يقول ما مدى صحة الحديث الذي معناه أن الرسول صلى الله عليه وسلم قال يشرب الناس من أمتي الخمر يسمونها بغير اسمها تضرب على رؤوسهم بالمعازف القينات يخسف الله بهم الأرض ويجعل منهم القردة والخنازير فإن كان هذا الحديث صحيحاً فما هو لفظه الصحيح كاملاً وهل الوعيد بالخسف والتحويل إلى خنازير وقردة قد يكون هذا في زمن أمة محمدٍ صلى الله عليه وسلم إلى قيام الساعة مع أن الله قد رفع ذلك عن أمة محمدٍ صلى الله عليه وسلم إكراماً له ؟
الشيخ محمد بن صالح العثيمين
السائل : يقول ما مدى صحة الحديث الذي معناه أن الرسول صلى الله عليه وسلم قال " يشرب الناس من أمتي الخمر يسمونها بغير اسمها تضرب على رؤوسهم بالمعازف القينات يخسف الله بهم الأرض ويجعل منهم القردة والخنازير " فإن كان هذا الحديث صحيحاً فما هو لفظه الصحيح كاملاً وهل الوعيد بالخسف والتحويل إلى خنازير وقردة هل يكون هذا في زمن أمة محمدٍ صلى الله عليه وسلم إلى قيام الساعة مع أن الله قد رفع ذلك عن أمة محمدٍ صلى الله عليه وسلم إكراماً له؟
الشيخ : هذا الحديث صحيح صحّحه ابن القيم وغيره رحمهم الله ولفظه: ليشربن أناسٌ من أمتي الخمر يُسمونها بغير اسمها ولفظ: " تضرب على رؤوسهم المعازف " ويُضرب على رؤوسهم بالمعازف .
السائل : يُضرب، نعم.
الشيخ : وهو حديث صحيح ويشهد له أيضا ما رواه البخاري في صحيحه فيما ترجم عليه باب من يشرب الخمر ويُسميها بغير اسمها ولقد صدق رسول الله صلى الله عليه وسلم فإن أناسا يشربون الخمر ويسمونها بغير اسمها يقال إنها تُسمى بالشراب الروحي وما أعظم هذا القول وأبطله وأكذبه فكيف يكون هذا الشراب المزيل للعقل المميت للقلب المبعد عن الرب كيف يكون شرابا روحيا ما هو إلا شراب خبيث يُفسد العقل ويُفسد الدين ويُفسد الفكر أيضا ولهذا صاحبه المبتلى به والعياذ بالله لا يقر له قرار ولا يهدؤ له بال ولا ينشرح له صدر حتى يعود إليه مرة أخرى فتجِده دائما في هم وقلق حتى يشرب ويُدمن نسأل الله العافية والسلامة وشراب هذا شأنه كيف تصح تسميته بالشراب الروحي، ما هو إلا شراب مدمّر للجسم والروح جميعا وللعقل والفكر نسأل الله السلامة ولهذا حرمه الله تعالى على عباده تحريما مؤكدا في قوله تعالى فَاجْتَنِبُوهُ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ * إِنَّمَا يُرِيدُ الشَّيْطَانُ أَنْ يُوقِعَ بَيْنَكُمُ الْعَدَاوَةَ وَالْبَغْضَاءَ فِي الْخَمْرِ وَالْمَيْسِرِ وَيَصُدَّكُمْ عَنْ ذِكْرِ اللَّهِ وَعَنِ الصَّلاةِ فَهَلْ أَنْتُمْ مُنتَهُونَ وفي قوله فاجتنبوه يعني كونوا في جانب وهو في جانب وهو أبلغ من قوله " لا تشربوه " لأن الاجتناب معناه التباعد عنه، ثم قال فَهَلْ أَنْتُمْ مُنتَهُونَ يعني: هل تنتهون عن ذلك بعد أن عرفتم هذه المضار العظيمة فيه؟ ولهذا قال أهل العلم: من أنكر تحريم الخمر وهو ممن عاش بين المسلمين لا يخفى عليه تحريمه فإنه يُعتبر مرتدا كافرا بالله عز وجل يُستتاب فإن تاب وأقر بتحريمه فإنه يُرفع عنه القتل وإلا قتِل كافرا مرتدا والعياذ بالله.
