ج300: أما الحديث الذي أشار إليه السائل: "ثلاثة لا يدخلون الجنة، مدمن خمر، وقاطع رحم، ومصدق بالسحر" ، فرواه الإمام أحمد، وابن حبان في صحيحه، وصححه الحاكم، وأقره الذهبي رحم الله الجميع. أما معناه: فهو الوعيد الشديد لمن يصدق بالسحر مطلقاً، ومنه التنجيم؛ لقوله صلى الله عليه وسلم: "من اقتبس شعبة من النجوم فقد اقتبس شعبة من السحر زاد ما زاد" والتصديق ذنب عظيم، وجرم كبير؛ لأن الواجب تكذيب السحرة، ومنعهم، والأخذ على أيديهم، إن تعاطوا هذه الأعمال الذميمة؛ لأنهم يضللون الناس، ويفسدون العقائد؛ فالسحر كفر كما دل على ذلك القرآن الكريم والسنة، والواجب قتل السحرة، فإذا صدّقهم فمعنى ذلك أنه وافقهم، وأقرهم على مهنتهم الخبيثة، والواجب تكذيبهم، ومحاربتهم، ومنعهم من مزاولة أعمال هذه الفرق الذميمة من السحر، أما تأثير السحر وما يترتب عليه من الإصابات؛ فهذا شيء ثابت فإنه يقتل، ويفرق بين المرء وزوجه، ويفسد بين الناس، فهذا شيء واقع، وإنما تصديق الساحر فيما يقول، ويدَّعي من علم الغيب، وكذلك تصديق المنجم فيما يدعي من علم الغيب، والإخبار عن الأمور الغائبة والمستقبلة، هذا فيه وعيد عظيم وإثم كبير. والله تعالى أعلم.