ما حكم إحضار شُعراء المحاورة في الأعراس؟
الشيخ عبدالعزيز ابن باز
السؤال:
سائل يقول: لقد درجت وشاعت بعضُ العادات عند القبائل بإحضار مَن يُسَمَّون: شُعراء المحاورة، مثل: أن يأتوا بشاعرين في حفلات العُرس ونحوها، كل واحدٍ منهما من قبيلةٍ، مقابل إعطائهما مبلغًا من المال، ويقوم الشاعران بإحياء الليل كما يقولون، حيث يكون هناك صفَّان مُتقابلان من الرجال، وكل شاعرٍ له صفٌّ، يُرددون ترديدًا جماعيًّا ما يقوله الشَّاعران، بأصواتٍ عاليةٍ، مع التَّصفيق والرقص والتَّمايل، ويفتخر كل شاعرٍ بحسبه ونسبه، ويطعن بالمُقابل في الشاعر الآخر، فما الحكم في هذا كله؟
الجواب:
أمَّا الغناء في العُرس من النِّساء بالدُّفوف فهذا من إعلان النكاح، فمشروعٌ ضرب الدف في النكاح للنساء خاصةً، وليس فيه اختلاطٌ، ويكون بالأغاني العادية التي ليس فيها منكر، فهذا مشروعٌ للنساء، وهو من إعلان النكاح، وكان يُفْعَل في عهد النبي ﷺ ويحضره أزواجُه وغيرُهم.
أما الرجال فلا بأس أن يتعاطوا الشعر العربي، ويجتمعوا عليه ويسمعونه، وهو الذي ليس فيه محذور، ليس فيه غيبة، ولا سبٌّ، ولا شتمٌ، ولا يُسبب الشَّحناء والعداوة، بدون طبلٍ، وبدون أي منكرٍ آخر من: عيب الناس، أو عيب قبيلة فلان مما يُسبب الشَّحناء، فهذا لا يجوز، أما إذا حضَّروا شعرًا طيبًا: كشعر حسان، والأشعار الطيبة، والقصائد الطيبة التي فيها الخير والدَّعوة إليه، أو قام شاعرٌ يدعوهم إلى الخير: إلى الجود والكرم والأعمال الطيبة، وقام شاعرٌ آخر كذلك يدعو إلى الخير ومكارم الأخلاق ومحاسن الأعمال؛ فلا بأس، وكما قال ﷺ: إنَّ من الشعر لحكمةً، وقال لحسان: اهجُ الكفار، فوالذي نفسي بيده، إنه لأشدّ عليهم من وقع النَّبْل، وقال: اللهم أيِّده بروح القدس، فكان حسانُ يهجوهم، وكانت أشعاره عظيمةً طيبةً، وهكذا عبدالله بن رواحة، وكعب بن مالك، وهكذا مَن بعدهم من الشُّعراء الطيبين.
ومن الشعر: "نونية ابن القيم" التي هي من أعظم الشعر وأنفعه، فهي قصيدة طيبة عظيمة نافعة، و"نونية القحطاني"، وهي قصيدة طيبة نافعة في العقيدة، وهكذا الأشعار الطيبة التي فيها الدَّعوة إلى الخير وإلى مكارم الأخلاق ومحاسن الأعمال، فهذا طيبٌ في العرس وغير العرس.
أما أن يقوم شاعران أو أكثر يتناحرون، ويذمّ بعضُهم بعضًا، ويسبُّ بعضُهم بعضًا هذا منكر، أو يسبُّ هذا قبيلةَ هذا، وقبيلةَ هذا؛ هذا منكر، لكن إذا كان الشعرُ فيما ينفع الناس؛ كالدَّعوة إلى مكارم الأخلاق، ومحاسن الأعمال، وبرّ الوالدين، وصلة الرحم، وطاعة الله ورسوله، وطاعة ولاة الأمور بالمعروف، والحذر من معاصي الله؛ فهذا كله طيبٌ، وله أثرٌ في النفوس.
ولا بأس أن تُعطى المغنية في العُرس أجرةً على عملها، أو الشاعر الذي عنده أشعار طيبة، فيُدْعَى ليقول الشعر الطيب الذي ينفع الناس، ويُعْطَى جائزةً، لا بأس بذلك.
أما الذي يدعو إلى غيبة فلان، وذمِّ فلان، ومدح فلان؛ لإثارة الشَّحناء والعداوة والبغضاء بين الناس، فهذا منكرٌ لا يجوز -نسأل الله العافية.