فالمهم أن هذا الحديث وقع مصداقه شربت الخمر وسمّيت بغير اسمها وضرِب بالمعازف والقينات على الرؤوس وأما قول القائل: إنه كيف يكون ذلك وقد رفع الله هذا عن هذه الأمة؟ فيُقال: إن الذي رفع عن هذه الأمة هو الإهلاك بسنة بعامة بشيء عام يستأصلهم وأما أن يختص بعضهم بعقوبة فإن هذا لم يُرفع فقد ثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: أما يخشى الذي يرفع رأسه قبل الإمام يعني في صلاة الجماعة أما يخشى الذي يرفع رأسه قبل الإمام أن يحوّل الله رأسه رأس حمار، أو يجعل الله صورته صورة حمار وكذلك هنا ذكر في الحديث إن الله تعالى يمسخهم قردة وخنازير وكلام الرسول عليه الصلاة والسلام وكذلك كلام الله عز وجل في القرأن يجب أن يؤخذ على ظاهره بدون تأويل إلا بدليل شرعي أو عقلي أو حسي ظاهر فهنا نقول: إن هؤلاء يُمكن أن يمسخوا قردة وخنازير حقيقيين وما ذلك على الله بعزيز لأن الله تعالى على كل شيء قدير إذا أراد شيئا فإنما يقول له كن فيكون والذي قلب أهل القرية من بني إسرائيل قردة قادر على أن يَقلب غيرهم من أمة محمد صلى الله عليه وسلم وذهب بعض أهل العلم إلى أن القلب هنا قلب معنوي خُلُقي بمعنى أن الله يجعل أخلاقهم أخلاق القردة والخنازير ولكن الأوّل أليق بظاهر اللفظ ونحن علينا أن نتبع ظاهر اللفظ وأن نخشى من هذه العقوبة المشينة والعياذ بالله أن يخرج الإنسان من أهله إنسانا ثم يرجع قردا أو خنزيرا نسأل الله السلامة.
السائل : بارك الله فيكم.
الشيخ : هذا الحديث صحيح صحّحه ابن القيم وغيره رحمهم الله ولفظه: ليشربن أناسٌ من أمتي الخمر يُسمونها بغير اسمها ولفظ: " تضرب على رؤوسهم المعازف " ويُضرب على رؤوسهم بالمعازف .
السائل : يُضرب، نعم.
الشيخ : وهو حديث صحيح ويشهد له أيضا ما رواه البخاري في صحيحه فيما ترجم عليه باب من يشرب الخمر ويُسميها بغير اسمها ولقد صدق رسول الله صلى الله عليه وسلم فإن أناسا يشربون الخمر ويسمونها بغير اسمها يقال إنها تُسمى بالشراب الروحي وما أعظم هذا القول وأبطله وأكذبه فكيف يكون هذا الشراب المزيل للعقل المميت للقلب المبعد عن الرب كيف يكون شرابا روحيا ما هو إلا شراب خبيث يُفسد العقل ويُفسد الدين ويُفسد الفكر أيضا ولهذا صاحبه المبتلى به والعياذ بالله لا يقر له قرار ولا يهدؤ له بال ولا ينشرح له صدر حتى يعود إليه مرة أخرى فتجِده دائما في هم وقلق حتى يشرب ويُدمن نسأل الله العافية والسلامة وشراب هذا شأنه كيف تصح تسميته بالشراب الروحي، ما هو إلا شراب مدمّر للجسم والروح جميعا وللعقل والفكر نسأل الله السلامة ولهذا حرمه الله تعالى على عباده تحريما مؤكدا في قوله تعالى فَاجْتَنِبُوهُ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ * إِنَّمَا يُرِيدُ الشَّيْطَانُ أَنْ يُوقِعَ بَيْنَكُمُ الْعَدَاوَةَ وَالْبَغْضَاءَ فِي الْخَمْرِ وَالْمَيْسِرِ وَيَصُدَّكُمْ عَنْ ذِكْرِ اللَّهِ وَعَنِ الصَّلاةِ فَهَلْ أَنْتُمْ مُنتَهُونَ وفي قوله فاجتنبوه يعني كونوا في جانب وهو في جانب وهو أبلغ من قوله " لا تشربوه " لأن الاجتناب معناه التباعد عنه، ثم قال فَهَلْ أَنْتُمْ مُنتَهُونَ يعني: هل تنتهون عن ذلك بعد أن عرفتم هذه المضار العظيمة فيه؟ ولهذا قال أهل العلم: من أنكر تحريم الخمر وهو ممن عاش بين المسلمين لا يخفى عليه تحريمه فإنه يُعتبر مرتدا كافرا بالله عز وجل يُستتاب فإن تاب وأقر بتحريمه فإنه يُرفع عنه القتل وإلا قتِل كافرا مرتدا والعياذ بالله.
