف كتاب، وأصدق كتاب يعلم الدين، ويرشد إلى أحكام الله، ويحصل به الفقه في الدين كتاب الله القرآن، هو أعظم كتاب، وهو أصدق كتاب، وأشرف كتاب، أنزل على أشرف نبي -عليه الصلاة والسلام- وفي أشرف بقعة في مكة والمدينة، وفي أفضل ليلة -ليلة القدر- فنوصي السائلة وغير السائلة بالعناية بكتاب الله  نوصي جميع المسلمين رجالًا ونساءً بالعناية بالقرآن، والتفقه فيه، والإكثار من تلاوته، ومراجعة كتب التفسير لمعرفة ما أشكل من ذلك، وسؤال أهل العلم عما أشكل أيضًا هذا هو أعظم كتاب، وأنفع كتاب، وأصدق كتاب، يقول سبحانه: {إِنَّ هَذَا الْقُرْآنَ يَهْدِي لِلَّتِي هِيَ أَقْوَمُ} [الإسراء:9]، ويقول -جل وعلا-: {قُلْ هُوَ لِلَّذِينَ آمَنُوا هُدًى وَشِفَاءٌ} [فصلت:44]، ويقول سبحانه: {كِتَابٌ أَنزَلْنَاهُ إِلَيْكَ مُبَارَكٌ لِيَدَّبَّرُوا آيَاتِهِ وَلِيَتَذَكَّرَ أُوْلُوا الأَلْبَابِ} [ص:29]، ويقول سبحانه: {وَنَزَّلْنَا عَلَيْكَ الْكِتَابَ تِبْيَانًا لِكُلِّ شَيْءٍ وَهُدًى وَرَحْمَةً وَبُشْرَى لِلْمُسْلِمِينَ} [النحل:89].
فالواجب على المسلمين العناية بهذا الكتاب، والإقبال عليه والإكثار من تلاوته، وتدبر معانيه، والاستفادة مما بينه ربنا سبحانه من أوامر ونواهي وقصص عمن مضى من الأمم حتى يستفيد المؤمن والمؤمنة من كلام ربنا .
ومن أحسن الكتب التي تعين على فهم الكتاب كتب التفسير المعروفة المأمونة، مثل: كتاب تفسير ابن جرير، تفسير البغوي، تفسير ابن كثير -رحمة الله عليهم- تفسير الشوكاني، تفسير القرطبي، كلها كتب مفيدة، لكن أحسنها هذه الثلاثة: تفسير ابن جرير، والبغوي، وابن كثير، وكتب أخرى مفيدة، مثل: القرطبي، والشوكاني، وكتب أخرى تفيد المؤمن مع التحرز مما فيها من الغلط.
كذلك كتب الحديث فيها الخير العظيم، فليس بعد القرآن خير وأصح من أحاديث الرسول ﷺ هو المعلم، والمرشد، والمبين لما بينه الله -جل وعلا- كما قال سبحانه: {وَالنَّجْمِ إِذَا هَوَى ۝ مَا ضَلَّ صَاحِبُكُمْ وَمَا غَوَى} [النجم:1-2] يعني محمد -عليه الصلاة والسلام- {وَمَا يَنْطِقُ عَنِ الْهَوَى ۝ إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَى} [النجم:3-4]، فهو -عليه الصلاة والسلام- مفسر لكتاب الله، ومبين لمعانيه، وخير الهدي هديه، عليه الصلاة والسلام.
فالمشروع للمؤمن والمؤمنة العناية بالسنة أيضًا مع القرآن، والحرص على فهم الأحاديث الصحيحة مثل صحيح البخاري، صحيح مسلم، وهكذا بقية الكتب التي ألفها أئمة الحديث، كـأبي داود والترمذي والنسائي وابن ماجة وموطأ مالك وغيرها من كتب السنة، لكن أصح الكتب وأعظمها وأنفعها صحيحا البخاري ومسلم.
فينبغي أن تكون العناية بهما أكثر، والإقبال عليهما أكمل، ولا سيما طالب العلم، وطالبة العلم الذي يميز بين الصحيح والضعيف، ويفهم المعاني، فينبغي أن يعتني طالب العلم وطالبة العلم بهذين الكتابين العظيمين أكثر من غيرهما، صحيح البخاري، وصحيح مسلم .
ومن الكتب المختصرة بلوغ المرام، كتاب مفيد نافع محرر للحافظ ابن حجر، وكتاب عمدة الحديث للحافظ عبدالغني بن عبدالواحد المقدسي، كتاب مفيد عظيم، كتاب المنتقى للمجد ابن تيمية، كتاب مفيد أيضًا وعظيم، يستفيد من هذه الكتب طالب العلم، وطالبة العلم، وما أشكل من ذلك يسأل عنه الطالب أهل العلم، ويراجع الكتب التي فيها بيان الصحيح من الضعيف، وفيها بيان مسائل الخلاف، كالمغني لـابن قدامة هو كتاب عظيم الفائدة.