سائل يقول: لقد درجت وشاعت بعضُ العادات عند القبائل بإحضار مَن يُسَمَّون: شُعراء المحاورة، مثل: أن يأتوا بشاعرين في حفلات العُرس ونحوها، كل واحدٍ منهما من قبيلةٍ، مقابل إعطائهما مبلغًا من المال، ويقوم الشاعران بإحياء الليل كما يقولون، حيث يكون هناك صفَّان مُتقابلان من الرجال، وكل شاعرٍ له صفٌّ، يُرددون ترديدًا جماعيًّا ما يقوله الشَّاعران، بأصواتٍ عاليةٍ، مع التَّصفيق والرقص والتَّمايل، ويفتخر كل شاعرٍ بحسبه ونسبه، ويطعن بالمُقابل في الشاعر الآخر، فما الحكم في هذا كله؟
الجواب:
أمَّا الغناء في العُرس من النِّساء بالدُّفوف فهذا من إعلان النكاح، فمشروعٌ ضرب الدف في النكاح للنساء خاصةً، وليس فيه اختلاطٌ، ويكون بالأغاني العادية التي ليس فيها منكر، فهذا مشروعٌ للنساء، وهو من إعلان النكاح، وكان يُفْعَل في عهد النبي ﷺ ويحضره أزواجُه وغيرُهم.
أما الرجال فلا بأس أن يتعاطوا الشعر العربي، ويجتمعوا عليه ويسمعونه، وهو الذي ليس فيه محذور، ليس فيه غيبة، ولا سبٌّ، ولا شتمٌ، ولا يُسبب الشَّحناء والعداوة، بدون طبلٍ، وبدون أي منكرٍ آخر من: عيب الناس، أو عيب قبيلة فلان مما يُسبب الشَّحناء، فهذا لا يجوز، أما إذا حضَّروا شعرًا طيبًا: كشعر حسان، والأشعار الطيبة، والقصائد الطيبة التي فيها الخير والدَّعوة إليه، أو قام شاعرٌ يدعوهم إلى الخير: إلى الجود والكرم والأعمال الطيبة، وقام شاعرٌ آخر كذلك يدعو إلى الخير ومكارم الأخلاق ومحاسن الأعمال؛ فلا بأس، وكما قال ﷺ: إنَّ من الشعر لحكمةً، وقال لحسان: اهجُ الكفار، فوالذي نفسي بيده، إنه لأشدّ عليهم من وقع النَّبْل، وقال: اللهم أيِّده بروح القدس، فكان حسانُ يهجوهم، وكانت أشعاره عظيمةً طيبةً، وهكذا عبدالله بن رواحة، وكعب بن مالك، وهكذا مَن بعدهم من الشُّعراء الطيبين.
ومن الشعر: "نونية ابن القيم" التي هي من أعظم الشعر وأنفعه، فهي قصيدة طيبة عظيمة نافعة، و"نونية القحطاني"، وهي قصيدة طيبة نافعة في العقيدة، وهكذا الأشعار الطيبة التي فيها الدَّعوة إلى الخير وإلى مكارم الأخلاق ومحاسن الأعمال، فهذا طيبٌ في العرس وغير العرس.
أما أن يقوم شاعران أو أكثر يتناحرون، ويذمّ بعضُهم بعضًا، ويسبُّ بعضُهم بعضًا هذا منكر، أو يسبُّ هذا قبيلةَ هذا، وقبيلةَ هذا؛ هذا منكر، لكن إذا كان الشعرُ فيما ينفع الناس؛ كالدَّعوة إلى مكارم الأخلاق، ومحاسن الأعمال، وبرّ الوالدين، وصلة الرحم، وطاعة الله ورسوله، وطاعة ولاة الأمور بالمعروف، والحذر من معاصي الله؛ فهذا كله طيبٌ، وله أثرٌ في النفوس.
ولا بأس أن تُعطى المغنية في العُرس أجرةً على عملها، أو الشاعر الذي عنده أشعار طيبة، فيُدْعَى ليقول الشعر الطيب الذي ينفع الناس، ويُعْطَى جائزةً، لا بأس بذلك.
أما الذي يدعو إلى غيبة فلان، وذمِّ فلان، ومدح فلان؛ لإثارة الشَّحناء والعداوة والبغضاء بين الناس، فهذا منكرٌ لا يجوز -نسأل الله العافية.
الفتاوى المشابهة
- حكم اختلاط الرجال والنساء في الأعراس وغيرها... - ابن عثيمين
- حكم إحضار المغنيات بحجة إعلان النكاح - ابن باز
- هل للشاعر أبي العتاهية جهود علمية أخرى غير الش... - الالباني
- حكم الطبل في الأعراس - ابن باز
- تفسر قوله تعالى: {وَالشُّعَرَاءُ يَتَّبِعُهُمُ... - ابن باز
- حكم الإتيان بالشعراء في حفل الزواج - ابن باز
- ما الحكم الشرعي في الشعر والشعراء؟ - ابن باز
- الشعر الحسن نافع - ابن باز
- إحضار شعراء المعارض ليلة الزفاف - اللجنة الدائمة
- حكم الشعر بالأعراس مع الرقص والتصفيق - ابن باز
- ما حكم إحضار شُعراء المحاورة في الأعراس؟ - ابن باز