فالمهم أن هذا الحديث وقع مصداقه شربت الخمر وسمّيت بغير اسمها وضرِب بالمعازف والقينات على الرؤوس وأما قول القائل: إنه كيف يكون ذلك وقد رفع الله هذا عن هذه الأمة؟ فيُقال: إن الذي رفع عن هذه الأمة هو الإهلاك بسنة بعامة بشيء عام يستأصلهم وأما أن يختص بعضهم بعقوبة فإن هذا لم يُرفع فقد ثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: أما يخشى الذي يرفع رأسه قبل الإمام يعني في صلاة الجماعة أما يخشى الذي يرفع رأسه قبل الإمام أن يحوّل الله رأسه رأس حمار، أو يجعل الله صورته صورة حمار وكذلك هنا ذكر في الحديث إن الله تعالى يمسخهم قردة وخنازير وكلام الرسول عليه الصلاة والسلام وكذلك كلام الله عز وجل في القرأن يجب أن يؤخذ على ظاهره بدون تأويل إلا بدليل شرعي أو عقلي أو حسي ظاهر فهنا نقول: إن هؤلاء يُمكن أن يمسخوا قردة وخنازير حقيقيين وما ذلك على الله بعزيز لأن الله تعالى على كل شيء قدير إذا أراد شيئا فإنما يقول له كن فيكون والذي قلب أهل القرية من بني إسرائيل قردة قادر على أن يَقلب غيرهم من أمة محمد صلى الله عليه وسلم وذهب بعض أهل العلم إلى أن القلب هنا قلب معنوي خُلُقي بمعنى أن الله يجعل أخلاقهم أخلاق القردة والخنازير ولكن الأوّل أليق بظاهر اللفظ ونحن علينا أن نتبع ظاهر اللفظ وأن نخشى من هذه العقوبة المشينة والعياذ بالله أن يخرج الإنسان من أهله إنسانا ثم يرجع قردا أو خنزيرا نسأل الله السلامة.
السائل : بارك الله فيكم.
الفتاوى المشابهة
- شرح حديث : ( ليكونن في أمتي ناسٌ يستحلون الخمر... - الالباني
- معنى قوله صلى الله عليه وسلم :" ويكثر شرب ال... - ابن عثيمين
- ما هو أصل الصيغة المختصرة في الصلاة على النبي... - الالباني
- .شرح قول المصنف : وقوله تعالى : (( قل هل أنب... - ابن عثيمين
- الرد على نظرية أن الإنسان أصله قرد - ابن باز
- لقد درست في العام الماضي أصل منشأ الإنسان في... - ابن عثيمين
- أكل القردة - اللجنة الدائمة
- ما صحة ما جاء في صحيح البخاري من أن قرد وقردة... - الالباني
- حكم أكل القرد - اللجنة الدائمة
- هل يجوز للإنسان أن يقول عن اليهود : أبناء القر... - الالباني
- يقول ما مدى صحة الحديث الذي معناه أن الرسول... - ابن عثيمين