بيان كيفية نصح الوالد الذي لا يصلي
الشيخ صالح بن فوزان الفوزان
س338: يقول السائل أبو حازم من العراق الموصل: لي والد بلغ الستين من العمر ولم يصل ولم يصم إلى هذا اليوم، وهو بصحة جيدة، وذو علم كثير يستطيع به أن يجادل من يجادل من أهل العلم، ونحن في قرية فيها مسجد قريب من دارنا جدًّا، ومع ذلك فلم يستفد من علمه شيئًا، حيث إن القرآن الكريم والأحاديث النبوية الشريفة كلها تنص على أن مثل هذا الإنسان ذو حظ عاثر، ترى ما العمل وأنا ابنه في العشرين من عمري، ومنذ سنوات وبشتى الطرق حاولت إقناعه؛ لأن الناس في القرية يريدونه في المسجد ليصلي معهم أو بهم،
لكنه يتغافل ويتكاسل عن أداء هذا الحق الإلهي، ويردد قائلا: إن أكثر المصلين في هذا الزمان فجار ومنافقون، والآن يقول لي بعض الرجال: إذا مات أبوك فمن سيغسله ويصلي عليه وهو على هذه الحال، أرشدوني إلى ما يجب علي نحو والدي هذا، وما الحكم فيه إن مات على هذه الحالة؟
ج338: هذا المذكور الذي عنده علم، ولكنه لا يصلي ولا يصوم، ولا يعمل بأعمال الدين، هذا ضال والعياذ باللّه، وضلاله بيِّن، إذا كان لا يصلي، يترك الصلاة متعمداً، ترك الصلاة متعمدًا كفر على الصحيح ولو لم يجحد وجوبها، أما إذا جحد وجوبها، فهو كافر بإجماع المسلمين، والحاصل: أن هذا الذي ذكر السائل أنه لا يصلي ولا يصوم، أن هذا كافر إن كان يجحد وجوب الصلاة، فكفره لا شك فيه، وإن كان مقرًّا بوجوبها لكنه يتركها تكاسلاً، فهذا على خلاف بين أهل العلم، والصحيح القول بالكفر، ولكن واجبك أيها الابن أن تناصحه، وأن لا تيأس من هدايته، لعل الله أن يهديه على يديك، فكرر النصيحة معه، فلعل الله أن يهديه، فإن رأيت منه إصرارًا على حالته، وعدم تقبل النصيحة، فعليك أن تفارقه وأن تعتزله، ولا مانع من أن تحسن إليه فيما يحتاج إليه من النفقة والإحسان الدنيوي؛ بل يجب
عليك أن تحسن إليه والصلة معه، لكن لا تجلس معه ولا تساكنه إلا إن احتاج إليك، ومع المناصحة والإلحاح عليه، لعل الله أن يهديه، أما قضية إذا مات على هذه الحالة فهو كافر والعياذ باللّه، والمسلم لا يتولى الكافر، وإنما يتولاه أقاربه الكفار، قال تعالى: يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لاَ تَتَوَلَّوْا قَوْمًا غَضِبَ اللَّهُ عَلَيْهِمْ قَدْ يَئِسُوا مِنَ الْآخِرَةِ كَمَا يَئِسَ الْكُفَّارُ مِنْ أَصْحَابِ الْقُبُورِ ، يتولاه أقاربه الكفار إن كان له أقارب من الكفار، وإذا كان ليس له أقارب من الكفار، فإنه يدفن بعيدًا عن مقبرة المسلمين، يوارى بالتراب ولا يغسل ولا يصلى عليه، بل يدفن بثيابه في مدفن منعزل عن مقابر المسلمين، من باب مواراة جثته ؛ لئلا يتأذى بها الناس ؛ لأن النبي صلى الله عليه وسلم: قام على القليب وفيه قتلى بدر فيجب أن يوارى، ولا يكن هذا في مقابر المسلمين.