المقدم: هذا بالنسبة للفقه.

الشيخ: الفقه... وبيان الراجح من كلام العلماء فيما اختلفوا فيه؛ لأنه كتاب عظيم يبين مسائل الخلاف والأدلة والمرجح والراجح، ومثل الفروع لـابن مفلح، شرح المهذب للنووي وأشباهه من الكتب التي تذكر خلاف العلماء، وتبين الراجح، وهذا بالنسبة إلى أهل العلم بالنسبة إلى من يميز بين الأقوال، ويعرف الأدلة؛ لأنه صاحب علم، وقد تفقه في الدين، وتبصر، وعرف كلام أهل العلم في الحديث الصحيح والضعيف، ومما يرجح به الخلاف في مسائل الخلاف.
أما العامي وشبه العامي فيسألون أهل العلم الذين يثقون بهم من أهل السنة، يسألونهم عما أشكل عليه، ويعمل بما يرشدونه إليه إذا لم يكن عنده بصيرة وعلم يستطيع أخذ المسائل بأدلتها من كتب أهل العلم.
ومن أحسن الكتب زاد المعاد لـابن القيم وهو كتاب جامع بين الحديث والفقه جميعًا، كتاب جامع زاد المعاد لـابن القيم -رحمه الله- وإغاثة اللهفان له أيضًا، إعلام الموقعين له أيضًا، كتب عظيمة فيها أحكام، وفيها علم عظيم، وفي العقيدة كتاب التوحيد، وفتح المجيد، والعقيدة الواسطية، كتاب التدمرية لشيخ الإسلام ابن تيمية، كتاب الحموية له أيضًا، هذه كتب عظيمة في العقيدة، شرح الطحاوية لـابن أبي العز كتاب عظيم، نسأل الله للجميع التوفيق، نعم.

المقدم: اللهم آمين، جزاكم الله خيرًا سماحة الشيخ! ذكرتم بعض كتب التفسير، وهي من الكتب ذات العصر القديم، هل تتفضلون بذكر شيء من الكتب التي عنيت بدراسة القرآن وتفسيره، مما ألف في العصر الحديث؟

الشيخ: منها مثل ما تقدم فإن عهده قريب، الشوكاني عهده قريب في القرن الثالث عشر، في كتب مؤلفة أخيرًا فيها مثل (في ظلال القرآن) ومثل تفسير ابن سعدي -رحمه الله- هذه كتب مفيدة، وينبغي للمؤمن بخصوص تفسير السيد قطب ينبغي للمؤمن أن يتحرز مما فيه من الأغلاط، ويأخذ ما فيه من الخير والفائدة.
وهكذا بقية التفاسير التي فيها، كل كتاب في الغالب لا يخلو من شيء، مثل الجلالين تفسير الجلالين، ومثل تفسير القرطبي، ومثل غيره من الكتب التي يقع فيها بعض التأويل، ينبغي للمؤمن أن يحذر ما فيها من الأخطاء ليسأل أهل العلم عما أشكل عليه، ويستفيد منها فيما وافقت الصواب فيه.

