تم نسخ النصتم نسخ العنوان
كيفية التعامل مع الأقارب التاركين للصلاة - ابن بازالسؤال:رسالة وصلت إلى البرنامج من أحد الإخوة المستمعين، يقول: أخوكم في الله (م. م. ع) أخونا يسأل ويقول: إذا كان للإنسان المسلم أخ أو أخت تاركة للصلاة با...
العالم
طريقة البحث
كيفية التعامل مع الأقارب التاركين للصلاة
الشيخ عبدالعزيز ابن باز
السؤال:
رسالة وصلت إلى البرنامج من أحد الإخوة المستمعين، يقول: أخوكم في الله (م. م. ع) أخونا يسأل ويقول: إذا كان للإنسان المسلم أخ أو أخت تاركة للصلاة بالكلية، وقدم ما يلزم من النصح، ولكن دون جدوى، فهل يجوز له أن يلجأ إلى أسلوب المقاطعة؟ وما هو حدود معاملة تارك الصلاة لو كان ذا قرابة في ديننا الحنيف؟
أفيدوني، جزاكم الله خيرًا.

الجواب:
إذا ترك الأخ أو الأخت أو غيرهما من الأقارب الصلاة، فالواجب النصيحة والتوجيه والصبر على ذلك؛ فإن أجاب من ترك الصلاة وهداه الله وتاب، فالحمد لله، وإلا وجبت مقاطعته وهجره، فلا تستجاب دعوته من وليمة ولا غيرها، ولا يدعى لوليمة، ولا يسلم عليه، ولا يرد عليه السلام، حتى يتوب إلى الله؛ لأن جريمته عظيمة، وهي ردة عن الإسلام في أصح قولي العلماء.
ترك الصلاة، والتعمد لذلك ردة عن الإسلام؛ لقوله ﷺ: "بين الرجل وبين الكفر والشرك ترك الصلاة" رواه مسلم في الصحيح؛ ولقوله ﷺ: "العهد الذي بيننا وبينهم الصلاة فمن تركها فقد كفر" ولأحاديث أخرى جاءت في المعنى، والله يقول سبحانه عن أهل النار: {مَا سَلَكَكُمْ فِي سَقَرَ ۝ } قَالُوا لَمْ نَكُ مِنَ الْمُصَلِّينَ [المدثر:42-43]، فبدؤوا أعمال الخبث التي دخلوا بها النار بدؤوها بترك الصلاة، نسأل الله العافية.
فالواجب على المؤمن مع أقربائه إذا تركوا الصلاة أن ينصحهم، وأن يوجههم إلى الخير، وأن يوجه أيضًا بعض إخوانه الطيبين إلى أن ينصحوهم ويوجهوهم؛ لأن الله يقول: {وَتَعَاوَنُوا عَلَى الْبِرِّ وَالتَّقْوَى} [المائدة:2].
فالتعاون على البر والتقوى من أهم المهمات، فإن هداهم الله سبحانه وتابوا، فالحمد لله، وإلا وجبت مقاطعتهم وهجرتهم حتى يستقيموا ويتوبوا، هذا هو الواجب على المسلمين إلا الوالدين، فالوالدان لهما شأن آخر؛ لأن الله قال سبحانه في حق الوالدين الكافرين، قال: {وَصَاحِبْهُمَا فِي الدُّنْيَا مَعْرُوفًا}[لقمان:15] فالوالدن لهما حق عظيم، ولو كانا كافرين، يصبر عليهما، ويحسن إليهما، ويرفق بهما، ويدعوهما إلى الله، لعل الله يهديهما بأسبابه، ولا يعجل، ولو استمرا في الكفر عليه أن ينصحهما، وأن يوجههما إلى الخير، ويستعين على ذلك بمن يرى من أقاربه وإخوانه وأحبابه لعل الله يهديهما بأسبابه.
فلو استمرا على الكفر لم يقطع النصيحة، ولم يقطع الإحسان، بل يستمر في نصيحته وإحسانه حتى يسلما، أو يموتا، نعم.

المقدم: جزاكم الله خيرًا، ونفع بعلمكم.

Webiste