لكنه يتغافل ويتكاسل عن أداء هذا الحق الإلهي، ويردد قائلا: إن أكثر المصلين في هذا الزمان فجار ومنافقون، والآن يقول لي بعض الرجال: إذا مات أبوك فمن سيغسله ويصلي عليه وهو على هذه الحال، أرشدوني إلى ما يجب علي نحو والدي هذا، وما الحكم فيه إن مات على هذه الحالة؟
ج338: هذا المذكور الذي عنده علم، ولكنه لا يصلي ولا يصوم، ولا يعمل بأعمال الدين، هذا ضال والعياذ باللّه، وضلاله بيِّن، إذا كان لا يصلي، يترك الصلاة متعمداً، ترك الصلاة متعمدًا كفر على الصحيح ولو لم يجحد وجوبها، أما إذا جحد وجوبها، فهو كافر بإجماع المسلمين، والحاصل: أن هذا الذي ذكر السائل أنه لا يصلي ولا يصوم، أن هذا كافر إن كان يجحد وجوب الصلاة، فكفره لا شك فيه، وإن كان مقرًّا بوجوبها لكنه يتركها تكاسلاً، فهذا على خلاف بين أهل العلم، والصحيح القول بالكفر، ولكن واجبك أيها الابن أن تناصحه، وأن لا تيأس من هدايته، لعل الله أن يهديه على يديك، فكرر النصيحة معه، فلعل الله أن يهديه، فإن رأيت منه إصرارًا على حالته، وعدم تقبل النصيحة، فعليك أن تفارقه وأن تعتزله، ولا مانع من أن تحسن إليه فيما يحتاج إليه من النفقة والإحسان الدنيوي؛ بل يجب
عليك أن تحسن إليه والصلة معه، لكن لا تجلس معه ولا تساكنه إلا إن احتاج إليك، ومع المناصحة والإلحاح عليه، لعل الله أن يهديه، أما قضية إذا مات على هذه الحالة فهو كافر والعياذ باللّه، والمسلم لا يتولى الكافر، وإنما يتولاه أقاربه الكفار، قال تعالى: يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لاَ تَتَوَلَّوْا قَوْمًا غَضِبَ اللَّهُ عَلَيْهِمْ قَدْ يَئِسُوا مِنَ الْآخِرَةِ كَمَا يَئِسَ الْكُفَّارُ مِنْ أَصْحَابِ الْقُبُورِ ، يتولاه أقاربه الكفار إن كان له أقارب من الكفار، وإذا كان ليس له أقارب من الكفار، فإنه يدفن بعيدًا عن مقبرة المسلمين، يوارى بالتراب ولا يغسل ولا يصلى عليه، بل يدفن بثيابه في مدفن منعزل عن مقابر المسلمين، من باب مواراة جثته ؛ لئلا يتأذى بها الناس ؛ لأن النبي صلى الله عليه وسلم: قام على القليب وفيه قتلى بدر فيجب أن يوارى، ولا يكن هذا في مقابر المسلمين.
الفتاوى المشابهة
- النصح واجب بين المسلمين - ابن باز
- كيفية السلام على الوالدين. - الفوزان
- كيفية التعامل مع الوالد المقارف للمعاصي - ابن باز
- ما كيفية التعامل مع أقارب لا يصلون؟ - ابن باز
- ما كيفية نصح الوالد الذي يشرب الخمر؟ - ابن باز
- بيان كيفية الصلاة. - ابن عثيمين
- بيان كيفية صلاة النبي صلى الله عليه وسلم . - ابن عثيمين
- بيان كيفية صلاة النبي صلى الله عليه وسلم . - الالباني
- كيف يُنصح للوالدين في مخالفات تصل للكفر؟ - ابن باز
- الذي لا يصلي ولا يصوم كافر - الفوزان
- بيان كيفية نصح الوالد الذي لا يصلي - الفوزان