المقدم: طيب طيب.. جزاكم الله خيرًا، بعد أن ذكرتم بعض التفاسير هل تتفضلون بذكر بعض الشروح للسنة؟

الشيخ: نعم فيه شروح كثيرة مثل فتح الباري على البخاري، وشرح النووي لـمسلم، ومثل نيل الأوطار للشوكاني، هذه كتب جيدة ومفيدة، فتح المجيد في العقيدة للشيخ عبدالرحمن بن حسن لكتاب التوحيد، شرح ابن أبي العز على العقيدة الطحاوية، كلها كتب مفيدة، وشروح جيدة، ولا يخلو بعضها من شيء، مثل فتح الباري، ومثل شرح مسلم لا يخلو من بعض الأغلاط في العقيدة على مذهب الأشاعرة، لكن طالب العلم ينبذ الخطأ، ويحذر الخطأ.
وهكذا ما قد يقع في نيل الأوطار، وسبل السلام شرح بلوغ المرام وغيرها من الكتب، يأخذ ما فيها من الصواب، ويستعين بها على الفقه في الدين، وما فيها من خطأ يتركه إذا بان له، وإذا أشكل عليه يسأل أهل العلم، ويتذاكر مع أهل العلم، ومع زملائه الذين لهم بصيرة، ولهم فهم حتى يتجنب الخطأ، يستفيد مما وافق الصواب، نعم.

المقدم: جزاكم الله خيرًا، هذه الكتب التي تفضلتم بذكرها سماحة الشيخ يبدو أنها لفئة معينة من المتعلمين، لكن ماذا عن المبتدئ الكتب التي تنصحون المبتدئ بقراءتها؟

الشيخ: المبتدئ ينبغي له أن يقرأ الكتب المعروفة التي ألفها المعروفون بالعقيدة الطيبة، والسلامة من الأخطاء في مؤلفاتهم حتى لا يقع في شيء من الخطأ، مثل العقيدة الواسطية لشيخ الإسلام ابن تيمية، مثل كتاب التوحيد للشيخ محمد بن عبدالوهاب، مثل ثلاثة الأصول كشف الشبهات، كتب مفيدة جيدة ينبغي لطالب العلم المبتدئ يحفظها، ومثل الأربعين النووية مع تتمتها لـابن رجب خمسين حديثًا يحفظها، هذه مفيدة ومختصرة، وعمدة الحديث كذلك للطلبة يحفظونها مختصرة أربعمائة حديث وكسور، وحاجة قليلة زيادة عن أربع، يحفظها طالب العلم، حفظناها في الصغر، ينبغي أن يحفظها طالب العلم في الثانوي والمتوسط. نعم.

المقدم: جزاكم الله خيرًا، وبالنسبة للفقه؟

الجواب: مثل العمدة للموفق، العمدة للموفق في الفقه.

المقدم: موفق ابن قدامة؟

الشيخ: ... مختصرة وجيدة مفيدة. نعم.

المقدم: بالنسبة للمذاهب الأخرى يبدو أن هذا على المذهب الحنبلي بالنسبة للمذاهب الأخرى؟

الشيخ: والله ما تأملت يعني الكتب المختصرة للمذاهب الأخرى ما حصل لي تأمل لها، فيه أشياء نسمع عنها، لكن ما أستطيع أقول فيها شيئًا، نعم؛ لأني لم أتأملها كثيرًا. نعم.

المقدم: جزاكم الله خيرًا، شيء مهم بالنسبة للناس سماحة الشيخ! قد يقولون: إن هذه الكتب لا يسهل وصولها إلينا حول نشر مثل هذه الكتب القيمة؟

الشيخ: الذي نعلم أنها الكتب كلها تباع، كلها موجودة، وكلها تباع، كلها تباع، وكلها موجودة يمكن شراؤها من المكتبات، ما نعلم شيئًا من هذه مفقود، كلها موجودة، نعم.

المقدم: جزاكم الله خيرًا.

Webiste