تم نسخ النصتم نسخ العنوان
يقول لأهل قريتي عادةٌ عندما يموت أحدهم تقوم... - ابن عثيمينالسائل : يقول لأهل قريتي عادةٌ عندما يموت أحدهم تقوم النساء بالبكاء وشق الجيوب واللطم على الخدود والنياحة فيقوم بعض رجال الدين بنصيحتهن ولكن دون فائدة و...
العالم
طريقة البحث
يقول لأهل قريتي عادةٌ عندما يموت أحدهم تقوم النساء بالبكاء وشق الجيوب وللطم على الخدود والنياحة فيقوم بعض رجال الدين بنصيحتهن ولكن دون فائدة وزيادةً على ذلك فإنهن يتبعن الجنازة إلى المقبرة بحالتهن تلك ويقمن بحثو التراب على رؤوسهن في الطريق وكذلك الرجال إذا وصلت الجنازة إلى المقبرة ودفنوها فإنهم يجلسون على القبر يبكون وينوحون وبعد مضي مدة أربعين يوماً يعملون عشاءً للميت يدعون إليه كل من حولهم بدون استثناء وينتهي العزاء بأن تراق القهوة والشاي على الأرض فما رأيكم في هذه العادة وما هو الحكم فيمن يفعلها ؟
الشيخ محمد بن صالح العثيمين
السائل : يقول لأهل قريتي عادةٌ عندما يموت أحدهم تقوم النساء بالبكاء وشق الجيوب واللطم على الخدود والنياحة فيقوم بعض رجال الدين بنصيحتهن ولكن دون فائدة وزيادةً على ذلك فإنهن يتبعن الجنازة إلى المقبرة بحالتهن تلك ويقُمن بحثو التراب على رؤوسهن في الطريق وكذلك الرجال إذا وصلت الجنازة المقبرة ودفنوها فإنهم يجلسون على القبر يبكون وينوحون وبعد مضي مدة أربعين يوماً يعملون عشاءً للميت يدعون إليه كل من حولهم بدون استثناء وينتهي العزاء بأن تراق القهوة والشاي على الأرض فما رأيكم في هذه العادة وما هو الحكم فيمن يفعلها؟

الشيخ : إن هذه العادة عادة منكرة وبدعة ضالة فالواجب على المسلم عند المصيبة أن يرضى بقضاء الله وقدره وأن يعلم أن هذه المصيبة لا بد أن تقع مهما عمل لأنها قد كُتبت وجفت الأقلام وطويت الصحف ومهما كان فلا بد أن يكون ما قدّر الله عز وجل كما كان المسلمون يقولون: ما شاء الله كان وما لم يشأ لم يكن فإذا اطمأن الإنسان إلى هذا وعلِم أنها من الله عز وجل رضي وسلم كما قال علقمة في قوله تعالى وَمَنْ يُؤْمِنْ بِاللَّهِ يَهْدِ قَلْبَهُ قال: هو الرجل تصيبه المصيبة فيعلم أنها من عند الله فيرضى ويُسلّم فوظيفة الإنسان عند المصائب الصبر واحتساب الأجر حتى لا يُحرم الثواب فإن المصاب حقيقة من حرِم الثواب وإذا وقعت بك مصيبة فقل: إنا لله وإنا إليه راجعون اللهم أجرني في مصيبتي وأخلف لي خيرا منها فإنك إذا فعلت ذلك ءاجرك الله في مصيبتك وأعظم لك خيرا منها وهذا أمر قاله النبي عليه الصلاة والسلام وشهِد به الواقع، أم سلمة رضي الله عنها كانت تحت أبي سلمة وكانت تحبه حبا شديدا فلما توفي أبو سلمة رضي الله عنه قالت: اللهم أجرني في مصيبتي وأخلف لي خيرا منها وكانت تقول في نفسها: من خير من أبي سلمة فما انقضت عدّتها حتى خطبها النبي صلى الله عليه وسلم فتزوّجها فكان رسول الله صلى الله عليه وسلم لها خيرا من أبي سلمة وهذا أيضا تشهد به وقائع كثيرة فالإنسان إذا صبر واحتسب فإنما يُوفى الصابرون أجرهم بغير حساب والجزع والحزن والنياحة لا ترُد المصيبة بل توجب الوقوع في الإثم فإن النياحة على الميت من كبائر الذنوب فقد لعن النبي صلى الله عليه وسلم النائحة والمستمعة، النائحة التي تنوح والمستمعة التي تستمع إلى نياحها وكذلك يجب على الرجال ولاة أمور هؤلاء النساء أن يمنعوهن ويجب على ولاة الأمور على البلد أي ذوي السلطة يجب عليهم أن يمنعوا مثل هذا في المقابر وفي الأسواق وأن يمنعوا النساء من اتباع الجنائز حتى يكون المجتمع مجتمعا إسلاميا عارفا بالله راضيا بقضاء الله وقدره.

السائل : أحسن الله إليكم وأثابكم.

Webiste