تم نسخ النصتم نسخ العنوان
حكم كتابة القرآن في حجب أو على لوحات - الفوزان س102: يقول السائل: هل يجوز تعليق لوحات تجميلية في المنازل وقد كتب عليها آيات قرآنية؟  ج102:  الله سبحانه وتعالى أنزل القرآن هدى ونوراً، وشفاء لما في ال...
العالم
طريقة البحث
حكم كتابة القرآن في حجب أو على لوحات
الشيخ صالح بن فوزان الفوزان
س102: يقول السائل: هل يجوز تعليق لوحات تجميلية في المنازل وقد كتب عليها آيات قرآنية؟
ج102: الله سبحانه وتعالى أنزل القرآن هدى ونوراً، وشفاء لما في الصدور، أنزله لُيتلى، ويُتدبر، ويُعمل به، ويستنار بهديه، ويتخذ إماماً وقائداً إلى الله عز وجل وإلى جنته، فهو حجة الله على خلقه، كما قال النبي صلى الله عليه وسلم: الطُهور شطر الإيمان... والقرآن حجة لك أو عليك إن تمسكت به، وعملت به، صار حجة لك، وهو دليلك إلى الجنة، وإن أعرضت عنه، صار حجة عليك، يدفعك إلى النار، بمخالفته بعد العلم به، فهذا هو الواجب نحو القرآن، أن نتلوه حق تلاوته، وأن نهتدي بهديه، وأن نستنير بنوره، وأن نعظمه، ونجله، ونحترمه، ونصونه عن العبث، والامتهان؟
لأنه كلام الله عز وجل قال تعالى: لاَ يَأْتِيهِ الْبَاطِلُ مِنْ بَيْنِ يَدَيْهِ وَلاَ مِنْ خَلْفِهِ تَنْزِيلٌ مِنْ حَكِيمٍ حَمِيدٍ . ويجب أن نعمل به، وأن نحكمه فيما اختلفنا فيه، كما قال تعالى: يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَأُولِي الْأَمْرِ مِنْكُمْ فَإِنْ تَنَازَعْتُمْ فِي شَيْءٍ فَرُدُّوهُ إِلَى اللَّهِ وَالرَّسُولِ إِنْ كُنْتُمْ تُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ ذَلِكَ خَيْرٌ وَأَحْسَنُ تَأْوِيلاً . أما كتابته في حُجب، أو رقاع، أو على لوحات، ويُعلق على الجدران؛ فهذا لا ينبغي، يحرم كتابته في حجب وحروز، يعلق على الصبيان، أو الرقاب، أو على النساء، أو الرجال، هذا لا يصح من قوليْ العلماء؛ لأن فيه امتهاناً، وتعريضاً لإهانته، وربما يكون سبباً للاعتقاد في الشفا من غير الله عز وجل ويكون فتحَ باب تعليق ما لا يجوز تعليقه، من العوذ الشيطانية، والألفاظ الشركية، فالصحيح من قولي العلماء: أنه
لا يجوز اتخاذ القرآن حروزًا وتعاويذ، تكتب وتعلّق على الرقاب، أو على الأجسام، وكذلك كتابته على لوحات وتعليقه على جدران؛ هذا لا ينبغي؛ لأنه ربما يهان القرآن، أو أن المكان الذي عُلِّقتْ فيه هذه اللوحة التي كتب عليها آيات من القرآن؛ فيه شيء من المعاصي، أو من الفسوق، فيكون في هذا إهانة للقرآن العظيم، وربما تسقط عليه اللوحة، وتداس، وتمتهن، أو تؤول هذه اللوحة إلى سكان لا يأبهون بالقرآن، وينزلون هذا المنزل، ويهينون هذا القرآن المعلق، ففي تعليقه على الجدران تعريضه للامتهان، ولم يكن هذا من هدي السلف الصالح؛ لم يُعلم أنهم كانوا يكتبون القرآن على لوحات، أو براويز، ويعلقونها على الجدران، إنما كان القرآن يحفظ في القلوب، ويُعمل به ظاهراً وباطناً، ويحفظ، ويتلى، ويُدَرَّس، أما كتابته في لوحات وبراويز وما أشبه ذلك، هذا لم يكن معروفا عن السلف؛ ولا فائدة من وراء ذلك، وإنما يخشى من المضرة، والإهانة للقرآن العظيم.

Webiste